يتبادر إلى اذهان الدول الراعية للإرهاب الصهيوني أنه بعد ترويض منظمة التحرير الفلسطينية منذ أوسلو حتى اليوم وخاصة بعد اغتيال عرفات، فإنه لم يتبق أمامها غير القضاء على حركة حماس. ذلك وحده كفيل بإنهاء مقاومة الشعب الفلسطيني ونزع فكرة المقاومة واستعادة حقوقه المغتصبة وبناء دولته. لذلك نرى هذه الدول تعمد إلى تزويد دولة العدو بمزيد من السلاح، (سلمنا شحنات إلى إسرائيل وسنرسل المزيد) قال المستشار الألماني شولتس. بينما المرشح للرئاسة الأمريكية طالب إسرائيل مرات عديدة بإنهاء المهمة كما يجب. أمريكا مورد السلاح الأكبر للعدو ماطلت كثيرا ولا تزال تماطل في مسألة وقف الحرب على غزة، وتصر على اعطاء المزيد من الوقت لهذا العدو لأنهاء المهمة والتخلص من حركة المقاومة في فلسطين مرة والى الأبد.
كثير من الأطراف تعتقد أن الخلاص من حماس سيخلصها من وجع الرأس الذي يسببه لها الفلسطينيون على الرغم من أن هذه الأطراف كانت دائما في الطرف المقابل، ولا تعنيها القضية الفلسطينية، وهي كما تقول ليست طرفا في هذا الصراع. لكن القضية لا تكمن هنا.
مربط الفرس يكمن في أن الشعوب الحية والحرة لا تموت. هذا بالضبط الذي لم تستوعبه القوى الاستعمارية. تتذكر فرنسا ما عملته بالجزائر من مذابح وزرع العنصرية والعمل على طمس الهوية العربية للجزائريين، لكن الشعب الجزائري بقي جزائريا عربيا ولم تنجح محاولات الفرنسة. فرنسا أكثر من غيرها تعرف أن الشعوب تقاتل أعدائها حتى بدون قادة.
اندثرت أمم وعرقيات كثيرة كبيرة وصغيرة وغاب أثرها. لماذا؟؟؟
لأنها فقدت القيمة الذاتية، فقدت حيويتها وقدرتها على مقاومة الاندثار. تلك الخاصية لا يمكن اكتسابها بالمران والمفاوضات والتدجين. هي جزء من التركيبة الجينية لكل شعب مغروس في أرضه، لا يتبخر مع أول صلصلة سيف أو صوت طلقة رصاص.
شعب فلسطين ينتمي لصنف الشعوب الحية، بحيث لا يمكن إفناؤه. حتى وإن قررت الفاشية الجديدة ذلك. كم اغتالت إسرائيل وعاونتها أمريكا وبريطانيا من القادة من بين هذا الشعب، ألا تتذكرون؟؟
كلما رحل قائد أزهرت الأرض بقادة أكثر دهاء وقدرة. الكل سيقاتل من أجل أولى القبلتين والمهد.
تعرف الفاشية الإسرائيلية أنها لا تستطيع كسر شوكة شعب فلسطين، وهي بالتأكيد تتذكر جنين وأطفالا اختطفتهم من شوارع يافا وحيفا، الذين عادوا قادة أذاقوها الذل والهوان.
ويعرف الفلسطينيون كما يعرف اليمنيون والجزائريون والليبيون والمصريون، أن الحرية لا توهب أبدا، وأن القطعان وحدها تعتقد أنها حرة في سجنها.