الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات :
أكدت مصادر إعلامية أن قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، أعلن انضمامه إلى الجيش السوداني، حيث سلَّم نفسه وقواته بكامل العتاد الحربي إلى قيادة الجيش السوداني في منطقة جبل اللبيتور بسهل البطانة وسط السودان.
وأكدت الأنباء اليوم الأحد أن هذا التطور جرى خلال لقاء بين الطرفين في منطقة شرقي الجزيرة، وهو ما يعد تحولا كبيرا في ميزان القوى الميدانية لمصلحة القوات المسلحة السودانية.
في هذا السياق، صرح رئيس منبر البطانة الحر، سعيد السيد عمارة، بأن أبو عاقلة كيكل قد انضم بشكل رسمي إلى صفوف الجيش السوداني للقتال ضد قوات «الدعم السريع»، مشيرا إلى أن منطقة البطانة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ستكون خالية تمامًا منهم عقب هذا الاتفاق، ويُتوقع أن يؤدي هذا التحول إلى تأثير كبير في المعارك لمصلحة الجيش السوداني، نظرًا للعدد الكبير من القوات والعتاد الذي تم تسليمه.
ويُعد أبو عاقلة كيكل واحدًا من أبرز قادة الدعم السريع في وسط السودان، وقد اكتسب شهرة واسعة بعد سيطرة قواته على مدينة ود مدني، حاضرة ولاية الجزيرة، في ديسمبر من العام الماضي، إلى جانب المقدم عبد الرحمن البيشي، الذي قُتل في غارة جوية في ولاية سنار، وكان كيكل يُعد واحدًا من أهم القادة الميدانيين في قوات الدعم السريع في المنطقة.
وينحدر أبو عاقلة كيكل من منطقة سهل البطانة في ولاية الجزيرة، وهي منطقة يتمتع فيها بمعرفة واسعة بالطرق الترابية والموارد المحلية، ما ساعده في قيادة العمليات العسكرية والهجمات على مدينة ود مدني في ديسمبر الماضي، وخلال تلك الفترة، تمكنت قواته من السيطرة على المدينة وعدد من المناطق الاستراتيجية، باستثناء محلية المناقل التي بقيت تحت سيطرة الجيش السوداني غربي ولاية الجزيرة.
وفي أعقاب هذا النجاح، تم تعيين كيكل قائدًا لقوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، حيث قاد عمليات القوات في المنطقة ووسع نفوذها في القرى والمحليات الزراعية المحيطة بمدينة ود مدني، إلا أن هذه السيطرة جاءت وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات وجرائم مروعة بحق المدنيين، وهو ما أثار ردود فعل واسعة من قبل المنظمات الحقوقية والمجتمع المحلي.
انضمام أبو عاقلة كيكل للجيش السوداني يمثل تحولًا مهمًا في الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهذه الخطوة تعد جزءًا من سلسلة من التطورات التي
تشير إلى تراجع قوات الدعم السريع في بعض المناطق الاستراتيجية، خاصة بعد مقتل عدد من كبار قادتها في غارات جوية ومعارك على الأرض.
وفي بيان رسمي أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة رحَّب الجيش بهذه الخطوة من جانب كيكل وقواته، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار «الانحياز إلى جانب الوطن والحق» بعد كشف زيف دعاوى قوات الدعم السريع واتهامهم بأنهم أدوات لتنفيذ أجندة إقليمية ودولية تستهدف تدمير البلاد، وأكد البيان أن أبواب الجيش ستظل مفتوحة لأي من أفراد «الدعم السريع» الراغبين في الانضمام إلى القوات المسلحة وتسليم أنفسهم.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا الانضمام إلى تعزيز قدرات الجيش السوداني في المناطق الوسطى من البلاد، خاصة في ظل الدعم العسكري واللوجستي الكبير الذي كان يتمتع به كيكل وقواته، كما أن تسليم العتاد الحربي الذي كان بحوزة قوات «الدعم السريع» من شأنه أن يضعف موقفهم الميداني ويمنح الجيش السوداني الأفضلية في المرحلة المقبلة من المعارك.
في ظل هذه التطورات، تتواصل الجهود لاستعادة السيطرة على المزيد من المناطق التي كانت تحت سيطرة «الدعم السريع»، ويُتوقع أن تكون منطقة سهل البطانة، التي تعد من أبرز معاقل قوات كيكل، أولى المناطق التي سيعلن الجيش السوداني عن تحريرها بالكامل.
وبهذا، يخطو الجيش السوداني خطوة كبيرة نحو استعادة السيطرة الكاملة على مناطق واسعة من البلاد، في حين تبقى التساؤلات قائمة عن مدى تأثير هذا الاتفاق على مستقبل الصراع في السودان، خصوصًا في ظل الأوضاع السياسية المعقدة والضغوط الإقليمية والدولية.