جيش الاحتلال يواصل الإبادة شمال القطاع ومناشدات لإنقاذ عالقين تحت الأنقاض
رام الله / غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
طلبت دولة فلسطين، اليوم الأحد، عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية في ظل المجازر اليومية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والتي كان أحدثها، أمس السبت، بمجزرة بيت لاهيا في شمال غزة والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 87 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين.
وقال السفير مهند العكلوك المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية إن طلب هذا الإجتماع يأتي في ظل وحشية الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وفي ظل دخول جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل والتي وصلت إلى مرحلة أكثر وحشية يستهدف من خلالها العدوان الإسرائيلي إبادة المدنيين الفلسطينيين وتنفيذ أبشع صور التهجير القسري والتدمير والتجويع خاصة في شمال قطاع غزة في خطة ممنهجة لإفراغه تماماً من سكانه وسط حالة العجز والصمت الدوليين
وطالب العكلوك الجامعة العربية بدولها الأعضاء تحمل مسؤولياتها التاريخية إزاء هذه الجرائم الإسرائيلية غير المسبوقة في التاريخ خاصة أن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم وفظائع مروعة من الإبادة والتدمير والتجويع والتهجير القسري للشعب الفلسطيني تمثل تهديدا حقيقيا للأمن القومي العربي بمجمله وليس فقط للشعب الفلسطيني.
وفي التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ(380) على قطاع غزة، قالت السلطات الصحية إن الاحتلال
الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، حيث وصل إلى المستشفيات 84 شهيدًا و158 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقالت إن حصيلة مجزرة الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة منذ ليلة أمس وفجر اليوم بلغت 87 شهيدًا ومفقودًا تحت الأنقاض، وأكثر من 40 إصابة، بينها حالات حرجة جدًا.
وأضافت: «لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
وفي غزة استشهد عدد من الفلسطينيين وجرح آخرون، اليوم الأحد، في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة ورفح جنوبا، وسط استمرار الإبادة والتطهير العرقي في مناطق شمال القطاع منذ السادس من أكتوبر الجاري.
وأفادت مصادر طبية بأن 21 شهيدا سقطوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في القطاع منذ صباح اليوم.
وقالت وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال ارتكب 7 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 84 شهيدا و158 مصابا خلال 24 ساعة.
وأضافت الوزارة أن غارات إسرائيلية استهدفت منازل في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع تسببت في سقوط 87 شهيدا بينما لا يزال أحد الفلسطينيين مفقودا.
كما استشهاد 3 فلسطينيين وجرح عدد آخر في قصف إسرائيلي على منزل بمخيم جباليا شمالا.
وذكرت المصادر أن طواقم الإسعاف لا تستطيع الوصول إلى مكان القصف بسبب الاستهداف الإسرائيلي المباشر لها، وسط مناشدات لإنقاذ عالقين تحت الأنقاض.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات قصف وحرق المنازل غرب مخيم جباليا وفي مناطق متعددة بشمالي القطاع.
وذكر شهود عيان أن القصف الإسرائيلي طال محيط مستشفيات العودة واليمن السعيد وكمال عدوان. وأوضحوا أن أعمدة دخان كثيف أسود تتصاعد من مخيم جباليا ومحيطه منذ ساعات طويلة جراء القصف الإسرائيلي.
كما تحاصر القوات الإسرائيلية عشرات الآلاف من الفلسطينيين في منازلهم بشمالي القطاع وتمنع وصول الطعام والمياه إليهم منذ 16 يوما.
وكان الجيش الإسرائيلي قد فتح النيران في ساعات الفجر على مدرسة خليفة في مشروع بيت لاهيا التي تؤوي آلاف الأسر النازحة من مختلف مناطق القطاع، في حين تقدمت آليات الجيش نحو محيط مقبرة بيت لاهيا حيث تكتل سكاني كثيف.
يأتي ذلك بعدما استشهد 73 فلسطينيا وأصيب العشرات في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي السبت بمنطقة مشروع بيت لاهيا.
بدوره شهد دوار النصار في مخيم جباليا تقدم الدبابات الإسرائيلية بعد أن سيطر الاحتلال على جزء من مشروع بيت لاهيا، بما في ذلك البوابة الشمالية لمستشفى كمال عدوان.
وأغلق الاحتلال منطقة تل الزعتر وفرض طوقا على شارع أبو قمر، وهو أحد الشوارع الرئيسية في مخيم جباليا وتسلكه سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني.
وقال رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية إن ما يحدث في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع "فصل جديد من فصول النازية".
وأضافت الأنباء إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بعملية مبرمجة لتهجير الشعب الفلسطيني في شمال غزة تطبيقا لخطة الجنرالات.
وأكد الحية أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لن يستجيب لخطة الجنرالات الإسرائيلية الرامية إلى التهجير.
وفي السادس من أكتوبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح في شمال قطاع غزة، بذريعة منع حركة (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
جنوبا، سقط شهيدين جراء قصف مسيرة إسرائيلية على منطقة خربة العدس شمالي مدينة رفح جنوبي القطاع صباح اليوم.
وانتشلت طواقم الإسعاف صباح اليوم جثمان شهيد إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا للمواطنين في شارع أحمد ياسين بمنطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة.
وتشهد الصفطاوي عمليات نسف مستمرة لمباني المواطنين، تزامنا مع قصف الاحتلال تجمعات الأهالي هناك.
ميدانيا أعلنت كتائب القسام عن تدمير دبابة من نوع ميركافا بعبوة شديدة الانفجار شرق معسكر جباليا شمالي قطاع غزة.
ويستمر الحصار والقصف الإسرائيلي على شمالي قطاع غزة لعدة أيام متوالية، ودعت منظمة أطباء بلا حدود القوات الإسرائيلية إلى «وقف هجماتها على المستشفيات في شمال غزة فورا».
وقالت حركة حماس إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل حملته العسكرية التي بدأت منذ ما يزيد عن أسبوعين ضدَّ ما يزيد على 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال قطاع غزَّة، في جباليا وما حولها، بهدف تنفيذ مخطط التهجير القسري.
وأضافت حماس في بيانها أن الاحتلال يرتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، عبر تكثيف قصف الأحياء السكنية وخيام النازحين في المدارس، وتدميرِ عشراتِ المنازل بشكلٍ يوميٍّ، وزرعِ قنابلَ في المباني ثمَّ تفجيرها عن بُعد.
وقالت منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة آنا هالفورد إن «هذا ببساطة عقاب جماعي مفروض على الفلسطينيين في غزة، الذين يتعين عليهم الاختيار بين النزوح القسري من الشمال أو القتل، ونحن نخشى ألا يتوقف هذا الأمر.
وأضافت أن حلفاء إسرائيل يتحملون مسؤولية ثقيلة عن هذا الوضع المزري الناجم عن دعمهم الثابت للحرب.
وأكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الفلسطينيين يعانون أهوالا تفوق الوصف في شمال قطاع غزة المحاصر.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة جويس مسويا على منصة «إكس»: «أخبار مروعة من شمال غزة حيث ما يزال الفلسطينيون يعانون أهوالا تفوق الوصف تحت الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية».
وأضافت: الناس في جباليا محاصرون تحت الأنقاض، ويمنع عناصر الإنقاذ من الوصول إليهم.
وتابعت مسويا: تم تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين قسرا، كما بدأت الإمدادات الأساسية تنفد، وضربت المستشفيات التي أصبحت مكتظة بالمرضى.
وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة «أن تتوقف هذه الفظائع».