القاهرة / 14 أكتوبر / متابعات :
بعد القمة الثنائية التي جمعت ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، أمس، وما أعقبها من محادثات موسعة بحضور رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ووفدي البلدين، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، أن العلاقات المصرية السعودية تاريخية ومتقدمة ومستمرة.
كما أوضح في تصريحات له اليوم الأربعاء، أن التعاون العسكري بين مصر والمملكة قوي ومهم ومتقادم، غير أنه برز بشكل أكبر منذ إبريل 2015 من خلال عملية إعادة الأمل التى قامت بها السعودية و عدد من دول مجلس التعاون الخليجي وشاركت فيها مصر عبر قوات محدودة من السلاح البحري من أجل تأمين الممر الملاحي للبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ولفت إلى أن بين البلدين اتفاقات عدة في مجالات تعزيز التعاون الثنائي ن وتحديداً العسكري، حيث تم إرساء عدد من بنود التفاهم بينهما فيما يعرف بإعلان القاهرة عام 2015 والذي اشتمل على فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة (كتحالف عربي أسيوي أفريقي بمهمة الدفاع عن الإقليم وحماية مقدرات شعوبه ومكتسباتهم الاستراتيجية).
إلى ذلك، أشار الخبير العسكري، إلى أن تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة تنفذ بشكل دائم سنويا بهدف تبادل الخبرات ورفع مستوى الكفاءة العسكرية القتالية للمتدربين من الجانبين، على رأسها مناورات وتدريبات (رعد الشمال لمختلف أفرع وأسلحة وتخصصات الجيشين وتبوك للقوات البرية ومرجان للقوات البحرية وفيصل للقوات الجوية).
وأوضح أن دور البلدين في الحفاظ على أمن البحر الأحمر مهم ، خاصةً أن زيارة ولي عهد المملكة تأتي بلاشك في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية بالنظر إلى الحرب على غزة ولبنان وما يوصف بـ "جبهة الإسناد" من اليمن والعراق وحزب الله، فضلا عن أزمة السودان التي تمثل تحديا استراتيجيا أمام البلدين لإعادة الاستقرار وضبط مسار العملية السياسية بين أطرافه المتصارعة منذ عام 2019، فالسودان كذلك له ساحل كبير على البحر الأحمر الذي اختنقت حركة الملاحة بمضيقه الرئيسي الذي يسيطر عليه الحوثيون.
كما أضاف أن للبلدين مصالح استراتيجية مشتركة في هذا الممر المائي الهام يلزمهما بالسعي الحثيث وتضافر الجهود لسرعة الخروج بحلول قوية وناجزة لهذه الأزمة المتشابكة المؤثرة أفروأسيويا وكذلك تتعارض مع رؤى المملكة لعام 2030.
وأشاد الخبير العسكري بالموقف التنسيقي المشترك للبلدين فيما يخص القضية الفلسطينية، معتبرا أن الدولتين موقفهما واحد ويرتكز على حتمية وقف العدوان على غزة والضفة الغربية وتنفيذ مشروع حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وكلا الدولتان تتحركان إقليميا وعالميا من خلال هذا المنظور الواحد.
يشار إلى أن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي كان أعلن خلال لقائه الشهر الماضي مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان البدء في تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، الذي سيختص بشكل ثنائي في تناول كافة قضايا الاهتمام المشتركة سياسياً (وعلى رأسها القضية الفلسطينية) واقتصاديا وتنمويا واجتماعيا.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل، أمس الثلاثاء، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فور وصوله القاهرة في زيارة رسمية إلى مصر.