القسام تستهدف قوة للاحتلال برفح والسرايا تقصف دبابة وجنودا بجباليا
غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
قتلت ضربات إسرائيلية 40 فلسطينياً على الأقل في أنحاء غزة، فيما أحكمت القوات الإسرائيلية حصارها حول جباليا في شمال القطاع، اليوم الثلاثاء وسط معارك ضارية مع مقاتلي حركة حماس.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن 11 شخصاً على الأقل سقطوا قتلى بنيران إسرائيلية بالقرب من منطقة الفالوجا في مخيم جباليا، بالإضافة إلى مقتل 10 آخرين بعد سقوط صاروخ إسرائيلي على منزل في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع.
وفي وقت سابق من اليوم، دمرت غارة جوية إسرائيلية 3 منازل في حي الصبرة بمدينة غزة، فيما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني انتشال جثتين من موقع الغارة، بينما لا يزال البحث جارياً عن 12 آخرين يُعتقد أنهم كانوا في المنازل وقت وقوع الضربة.
وقُتل 5 آخرون جراء قصف منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ويستهدف هجوم إسرائيلي جباليا منذ أكثر من 10 أيام، مع عودة القوات الإسرائيلية إلى المناطق الشمالية التي تعرضت لقصف عنيف في الأشهر الأولى من الحرب المستمرة منذ عام.
وأثارت العملية مخاوف بين الفلسطينيين ووكالات الأمم المتحدة من أن تكون إسرائيل تريد إخلاء شمال القطاع المكتظ بالسكان، وهو ما تنفيه إسرائيل. وقال
مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم، إن الجيش الإسرائيلي يبدو أنه يعزل شمال غزة تماماً عن بقية القطاع.
وقال أدريان زيمرمان، رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة ببيان: «مع استمرار الأعمال القتالية المكثفة وأوامر الإخلاء في شمال غزة، تشعر الأسر بخوف لا يمكن تصوره، وتفقد أحباءها، وتواجه حالة من الاضطراب والإرهاق. يجب أن يكون بمقدور الناس الفرار بأمان دون مواجهة مزيد من الخطر». وأضاف: كثيرون من بينهم مرضى ومعاقون لا يستطيعون المغادرة، وتلزم حمايتهم بموجب القانون الإنساني الدولي. يجب اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لضمان عدم تعرضهم لأذى. لكل شخص نازح الحق في العودة إلى دياره بأمان.
ويحاصر الجيش الإسرائيلي في الوقت الراهن مخيم جباليا، وأرسل دباباته إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون القريبتين، في إطار هدفه المعلن وهو القضاء على مقاتلي «حماس» الذين يحاولون إعادة تجميع صفوفهم هناك.
وأمر الجيش الإسرائيلي السكان بمغادرة منازلهم والتوجه جنوباً، بينما يقول مسؤولون فلسطينيون وآخرون من الأمم المتحدة إنه لا مكان آمناً في غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن أوامر الإخلاء تهدف إلى فصل مقاتلي حماس عن المدنيين، ونفوا وجود مخطط ممنهج لجعل جباليا أو غيرها من المناطق الشمالية خالية من المدنيين.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليها يخوضون معارك ضارية مع القوات الإسرائيلية في جباليا وحولها.
وحث زيمرمان على حماية مرافق الرعاية الصحية في الشمال، قائلاً إن المستشفيات هناك تجد صعوبة في تقديم الخدمات الطبية. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي أمر المستشفيات الثلاثة العاملة هناك بالإخلاء، لكن العاملين بها قالوا إنهم عازمون على مواصلة تقديم خدماتهم، رغم الضغط الكبير نتيجة الأعداد المتصاعدة من المصابين.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، بسقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين في شمال غزة.
ويعيش في الجزء الشمالي من غزة ما يربو على نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، واضطر مئات الآلاف إلى الفرار من منازلهم وسط القصف العنيف في المرحلة الأولى من الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فقد بقي هناك نحو 400 ألف.
وتقول السلطات الصحية في القطاع إن أكثر من 42 ألف فلسطيني قُتلوا منذ ذلك الحين.
من جهته أعلن جيش الاحتلال والشاباك اغتيال سامر أبو دقة مسؤول منظومة الطيران في حركة حماس.
وكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة إكس: «أغارت طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه من هيئة الاستخبارات والشاباك خلال شهر سبتمبر الماضي، واغتالت سامر أبو دقة قائد القوة الجوية في حماس، والذي خلف قائد القوة السابق الذي تم اغتياله في شهر أكتوبر 2023».
وأضاف: كان أبو دقة مسؤولًا عن مخططات (إرهابية) عديدة في المجال الجوي، ومن بينها إطلاق مسيرات درون وطائرات دون طيار نحو الأراضي الإسرائيلية وقوات الجيش، وكان يشكل عنصرًا مركزيا في القوة الجوية لحماس، ولعب دورًا مهما في تأسيسها».
وأشار إلى أن أبو دقة كان من ضمن المسؤولين لمخطط تسلل الطائرات الشراعية والمسيرات إلى إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وتابع: في الماضي شغل منصب قائد قوة المسيرات بحماس حتى حملة حارس الأسوار في شهر مايو 2021، كما كان مسؤولًا عن عمليات إنتاج الأسلحة في
ركن الإنتاج لدى حماس، ولعب دورًا مركزيا في تطوير مشاريع وبنى تحتية لبناء وتعزيز القوة الجوية لحماس في قطاع غزة.
إلى ذلك اعتقلت القوات الإسرائيلية منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء 25 فلسطينياً، على الأقل، من الضفة الغربية.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان صحافي مشترك أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، إن من بين المعتقلين فتاة من الخليل، كان الجيش الإسرائيلي قد اعتقل والدتها للضغط عليها لتسليم نفسها، فيما توزعت عمليات الاعتقال الأخرى على محافظات بيت لحم، نابلس، الخليل، قلقيلية، طولكرم، أريحا، والقدس.
وأشار البيان إلى أن «حصيلة الاعتقالات منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على شعبنا في السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى أكثر من 11 ألفاً و300 مواطن من الضفة، بما فيها القدس.
ويواصل الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة، لليوم الـ374 مخلفا مئات الشهداء والجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 42 ألفا و289 شهيدا، غالبيتهم من النساء والأطفال، و98 ألفا و684 مصابا.
وقالت الوزارة في بيان إن الاحتلال ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 4 مجازر ضد عائلات بأكملها في قطاع غزة، راح ضحيتها 62 شهيدا، و220 مصابا.
وأضافت الوزارة أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
من جهتها أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) اليوم الثلاثاء تمكن مقاتليها من تفجير عبوة في قوة للاحتلال شرقي مدينة رفح، في حين قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها استهدفت دبابة وقصفت جنود وآليات الاحتلال في جباليا.
وقالت القسام إنها فجّرت "عبوة برميلية في قوة صهيونية خاصة وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح" قرب منطقة الريان شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
من جهتها، قالت سرايا القدس إنها استهدفت بقذيفة "آر بي جي" دبابة ميركافا للاحتلال متوغلة في حي القصاصيب وسط مخيم جباليا، وذلك في أعقاب إعلان السرايا قصفها بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين عند الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا شمالي القطاع.
يأتي هذا بعد أن بثت كتائب القسام أمس الاثنين مقاطع مصورة لإيقاعها سرية "مشاة ميكانكي" للاحتلال في كمين شرق معسكر جباليا بتاريخ 10 أكتوبر الجاري.
وأظهر الفيديو عناصر القسام خلال تخطيطهم للكمين وتوزيع مراكز المشاركين في التنفيذ، وهم رامي الدروع وقاذف الشواظ وقاذف العبوة الرعدية، إضافة إلى مطلق العبوة المضادة للأفراد.
كما بيّن المقطع مرور دبابتي ميركافا وآليات الاحتلال الأخرى، ليتم تفجير العبوات واستهداف الجنود بعبوات شواظ وقذائف الياسين، قبل أن يُظهر الفيديو مروحيات الاحتلال خلال إجلائها القتلى والجرحى.
كما بثت القسام مشاهد من قصف مقاتليها بقذائف الهاون قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور نتساريم، وذلك بالاشتراك مع سرايا القدس.
يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال حربه على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.