بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
قالت جماعة حزب الله اللبنانية، في بيان، إن مقاتليها استهدفوا جنوداً إسرائيليين، قرب قرية اللبونة الحدودية اللبنانية، بقذائف المدفعية والصواريخ، اليوم الأربعاء، وذلك بعد يوم من إعلان إسرائيل أنها قتلت اثنين من خلفاء الأمين العام للجماعة، حسن نصر الله.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوَّت في شمال إسرائيل، اليوم الأربعاء، مضيفاً أن ثلاثة عسكريين إسرائيليين أُصيبوا بجروح خطيرة، أمس الثلاثاء، واليوم الأربعاء، خلال قتال في جنوب لبنان.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت اثنين من خلفاء نصر الله الذي اغتالته إسرائيل، الشهر الماضي.
وتحدَّث نتنياهو، في مقطع فيديو نشره مكتبه، بعد ساعات من ترك نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، الباب مفتوحاً أمام وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض. وتعاني الجماعة بعد قتل عدد من كبار قادتها في غارات جوية إسرائيلية.
وقال نتنياهو: «لقد نجحنا في إضعاف قدرات (حزب الله). لقد قضينا على آلاف الإرهابيين، بما في ذلك (حسن) نصر الله نفسه، وبديل نصر الله، وبديل البديل»، دون أن يذكر الأخيرين بالاسم.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن هاشم صفي الدين، الرجل الذي من المتوقع أن يخلف نصر الله، ربما جرى القضاء عليه. ولم يتضح، على الفور، مَن كان يقصده نتنياهو بوصف «بديل البديل».
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن إسرائيل تعلم أن صفي الدين كان موجوداً في مقر وحدة مخابرات حزب الله عندما قصفته طائرات مقاتِلة، الأسبوع الماضي، وأن وضع صفي الدين قيد التحقق وعندما نعرف فسوف نبلّغ الجمهور.
ولم يُسمَع عن صفي الدين أي تصريح علني منذ تلك الغارة الجوية، التي كانت جزءاً من هجوم إسرائيلي متصاعد، بعد عام من الاشتباكات الحدودية مع حزب الله.
وأضاف نتنياهو: حزب الله، اليوم، أصبح أضعف مما كان عليه منذ سنوات عدة.
وقال الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، إن الغارات الجوية المكثفة على منشآت تحت الأرض لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، خلال الساعات الأربع والعشرين
الماضية، أدت إلى مقتل 50 مقاتلاً، على الأقل، بينهم 6 من قادة قطاعات ومسؤولين بالمناطق.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أرسل الفرقة 146 إلى جنوب لبنان، وهي أول فرقة جنود احتياط يجري نشرها عبر الحدود، وإنه وسع العمليات البرية ضد «حزب الله»، من جنوب شرقي لبنان إلى جنوب غربيه.
ورفض متحدث عسكري الإفصاح عن عدد القوات التي كانت موجودة في لبنان، في توقيت محدد. لكن الجيش أعلن، في وقت سابق، أن ثلاث فِرق أخرى من الجيش تعمل هناك، وهو ما يعني أن الآلاف من الجنود، على الأرجح، على الأراضي اللبنانية.
وقصفت إسرائيل مجدداً الضاحية الجنوبية لبيروت؛ معقل «حزب الله»، وقالت إنها قتلت سهيل حسين حسيني، رئيس منظومة الأركان في الجماعة، في أحدث حلقة في سلسلة من الاغتيالات لبعض كبار القادة في «حزب الله».
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن أكثر من 3000 صاروخ أُطلقت على إسرائيل من لبنان حتى الآن في أكتوبر الحالي، لكن اعتراضات الدفاعات الجوية حالت دون وقوع كثير من الضحايا والأضرار الكبيرة.
وأدى الصراع المتصاعد بين إسرائيل و«حزب الله» إلى مقتل ما يزيد على ألف شخص في لبنان، خلال الأسبوعين المنصرمين، ودفع أكثر من مليون شخص إلى النزوح.
وتفاقم التوتر الإقليمي، في الأسابيع القليلة الماضية، ليشمل لبنان، واندلع التوتر، قبل عام، عندما قادت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» هجوماً على جنوب إسرائيل، انطلاقاً من غزة.
وفي الأول من أكتوبر الحالي، شنت إيران، الداعمة لكل من حزب الله وحماس، هجوماً صاروخياً على إسرائيل. وأمس الثلاثاء، حذرت إيران إسرائيل من مغبّة تنفيذ وعيدها بالرد.
وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن أي هجوم على البنية التحتية الإيرانية سيجري الرد عليه.
وذكر موقع «أكسيوس»، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، أنه من المتوقع أن يُجري الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، حول أي خطط تتعلق بضرب إيران.
ونقل «أكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله: «نريد استغلال المكالمة لمحاولة صياغة حدود الرد الإسرائيلي».
وذكر المسؤول الأميركي للموقع أن واشنطن تريد التأكد من أن إسرائيل تهاجم أهدافاً في إيران تكون مهمة، لكن ليس مُبالغاً فيها.
وتسعى قوى غربية للتوصل إلى حل دبلوماسي؛ خوفاً من أن يؤدي الصراع إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط المنتِجة للنفط ويجرّ الولايات المتحدة إلى الحرب.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت ألغى زيارة إلى واشنطن، والاجتماع مع نظيره الأميركي، لويد أوستن، الذي كان مقرراً اليوم الأربعاء.
وفي كلمة نقلها التلفزيون من مكان لم يُكشف عنه، قال نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، إنه يؤيد محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وللمرة الأولى، لم يجرِ ذكر انتهاء الحرب في غزة بوصفه شرطاً مسبقاً لوقف القتال في لبنان. وقال قاسم إن «حزب الله» يدعم التحركات التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف «حزب الله»؛ لضمان وقف القتال.
ورفض مكتب نتنياهو التعليق على تعليقات قاسم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في إفادة صحفية بواشنطن، إن «(حزب الله) غيّر موقفه ويريد وقف إطلاق النار»؛ لأن الجماعة «في موقف دفاعي وتتعرض لضربات شديدة» في ساحة المعركة.
وقال قاسم إن قدرات حزب الله لا تزال بخير، رغم «الضربات المُوجعة» التي وجّهتها إسرائيل. وأضاف أن هناك عشرات المدن في إسرائيل في مرمى صواريخ حزب الله.
إلى ذلك دوت صفارات الإنذار في مناطق متفرقة في شمالي إسرائيل، تزامنا مع إطلاق صواريخ من لبنان، صباح اليوم الأربعاء.
وأفادت الأنباء بأن صفارات الإنذار دوت في موقع بالجليل الأعلى، فيما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى إطلاق نحو 20 صاروخا من لبنان على الجليل الغربي.
ودوت صفارات الإنذار في قيسارية شمالي تل أبيب، صباح الأربعاء، إضافة إلى زخرون يعكوف وجنوبي حيفا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم اعتراض مقذوفين أطلقا من لبنان بعد دوي صفارات الإنذار في مناطق ساحلية عدة جنوبي مدينة حيفا.
وكانت وسائل إعلام عبرية، أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي تلقى معلومات استخباراتية تشير إلى أن حزب الله سيكثف نيرانه وصواريخه على منطقة حيفا.
وأشارت وسائل الإعلام إلى ضعف مناطق الحماية في خليج حيفا شمالي إسرائيل.
من جانبها، أعلنت الجبهة الداخلية تشديد التعليمات للسكان في خليج حيفا وتعطيل الدراسة، اليوم الأربعاء، خشية صواريخ حزب الله.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الثلاثاء أنه رصد إطلاق حزب الله اللبناني «نحو 180 مقذوفا»، لا سيما في اتجاه حيفا ومناطق شمالي البلاد.
في تلك الأثناء، شن الجيش الإسرائيلي غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد إصدار تحذير جديد بإخلاء مبانٍ محددة، مساء أمس.
وأعلنت فصائل عراقية، أنها أطلقت طائرات مسيرة صوب هدف حيوي جنوبي إسرائيل.
وأفادت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام، ، بتعرض الضاحية لسلسلة غارات تسببت بدمار كبير، لا سيما في برج البراجنة والكفاءات والليلكي، مشيرة إلى انهيار 4 مبانٍ سكنية متلاصقة في منطقة برج البراجنة إثر الغارة الإسرائيلية الأخيرة.
ومع استمرار المحاولات الإسرائيلية للتوغل البري في جنوب لبنان، أعلن حزب الله أنه تصدّى بعد منتصف ليل الأربعاء لمحاولتي تسلل إسرائيلية عند الحدود، غداة إعلان تل أبيب توسيع عملياتها البرية في جنوبي لبنان.
وأفاد الحزب بأنه مقاتليه فجروا أمس الثلاثاء عبوة ناسفة بقوة من إسرائيلية، واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا الحدودية.
وفي بيان منفصل، أشار الحزب إلى أن عناصره استهدفوا قوة إسرائيلية «بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية» لدى محاولتها التقدم فجر الأربعاء باتجاه منطقة اللبونة الحدودية في جنوب غربي البلاد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، إصابة 3 جنود بجراح خطيرة في جنوبي لبنان.
وأفادت الأنباء بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن 10 غارات استهدفت مدينة الخيام، بعد قصف استمر منذ ليل الثلاثاء.
وقالت إن شخصا قد استشهد وأصيب 10 آخرون في غارة إسرائيلية منتصف الليلة الماضية على محلات في بلدة السعيدة غربي بعلبك.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، مساء الثلاثاء، بأن 2119 شهيدًا و1019 جريحًا سقطوا منذ بدء التصعيد الإسرائيلي. وأن حصيلة يوم أمس بلغت 36 شهيدًا و150 جريحًا.