إسرائيل تبدأ عملية برية محدودة في لبنان.. الجيش اللبناني ينسحب من الجنوب
بيروت / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
بعيد ساعات قليلة غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت طالت أحياء عدة، وعقب أيام من التحشيد العسكري الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، انطلق الغزو البري الإسرائيلي لعدد من القرى الحدودية، في عملية عسكرية أسماها الجيش الإسرائيلي "سهام الشمال".
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء أن قواته بدأت مداهمات "محدودة" لأهداف تابعة لحزب الله على الحدود.
في حين أوضحت الأنباء أن فرقا من "الكوماندوز" كانت بدأت منذ أمس باختراقات محدودة جدافي قرى لبنانية حدودية بغية الاستطلاع، قبل أن تتقدم فجر اليوم.
إلى ذلك، كشف ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن "خطة الغزو تتضمن دخول القوات الإسرائيلي إلى شريط ضيق على الحدود".
كما أضافوا أن هذا "الغزو بدأ مع مجموعات صغيرة من قوات الكوماندوز، مصحوبة بغطاء جوي وقذائف مدفعية أطلقت من إسرائيل"
إلا أنهم لفتوا إلى امكانية أن تتطور الخطة إلى غزو أكبر"، وفق ما نقلت صحيفة نيو يورك تايمز".
وكان نشر آلاف القوات الإضافية في شمال إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، وشى بعملية برية أوسع وأطول أمدا في لبنان.
في المقابل، أكدت مصادر مطلعة أن الجيش اللبناني انسحب من عدد من النقاط الحدودية قبيل بدء الغزو
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، ليل الاثنين، بعد تحذيرات وإنذارات لإخلاء مناطق سكنية.
وأفادت مصادر أن الغارات الإسرائيلية، وعددها 8 على الأقل، استهدفت المريجة والليلكي وبئر العبد بالضاحية الجنوبية. وأسفرت عن تدمير 8 بنايات في المريجة. وسُمع دوي بعض انفجارات الضاحية في بيروت.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 95 شخصا، الاثنين، بغارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من لبنان، في جنوب البلاد وشرقها وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت الوزارة في بيان إنّ "غارات العدو الإسرائيلي في الساعات الأربع والعشرين الماضية على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك-الهرمل والعاصمة بيروت أدّت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد 95 شخصا وإصابة 172 بجروح".
ودعا الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين، سكان 3 أحياء في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، إلى الإخلاء حفاظا على سلامتهم.
وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة إكس متوجّها إلى سكان الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة: "أنتم متواجدون بالقرب من مصالح ومنشآت تابعة لحزب الله.. ولذلك سوف يعمل جيش الدفاع ضدها بقوة".
وأضاف: "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء المباني فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
وبدأ الجيش الإسرائيلي، ليل الاثنين، عملية برية وصفها بالمحدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وأفادت تقارير إعلامية بتوغل قوات مشاة ودبابات إسرائيلية في بعض قرى الجنوب اللبناني.
أتت تلك التطورات فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أهداف حزب الله تقع في قرى قريبة من الحدود، وتشكل "تهديدا مباشرا للمجتمعات الإسرائيلية في شمال إسرائيل".
كما أضاف أن سلاحي الجو والمدفعية يدعمان القوات البرية بضربات دقيقة".
بالتزامن مع هذا الغزو البري، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن الوزير لويد أوستن تحدث إلى نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أمس، و"اتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على امتداد الحدود لضمان عدم تمكن حزب الله اللبناني من شن هجمات على غرار هجمات السابع من أكتوبر على البلدات الشمالية في إسرائيل"، ما أوحى بأنه ضوء أخصر أميركي.
إلا أن أوستن أكد في الوقت عينه على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لضمان عودة المدنيين بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود.
هذا وقال متحدث باسم البيت الأبيض "العملية العسكرية و الإسرائيلية داخل لبنان بالدفاع عن النفس". كما ألمح إلى امكانية تطورها، قائلا "ندرك حجم المخاطر من توسعها".
وكان غالانت أكد أمس أن المرحلة التالية من الحرب على امتداد الحدود الجنوبية للبنان ستبدأ قريبا، وستدعم هدف إعادة الإسرائيليين الذين فروا من صواريخ حزب الله على مدى السنة الماضي من المواجهات اليومية.
يذكر أن تلك التطورات الميدانية الدراماتيكية أتت بعد ضربات إسرائيلية قاصمة تلقاها حزب الله في لبنان على مدى الاسبوعين الماضيين، كان آخرها اغتيال أمينها العام حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي بأكثر من 80 قنبلة ضخمة على مقر القياد للحزب في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
إلا أن نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم أكد باول تعليق له بعد اغتيال نصرالله أن حزب الله ماض في مواجهته مع إسرائيل، او ما أسماها "جبهة إسناد غزة"، رغم الخسائر الضخمة التي مني بها.
في حين اكتفت إيران بالتأكيد أن حزب الله وما أسمته بمحور المقاومة قادر على الرد، مؤكدة في الوقت عينه أنها لن ترسل قوات إيرانية إلى لبنان لمؤازرة الحزب الذي يعد أقوى فصائلها المسلحة في المنطقة، و "درة تاجها".
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد قال اليوم الثلاثاء، إنه أكد مجددًا لوزير جيش الاحتلال يوآف غالانت على العواقب الوخيمة التي قد تتعرض لها إيران في حال اختارت شن هجوم عسكري مباشر ضد إسرائيل.
وقال أوستن إنه تحدث اليوم مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لمناقشة التطورات الأمنية والعمليات الإسرائيلية.
وأوضح أوستن لنظيره الإسرائيلي أن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، واتفقنا على ضرورة تفكيك البنية التحتية للهجوم على طول الحدود لضمان عدم تمكن حزب الله اللبناني من شن هجمات على غرار هجمات 7 أكتوبر على المجتمعات الشمالية لإسرائيل.
وأشار إلى أنه أكد لغالانت مجددًا أن هناك حاجة إلى حل دبلوماسي لضمان عودة المدنيين بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود وأضاف «أوضحت أن الولايات المتحدة في وضع جيد للدفاع عن أفراد الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها في مواجهة التهديدات من إيران والمنظمات الإرهابية المدعومة من إيران ومصممة على منع أي طرف من استغلال التوترات أو توسيع الصراع».
في سياق متصل، قالت صحيفة واشنطن بوست إن إدارة الرئيس جو بايدن سترسل بضعة آلاف من الجنود الأميركيين إلى الشرق الأوسط للتأكد من عدم تحول الصراع بين إسرائيل وأذرع إيران إلى حرب إقليمية وذلك نقلاً عن مسؤولين أميركيين.
وأضافت أن القوات التي ستتضمن جنوداً في سلاح الجو الأميركي سينضمون إلى عشرات آلاف الجنود الموجودين في المنطقة حسب قول سابرينا سينغ المتحدثة باسم البنتاغون.
ومن بين الطائرات التي ستتجه للمنطقة طائرات F-16, F-15E, F-22 وطائرات A-10المقاتلة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» قد قالت الأحد إن وزير الدفاع لويد جيه أوستن تحدث السبت مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لمناقشة الوضع في لبنان. وأضافت في بيان أن أوستن أوضح أن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها مؤكدا أن واشنطن ملتزمة بردع إيران والشركاء والوكلاء المدعومين منها عن الاستفادة من الوضع أو توسيع الصراع.