غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية والبقاع بلبنان وحزب الله يقصف طبريا
تل أبيب / بيروت / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
أفادت مصادر لبنانية بمقتل 27 شخصا على الأقل إثر غارات إسرائيلية على بلدات في شرق وجنوب لبنان اليوم الأحد، في حين قصف حزب الله اللبناني مدينة طبريا شمالي إسرائيل، وسط حديث عن اجتياح بري إسرائيلي محتمل للبنان.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بمقتل 11 شخصًا صباح اليوم جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة العين بالبقاع الشمالي شرقي لبنان.
وقالت الوكالة إنه تم انتشال جثامين 6 من القتلى جراء الغارة، بينما لا تزال أعمال الإنقاذ مستمرة لانتشال جثامين الخمسة الآخرين.
من جهته، أعلن الدفاع المدني اللبناني مقتل 7 مسعفين في غارتين إسرائيليتين على بلدتي قبريخا وطير دبا جنوبي لبنان.
كما أعلن الدفاع المدني في شرق لبنان مقتل 9 سوريين في غارة إسرائيلية على بلدة العين في قضاء بعلبك.
وقالت الأنباء إن غارات إسرائيلية استهدفت بلدتي إيعات وسحمر في البقاع شرقي لبنان.
وشنت إسرائيل فجر اليوم الأحد غارات جوية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في لبنان، وأفاد مراسل الجزيرة بتجدد الغارات الإسرائيلية على مواقع في مدينة صور والبقاع ومناطق أخرى جنوبي لبنان.
كما أفادت مصادر لبنانية بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت -فجر اليوم الأحد- بلدتي كفر شوبا وكفر كلا جنوبي لبنان. وقال مراسل الجزيرة إن غارات إسرائيلية استهدفت بلدات عدة في منطقة بعلبك شرقي لبنان.
إلى ذلك أكد حزب الله اليوم الأحد، مقتل القيادي علي كركي في الغارة الإسرائيلية التي قتلت أمينه العام حسن نصر الله. وكشف أن كركي كان المسؤول الميداني المباشر عن قيادة جبهة الجنوب منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
وقال حزب الله في بيان، إن علي كركي واسمه الحركي «أبو الفضل»، قُتل مع مجموعة من القياديين بالحزب بينهم الأمين العام حسن نصر الله في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقراً تحت الأرض في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وأوضح بيان الحزب أن كركي تولى القيادة العسكرية في جنوب لبنان منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، مشيراً إلى أنه «قاد وشارك في كافة المواجهات» مع إسرائيل، وكان «مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها ووحداتها في جبهة الإسناد منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، السبت، أن مِن بين مَن قضوا في الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت؛ القيادي في حزب الله علي كركي، الذي وصفه بأنه قائد جبهة الجنوب في الحزب.
ونجا كركي من قصف إسرائيلي استهدفه، الاثنين، في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال مصدر أمني لبناني، إن ضربة إسرائيلية، مساء الاثنين، على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت القيادي الكبير في «حزب الله» اللبناني، علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية.
وأضاف بيان حزب الله، أن كركي تولى قيادة مقاتلي الحزب في الجنوب منذ الغزو الإسرائيلي عام 1982، و«كان مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها ووحداتها في جبهة الإسناد منذ الثامن من أكتوبرعام 2023».
ومنذ الاثنين، كثّفت إسرائيل وتيرة ضرباتها على «حزب الله» في مناطق مختلفة في لبنان، ما استدعى ردوداً من الحزب، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الطرفين غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر اليوم الأحد أنه قصف عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في لبنان في الساعات الماضية، ومن بينها "قاذفات موجهة نحو إسرائيل".
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال نبيل قاووق قائد وحدة الأمن الوقائي في حزب الله، وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن الجيش اغتال قاووق في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس السبت.
كما قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته شنت الليلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، بحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم".
وأفادت الأنباء بأن إحدى الغارات استهدفت منطقة الشويفات في محيط الضاحية.
في المقابل، سقطت 7 صواريخ أطلقت من لبنان اليوم الأحد في مدينة طبريا بالجليل الأسفل شمالي إسرائيل.
وقال مجلس بلدية طبريا، في بيان مقتضب نقلته القناة السابعة الإسرائيلية، إن 7 صواريخ سقطت في المدينة دون وقوع إصابات.
من جانبها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة بالمدينة.
وأشارت إلى أن صفارات الإنذار دوت في طبريا والجليل الأسفل وجنوب الجولان قبل سقوط الصواريخ بقليل.
وفي سياق متصل، أصدرت السلطات الإسرائيلية تعليمات لسكان الجليل الأعلى وصفد وشمال الجولان بالبقاء قرب الملاجئ والمناطق المحمية، تحسبا لإطلاق صواريخ من لبنان، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع قوله إن حزب الله بدأ يخطط لقصف تل أبيب.
ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر إسرائيلية قولها إن قرار العملية البرية في لبنان لم يتخذ بعد، وأكدت أن الجيش مستعد لذلك.
وقالت المصادر إن العملية البرية في لبنان ستكون محدودة في حال المصادقة عليها.
وفي السياق ذاته، نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل بدأت أو على وشك أن تبدأ تحركات حدودية ضيقة النطاق داخل لبنان.
وتعليقا على احتمال غضب الإدارة الأميركية من إسرائيل، قال المسؤولون إن "هناك تسامحا في الوقت الحالي"، وأكدوا أن "مصالح أميركا في المنطقة قد تتضرر بشدة إذا فقدت واشنطن اتصالاتها مع الإسرائيليين".
بدورها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن حذرت من أن الغزو البري للبنان قد يأتي بنتائج عكسية.
كما نقلت عن المسؤولين الأميركيين -الذين لم تذكر أسماءهم- القول إن واشنطن تواصل نصيحة إسرائيل بعدم شن غزو بري للبنان.
وأشاروا إلى أن العمليات الإسرائيلية دمرت حزب الله اللبناني كمنظمة، وأن الخطر الأكثر قربا هو كيف ستختار إيران الرد على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وفي وقت سابق، أصدرت وزارة الصحة اللبنانية بيانا قالت فيه إن العدوان الإسرائيلي على المناطق اللبنانية منذ فجر أمس السبت أدى إلى استشهاد 33 شخصا وإصابة 195 بجروح.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إنه جرى تسجيل 1640 قتيلا منهم 104 أطفال و194 امرأة، و8 آلاف و408 جرحى منذ بدء المواجهات بين إسرائيل وحزب الله قبل نحو عام.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تأكيد حزب الله اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في غارات عنيفة شنتها إسرائيل أول أمس الجمعة على الضاحية الجنوبية في بيروت.
من جهته قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إن منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف صعبة، مؤكدا أن مصر تحرص على توازن سياستها.
وأضاف السيسي، خلال حفل تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة: «حريصون على ممارسة سياسة تتسم بالتوازن والاعتدال».
وحذر السيسي من أن التطورات بالمنطقة قد تؤدي لاتساع رقعة الصراع وهو ما يبعث على القلق.
وقال السيسي إن قناة السويس فقدت جزءًا كبيرًا من دخلها بسبب تداعيات ما يجري في البحر الأحمر.
واليوم الأحد، حذّر الجيش اللبناني -في بيان- المواطنين اللبنانيين من الانجرار وراء أفعال قد تمسّ بالسلم الأهلي.
وقال إن العدو الإسرائيلي يعمل على تنفيذ مخططاته التخريبية وبث الانقسام بين اللبنانيين.
من جهته قال الجيش اللبناني اليوم الأحد إن إسرائيل تعمل على تنفيذ مخططات تخريبية وبث الانقسام بين اللبنانيين، في أعقاب اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية.
وفي بيان صادر عن قيادة الجيش نقلته وكالة أنباء لبنان الرسمية، دعا الجيش اللبناني "المواطنين للحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء أفعال قد تمس بالسلم الأهلي".
ووصفت قيادة الجيش المرحلة الحالية بـ"الخطيرة والدقيقة من تاريخ وطننا، حيث يعمل العدو الإسرائيلي على تنفيذ مخططاته التخريبية وبث الانقسام بين اللبنانيين".
وقالت قيادة الجيش إنها مستمرة "في اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة (لم تحددها)، والقيام بواجبها الوطني للحفاظ على السلم الأهلي"، كما دعت "المواطنين للتجاوب
مع هذه التدابير، والعمل بمقتضى الوحدة الوطنية التي تبقى الضمانة الوحيدة للبنان".
إلى ذلك دعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأحد، إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان، معربا عن «ألمه» إزاء اتساع نطاق النزاع في الشرق الأوسط.
وبحسب وكالة فرانس برس، قال البابا فرنسيس، في ختام قداس أقيم في ملعب الملك بودوان في بروكسل: «أواصل متابعة اتساع النزاع واحتدامه في لبنان بألم وقلق».
وأشار إلى أن «لبنان رسالة، لكنها الآن رسالة معذبة، وهذه الحرب لها آثار مدمرة على السكان».
وأضاف: ما زال الكثير من الناس يموتون يومًا بعد يوم في الشرق الأوسط»، فيما ينفذ الجيش الإسرائيلي ضربات مكثفة وواسعة النطاق استهدفت كبار مسؤولي حزب الله ومستودعات أسلحة تابعة له في جنوب لبنان وبيروت.
ودعا البابا فرنسيس جميع الأطراف إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان وغزة وبقية فلسطين وإسرائيل.
من جهته، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، أن عدد النازحين جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة في لبنان قد يكون وصل إلى «مليون شخص»، معتبرا أن عملية النزوح هذه ربما هي الأكبر في البلاد.
وقال ميقاتي، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع للجنة الطوارئ الحكومية، إن الدولة وفرت 772 مركز إيواء تستضيف 118 ألف نازح.
وأضاف أن لبنان يشهد أكبر عملية نزوح، وأن الدولة تحاول إدارة هذا الأمر، موضحًا أن الأزمة لا تتعلق بالإيواء والغذاء فقط بل بالصحة أيضًا.
وأوضح أن الدولة اللبنانية تقوم بكل ما يلزم وفق إمكاناتها، وأن المساعدات تصل إلى لبنان من أطراف من المانحين، قائلا: «سنطلب من الدول المانحة مساعدتنا لمواجهة أزمة النزوح.
وطالب ميقاتي بضرورة وقف إطلاق النار على جميع الجبهات، ومن ضمنها غزة، والعودة إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، لافتًا إلى أن لبنان ليس لديه سوى الخيار الدبلوماسي، ومشددًا على تمسك بلاده بالشرعية الدولية والسلام.