القاهرة / غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صباح اليوم الأربعاء إلى القاهرة، في زيارة خاطفة يبحث خلالها خصوصاً الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن أربعة من جنوده قتلوا في رفح جنوب القطاع. وأضاف الجيش اليوم الأربعاء أن من بين القتلى مسعفة، مؤكداً أيضاً إصابة ستة جنود بجروح، ثلاثة منهم في حالة حرجة.
واجتمع بلينكن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية بالقاهرة صباح اليوم الأربعاء قبل إجراء محادثات مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي ومسؤولين آخرين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في إفادة صحافية دورية إن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت التفجيرات التي وقعت في لبنان ستؤثر على محادثات وقف إطلاق النار في غزة، لكنه قال إن الولايات المتحدة تؤمن بأن الدبلوماسية هي السبيل لتهدئة التوتر.
وقال ميلر إن جدول لقاءات بلينكن مع المسؤولين المصريين يركز بشكل مباشر على "كيفية التوصل إلى مقترح نعتقد أنه سيحصل على موافقة الطرفين" لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وهذه الزيارة العاشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ بدأت الحرب بين إسرائيل و"حماس" قبل نحو عام، تتميز بأنها لن تشمل إسرائيل ولا حتى أية دولة أخرى.
ويعترف المسؤولون الأميركيون سراً بأنهم لا يتوقعون حدوث اختراق خلال المحادثات التي سيجريها بليكن في القاهرة اليوم الأربعاء.
غير أن الوزير الأميركي يريد من خلال زيارة مصر، الحليف الأساس لبلاده، مواصلة الضغط باتجاه التوصل إلى اتفاق.
وضاعفت واشنطن جهودها للتوصل إلى اتفاق مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل، وانتهاء ولاية الرئيس جو بايدن مطلع العام المقبل.
وتخشى الإدارة الأميركية أن يؤدي قرب انتهاء ولاية بايدن إلى تبديد فرص التوصل إلى اتفاق وزيادة خطر اتساع نطاق الحرب.
ومن المقرر أن يشارك مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي، في "ترؤس افتتاح الحوار الاستراتيجي الأميركي - المصري".
ويهدف هذا الحوار الاستراتيجي، وفق واشنطن، إلى "تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنمية الاقتصادية، فضلاً عن توطيد العلاقات بين شعبي البلدين من خلال الثقافة والتعليم".
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أن بلينكن سيبحث مع المسؤولين المصريين "الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن ويخفف معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء أمن إقليمي أوسع نطاقاً".
في الموازاة في ظل تعثر المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق في شأن قطاع غزة، دعت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس أمس الثلاثاء إلى إنهاء الحرب في غزة، وقالت إن على إسرائيل ألا تعاود احتلال القطاع الفلسطيني بمجرد انتهاء الصراع المستمر منذ قرابة عام.
ودعت هاريس في كلمة ألقتها في فيلادلفيا أمام الجمعية الوطنية للصحافيين السود إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" وإلى حل الدولتين، وإلى استقرار الشرق الأوسط بطريقة تحد من نفوذ إيران. وقالت رداً على أسئلة طرحها عليها ثلاثة صحافيين "لقد أوضحنا لأنفسنا أن هذه الصفقة يجب أن تتم لصالح الجميع في المنطقة".
من جانبه دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الثلاثاء إلى مزيد من الضغوط على إسرائيل و"حماس" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وشدد بوريل على أن الرهائن الإسرائيليين وسكان غزة لا يستطيعون الانتظار لفترة أطول، مع مرور نحو عام منذ هجمات السابع من أكتوبرالتي أشعلت الحرب.
وقال "الشيء الوحيد الذي أستطيع قوله هو إن على جميع الفاعلين المعنيين أن يستمروا في الضغط على الطرفين للتوصل إلى اتفاق"، وتدارك المسؤول الأوروبي "لكن هذا الأمر تأخر كثيراً. فكل يوم يمر من دون التوصل إلى اتفاق يعني احتجاز مزيد من الرهائن ومقتل مزيد من الناس"، وتابع "لذا فالأمر لا يتعلق بالانتظار حتى الغد، فالغد تأخر جداً".
من جهتها قالت قطر التي تتوسط في محادثات السلام، في وقت سابق أمس الثلاثاء إن المفاوضات "مستمرة"، كما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة عاشرة له إلى المنطقة منذ بدء الحرب.
وفشلت أشهر من المفاوضات التي توسطت فيها قطر ومصر والولايات المتحدة في وقف القتال بين "حماس" وإسرائيل، باستثناء هدنة لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).
ن جانبه أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس أمس الثلاثاء أن دبابتين إسرائيليتين أطلقتا النار على قافلة مساعدات تابعة للمنظمة الأممية كانت أعطيت الإذن بالعودة من شمال قطاع غزة المدمر من جراء الحرب.
وقال المدير العام في منشور على منصة إكس "السبت الماضي، في طريق العودة من مهمة لشمال غزة وبعد إعطاء القافلة التي تقودها منظمة الصحة العالمية الإذن وعبورها نقاط التفتيش على الطريق الساحلي، واجهت القافلة دبابتين إسرائيليتين". وأضاف أن "أعيرة نارية أطلقت من الدبابتين قرب القافلة، لحسن الحظ لم يصب أحد".
وقبل أسبوع، قالت الأمم المتحدة إن قافلة تقل طواقم تلقيح ضد شلل الأطفال أوقفت تحت تهديد السلاح عند نقطة تفتيش إسرائيلية.
ويومها قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش إن القافلة التي كانت تقل 12 موظفاً من الأمم المتحدة كانت في طريقها لدعم حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة، وأوقفت تحت تهديد السلاح وإن أعيرة نارية أطلقت كما صدمت جرافة مركبات تابعة للقافلة.
وندد دوجاريك بالواقعة وبـ"سلوك قوات إسرائيلية على الأرض يعرض أرواح طواقمنا للخطر"، مشدداً على وجوب "أن تتخذ القوات الإسرائيلية التدابير اللازمة لحماية الطواقم الإنسانية".
وفي منشوره أشاد تيدروس أدهانوم غبرييسوس بطواقم قافلة السبت الذين "على رغم الأخطار الأمنية" تمكنوا من الوصول إلى مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في غزة، لإيصال إمدادات لقسم الطوارئ.
وأشار أيضاً إلى "إيصال إمدادات لمراكز الهلال الأحمر الفلسطيني في الشمال، بما في ذلك لمعالجة أمراض مزمنة غير معدية"، ولفت إلى أن "الطواقم سهلت تناوب فرق الطوارئ الطبية".
وأشاد كذلك بعزيمة العاملين في المجال الإنساني في غزة الذين "وسط خطر شديد وظروف تهدد الحياة يواصلون تقديم المساعدات الحيوية"، وقال في منشوره إنهم "بمثابة الأمل الأخير للبقاء على قيد الحياة لمليوني شخص".
وأضاف "الحد الأدنى الذي يستحقونه في مقابل خدماتهم هو السلام، يجب التقيد بآلية منع الاشتباك، أوقفوا إطلاق النار!".
دبلوماسياً قال مصدر بالحكومة الإسبانية لوكالة "رويترز" أمس الثلاثاء إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيزور إسبانيا يوم الـ19 من سبتمبر وتأتي الزيارة بعد أشهر قليلة من اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج رسمياً بدولة فلسطينية، وبعد أيام من استضافة إسبانيا اجتماعاً رفيع المستوى لدول إسلامية وأوروبية عدة لبحث سبل إنهاء الحرب في غزة.