اليوم الـ(348) من العدوان.. تواصل عمليات انتشال جثامين الشهداء في غزة
غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
دعا الفلسطينيون الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى دعم "حريتهم" عبر إصدار قرار يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال "12 شهراً"، ما أثار غضب إسرائيل التي وصفت مشروع القرار بأنه "مهزلة".
ويستند مشروع القرار إلى رأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية في يوليو بطلب من الجمعية العامة، أكدت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 "غير قانوني".
واعتبرت أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة أن "إسرائيل ملزمة بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أسرع وقت ممكن".
واستناداً إلى ذلك، دعت الدول العربية إلى جلسة خاصة للجمعية العامة قبل أيام من وصول عشرات رؤساء الدول والحكومات إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة التي ستهيمن عليها الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.
وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن "ما يحدث في غزة اليوم يمكن أن يكون الفصل الأخير من المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، أو سيكون الفصل الأول من واقع أكثر مأسوية لمنطقتنا ككل"، داعياً الأعضاء إلى أن "يقفوا على الجانب الصحيح من التاريخ"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأضاف منصور "أقف على هذه المنصة، في هذا المنعطف التاريخي والمأسوي، لأقول للشعب الفلسطيني إن هناك تغييراً سيأتي، وإن مصيرهم ليس معاناة وعذاباً لا نهاية له، وإن الحرية هي حقهم الطبيعي ومصيرهم"، عارضاً للمرة الأولى مشروع قرار باسم دولة فلسطين العضو المراقب، وهو حق حصلت عليه أخيراً.
ومشروع القرار الذي سيطرح على التصويت صباح الأربعاء في الساعة 11:00 (15:00 توقيت غرينتش) "يطالب" إسرائيل بـ"وضع حد من دون إبطاء لوجودها غير القانوني" في الأراضي الفلسطينية "خلال 12 شهراً حداً أقصى اعتباراً من تبني هذا القرار"، بعدما كانت الصياغة الأولى للنص تحدد مهلة ستة أشهر فقط.
كذلك "يطالب" النص بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية ووقف بناء المستوطنات الجديدة وإعادة الأراضي والأملاك التي تمت مصادرتها والسماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين.
وتتضمن النسخة الأخيرة من النص فقرة تدعو الدول الأعضاء لاتخاذ تدابير من أجل وقف تصدير أسلحة لإسرائيل يمكن أن تستخدم ضد الفلسطينيين. وقال منصور "آمل بأن نحقق أرقاماً جيدة"، مثنياً على "التعاطف والتضامن الهائلين" تجاه الفلسطينيين.
وفيما يبقى مجلس الأمن إلى حد بعيد مشلولاً حيال هذا الملف بسبب استخدام الولايات المتحدة بشكل متكرر حق النقض لحماية حليفتها إسرائيل، تبنت الجمعية العامة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر عدة نصوص دعماً للفلسطينيين.
ففي مايو قدمت الجمعية دعماً كبيراً إنما رمزي للفلسطينيين إذ اعتبرت بـ143 صوتاً مؤيداً مقابل معارضة تسعة أصوات وامتناع 25 عن التصويت، أن لهم الحق في عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهو ما تعرقله الولايات المتحدة.
وعلى رغم أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، فإن إسرائيل نددت بالنص الجديد. واعتبر السفير الإسرائيلي داني دانون أن "مشروع القرار هو إرهاب دبلوماسي، يستخدم أدوات الدبلوماسية ليس لمد الجسور بل لتدميرها".
وأضاف دانون "يمكنكم الاختيار بين الوقوف إلى جانب العدالة والسلام وأولئك الذين يبحثون عن حلول حقيقية لتحديات المنطقة، أو يمكنكم المشاركة في هذا السيرك، هذه المهزلة، هذا المسرح السياسي"، حيث "الشر مشروع، والحرب هي السلام، والقتل مبرر، والإرهاب مرحب به".
من جانبها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إن "تبني قرار متحيز يفسر بطريقة انتقائية رأي محكمة العدل الدولية لا يؤدي إلى المضي قدماً بما نريده جميعاً، ألا وهو دولتان تعيشان في سلام جنباً إلى جنب".
وفي غزة واصلت إسرائيل استهداف مناطق متفرقة بالقطاع ، اليوم الأربعاء، مما زاد من حصيلة الشهداء والجرحى في اليوم 348 من العدوان.
وعلى إثر القصف، وما خلفه من ضحايا، انتشل مسعفون جثامين 5 شهداء بينهم طفلة جراء قصف إسرائيلي استهدف عدة منازل بمنطقة شرق البريج وسط قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني، إنه ما زال هناك العشرات من المدنيين عالقين تحت الأنقاض، داعيا الصليب الأحمر إلى التنسيق للوصول للمنطقة المستهدفة لانتشال وإجلاء الشهداء والمصابين من تحت الركام.
كما انتشلت طواقم الإسعاف جثمان شهيد في منطقة وادي غزة شمال مخيم النصيرات.
وفي جنوب القطاع، انتشل مسعفون جثمان شهيد من منطقة مصبح شمالي مدينة رفح.
وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي على مجموعة من المدنيين شمالي مدينة رفح.
ووصل عدد ضحايا العدوان وفقا لأحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة بغزة إلى 41252 شهيدا و95497 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي مدينة غزة، أفاد مراسلنا باستشهاد 5 فلسطينيين، وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة القوقا في مخيم الشاطئ.
وأشار إلى أن فلسطينيين اثنين استشهدا، بينما أصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني، اليوم الأربعاء، استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية على منزل لعائلة الشامي بشارع الثلاثيني جنوب مدينة غزة.
كما أدت الغارات إلى استشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على أحد المنازل وسط مدينة غزة.
واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي على منزل لعائلة الشوبكي في شارع الصحابة وسط مدينة غزة.
وواصلت المدفعية الإسرائيلية استهداف مناطق متفرقة شمال شارع 8 وتحديداً منطقة المجمع الإسلامي.
كما واصل الجيش الإسرائيلي منع إدخال غاز الطهي إلى غزة منذ بداية الحرب، وواصلت قوات الاحتلال قصف ونسف منازل شمال غربي مدينة رفح.
وقالت وزارة الصحة في غزة ، إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 26 شهيدا و84 مصابا خلال 24 ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة، أنه لا زال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وفي الوقت الذي يمنع فيه الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين والإعلام من دخول قطاع غزة، طلبت وسائل الإعلام الرئيسية الألمانية من إسرائيل تمكينها من الدخول إلى القطاع.
وبحسب فرانس برس، فقد أكدت تلك الوائل الإعلامية الألمانية أن «قصاء وسائل الإعلام الدولية بصورة شبه تامة … غير مسبوق في التاريخ الحديث».
وكتب رؤساء تحرير حوالى 15 وسيلة إعلام من صحف وإذاعة وتلفزيون ووكالة أنباء، في رسالة مفتوحة، جاء بها: «بعد حوالى عام من الحرب، نطلب من الحكومة الإسرائيلية أن تسمح لنا بالدخول إلى قطاع غزة»
واعتبروا أن «كل من يجعل من المستحيل كتابة ريبورتاجات مستقلة حول هذه الحرب يسيء إلى مصداقيته الخاصة».
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يمنع الاحتلال وسائل الإعلام والصحفيين الأجانب من دخول القطاع، إلا أنه سمح لهم ببعض الجولات التي تمت تحت حراسة مشددة لعرض بعض الأغراض التي تددل على روايته فقط.
والجمعة الماضية، نظم جيش الاحتلال الإسرائيلي جولة للصحفيين في الشريط الحدودى الجنوبي لقطاع غزة، والذي بات عقبة رئيسية في محادثات وقف إطلاق النار، في محاولة للترويج لمزاعم استغلال الأنفاق على محور فيلادلفيا في عمليات التهريب لتسليح الحركة.
وبحسب وكالة أسوشيتدبرس، فإن الجولة التي تمت تحت حراسة مكثفة، شملت مدينة رفح بجنوب القطاع ومحور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية والذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في مايو.
وخلال الجولة بدى الدمار الواضح مخيما على مدينة رفح، إذ كانت منطقة تل السلطان القريبة من رفح عبارة عن أكوام من الدمار، وبحسب وصف أسوشيتيد برس: «اصطفت أكوام ضخمة من الحطام كانت في السابق منازل للسكان الفلسطينيين على طول الطرق.. ولا تزال بعض الهياكل الخرسانية المحطمة للمباني السكنية قائمة».
واستعرض هاغاري للصحفيين مدخل النفق الذي عثر فيه جيش الاحتلال على جثث المحتجزين الستة قبل نحو أسبوعين، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف النفق داخل منزل بـ«الصدفة» عندما كانت جرافة تعمل وكادت تسقط في المدخل، واكتشفوا في اليوم التالي جثث المحتجزين.
إلا أن رويترز أشارت إلى أنه لم يتم السماح للصحفيين بدخول النفق «لأسباب أمنية»، مع الاكتفاء بنشر لقطات تظهر ممرا ضيقا وعديم التهوية قال إنه يقع على عمق نحو 20 مترا تحت الأرض.