كييف / 14 أكتوبر / متابعات :
أكدت أوكرانيا اليوم الثلاثاء أنها ستوقف هجماتها عبر الحدود إذا وافقت موسكو على "سلام عادل". وقال الناطق باسم الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي في مؤتمر صحافي، "سرعة موافقة روسيا على سلام عادل... سيعجل في وقف هجمات قوات الدفاع الأوكرانية على روسيا".
وأعلنت روسيا اليوم أنها "أحبطت" هجمات أوكرانية جديدة في منطقة كورسك الحدودية، إذ أطلقت كييف هجوماً برياً بدأ قبل أسبوع.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في إيجازها اليومي بأنها "أحبطت محاولات مجموعات متحركة تابعة للعدو على متن مركبات مدرعة لتحقيق اختراق في عمق الأراضي الروسية" حول عدد من القرى.
وسيطرت أوكرانيا حتى مساء أمس الإثنين على 800 كيلومتر مربع في الأقل من الأراضي الروسية بمنطقة كورسك، وفق تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الثلاثاء استناداً إلى بيانات من معهد دراسة الحرب.
وأطلقت كييف عملية عسكرية مفاجئة في منطقة كورسك الحدودية في غرب روسيا في السادس من أغسطس وسيطرت على أكثر من 20 بلدة وقرية في أكبر هجوم عبر الحدود تشهده روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.
ويقدم معهد دراسة الحرب، وهي مجموعة أبحاث غير ربحية مقرها واشنطن، معلومات محدثة بصورة دائمة عن المستجدات الميدانية المرتبطة بالهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيشه أمس الاثنين بـ"إخراج" الجنود الأوكرانيين فيما أفادت السلطات بأنه تم إجلاء أكثر من 120 ألف شخص من منطقة المعارك.
وأفاد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تسجيل مصور نشر أمس الإثنين بأن قواته باتت تسيطر على نحو ألف كيلومتر مربع من الأراضي الروسية فيما تواصل "العمليات الهجومية".
ووجه زيلينسكي خطاباً للأمة خلال المساء قال فيه إن العملية عبر الحدود "مسألة دفاعية محضة".
في الأثناء قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن هناك قيوداً على تحركات المدنيين بعمق 20 كيلومتراً داخل منطقة سومي في شمال شرقي البلاد على الحدود مع روسيا. وأوضحت في بيان أن الإجراء ضروري بسبب احتدام القتال وتنشيط روسيا لمجموعات في المنطقة بهدف التخريب والاستطلاع.
وأضافت الهيئة أن الإجراء موقت، وأن سكان المنطقة المفروض عليهم القيود، والتي لها حدود مع منطقة كورسك الروسية لا يزال بإمكانهم الوصول إلى منازلهم بإظهار ما يدل على قيامهم بتسجيل هوياتهم.
في الأثناء ذكرت وكالات أنباء روسية اليوم الثلاثاء أن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت 14 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل مستهدفة كورسك وفارونيش وبيلغورود.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع أن 12 طائرة مسيرة دمرت فوق منطقة كورسك الحدودية وواحدة فوق فارونيش وأخرى فوق بيلغورود. ولم ترد معلومات عن إجمال عدد الطائرات المسيرة التي أطلقتها أوكرانيا خلال الليل.
وشنت أوكرانيا هجمات جديدة بطائرات مسيرة على منطقة كورسك الحدودية الروسية اليوم الثلاثاء، غداة انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب، بسبب دعمه لتوغل أوكرانيا المفاجئ داخل أراضي بلاده.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني اليوم الثلاثاء بأن روسيا أطلقت 38 طائرة مسيرة وصاروخين باليستيين على أوكرانيا الليلة الماضية، وظلت البلاد بأكملها في حالة تأهب لفترة وجيزة في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء تحسباً لشن غارات جوية لكن هذه التحذيرات ألغيت.
وتوعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين بإخراج القوات الأوكرانية من منطقة كورسك التي توغلت فيها في السادس من أغسطس وأعلنت سيطرتها على 28 بلدة، مما اضطر أكثر من 120 ألف مدني على النزوح منها.
وقال بوتين خلال اجتماع أمس الإثنين مع مسؤولين أمنيين إن "المهمة الرئيسة لوزارة الدفاع تكمن في طرد العدو من أراضينا"، واعتبر أن "العدو يسعى إلى تحسين موقفه التفاوضي مستقبلاً"، متهماً كييف بأنها "تنفذ إرادة" الغرب.
كذلك اتهم بوتين أوكرانيا بالسعي إلى "زرع الانقسام والفوضى" داخل المجتمع الروسي، "وترهيب الناس وتقويض لحمة المجتمع الروسي وتماسكه".
ويمثل الاقتحام لدى الرئيس الروسي انتكاسة غير متوقعة، لأن جيشه ظل متفوقاً لأشهر عدة على الجبهة الشرقية في أوكرانيا حيث يتقدم ببطء.
وأعلن الجيش الروسي أمس الإثنين سيطرته على بلدة ليتشني شرق أوكرانيا، وأعلن حاكم كورسك بالوكالة أليكسي سميرنوف أمس الإثنين أن القوات الأوكرانية سيطرت على 28 بلدة في المنطقة.
وأبلغ سميرنوف بوتين بأن العملية الأوكرانية تمتد في منطقة بعمق 12 كيلومتراً وعرض 40 كيلومتراً، وأشار إلى أن "عدد القتلى المدنيين 12 وعدد الجرحى 121 بينهم 10 أطفال"، جراء التوغل في كورسك.
وفي مواجهة الوضع "المثير للقلق"، أمرت السلطات الروسية أمس الإثنين بعمليات إجلاء جديدة للمدنيين في منطقتي كورسك وبيلغورود المحاذيتين لأوكرانيا، وأعلن سميرنوف أنه أجلي نحو 121 ألف شخص من كورسك.
وأشارت السلطات في منطقة بيلغورود صباح أمس الإثنين إلى إجلاء سكان منطقة كراسنوياروجسكي، "حفاظاً على سلامتهم".
وقال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف في مقطع فيديو على "تيليغرام" إن "هناك أنشطة معادية" في المنطقة، من دون أن يحدد عدد المدنيين المعنيين بقرار الإجلاء.
من جانبه أعلن قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي سيطرة قواته على نحو ألف كيلومتر مربع من الأراضي في روسيا، أي أكثر بكثير مما اعترفت به السلطات الروسية.
وأعلن أمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "نحن مستمرون في تنفيذ عمليات هجومية في منطقة كورسك".