الجميع تابع وتعاطف مع المقدم عشال .. واصبح موضوع الاختطاف او الاخفاء القسري رأيا عاما.. وجميع ابناء الشعب الجنوبي الاحرار يدين ويستنكر مثل هكذا اعمال. وهناك حوادث مشابهة حدثت في وطننا الحبيب .. ولكن الذي حدث ان قضية عشال تتحول تدريجيا الى فتنة واقتتال وتحريض مناطقي بقصد من اعداء وحدة اللحمة الجنوبية او بعفوية ومن دون قصد .. وفي كل الاحوال طالما وان القيادة السياسية والاجهزة الامنية والضبطية استنفرت لتقصي الحقائق وملاحقة المشتبه بهم .. فلما لاندع فرصة كافية للاجهزة الامنية للتحقيق وإحالة المشتبه بهم الى القضاء، وكل يأخذ جزاءه ..
اما الاستمرار بحشد الشارع وتغذية المناطقية والفرقة بين ابناء الشعب الواحد فلايخدم سوى اعداء استعادة الدولة .. دولة النظام والقانون وهيبة القضاء والاجهزة الامنية بكافة مسمياتها .. دولة القانون لحماية حقوق الجميع .. ونبذ الفرقة .. فهذه الدولة القادمة بإذن الله والتي ننشدها ستحتضن الجميع وتحكم بمشاركة الجميع .. ولا وجود فيها للمسميات المناطقية ولا لسؤال انت من فين؟
الا يكفي تضامن الجميع مع قضية عشال واهله وقبيلته، حتى يقوم البعض بالدعوة الى مليونية في عدن؟!! من مناطق الجنوب .. وزاد الطين بلة ان يدعو البعض من ابناء الاشقاء في تعز للزحف بمليونية تضامنية الى عدن ... الا يجب ان نقف للحظة تأمل وتمحيص .. ما الذي يدفع بأبناء تعز الى الحشد نحو عدن .. ولديهم كثير من الضباط وابناء جلدتهم قتلوا ولم ينطقوا ببنت شفة او ينفذوا وقفة تضامنية ولانقول حشدا جماهيريا مليونيا .. وقضية الحمادي اذا تتذكرون .. خير دليل .. واليوم وبهذا الوقت العصيب يخطر على بال ابناء تعز التضامن مع ابن الجنوب عامة وابين خاصة .. ليتضامنوا وبمليونية؟؟! سؤال نوجهه الى المطالبين بالمليونية ويتهمون المعارض للمليونية بالخائن والمتواطئ او الشريك بالجريمة!!.
ان الاجهزة الامنية وبالذات امن عدن ومكافحة الارهاب يتعرضان لهجوم شديد وحاقد من قبل جهات معينة إما انه تم القبض على افرادها او منعهم من ارتكاب جرائم وإلحاق الضرر بالافراد او الممتلكات العامة والخاصة لخلق فوضى امنية وعبث وخلط اوراق لتنفيذ اجندات تخدم مصالحهم .. لكي تجعل البلد في فراغ امني ولنا تجربة سابقة في ذلك سنأتي عليها لاحقا.
أليست الاجهزة الامنية هي من قضت على تشكيلات ومجاميع ارهابية كانت تسبب القلق بشعاراتهم التي كانت مرفوعة على السيارات الشاص او الهيلوكس ٱخر موديل .. وكانت تجوب بعض الاحياء ليلا ... ألم يكن جهاز مكافحة الارهاب من أمّن جولة الرعب والاغتيالات (جولة كالتكس) ام نسينا؟.
ان مايتعرض له الامن يذكرنا بالهجمة الشرسة العدوانية للقضاء على الامن والاستقرار وهيبة الدولة بقتل افراد في الاجهزة الامنية والقضائية وأئمة المساجد مباشرة بعد دحر الحوثيين ومن لف لفهم في 2015 مباشرة بدءا باستشهاد المحافظ طيب الذكر ونقي السريرة المحب لعدن جعفر محمد سعد .. وتلاها تصفية وقتل الكثير من ابناء هذا الشعب الذين خدموا الوطن لينعم شعبه بالامن والاستقرار.
لاننكر ان هناك اخطاء حدثت وتحدث يوميا من قبل افراد او جماعات معينة وذلك بفعل عدم ادراك او وعي وإلمام بحدود عملهم .. اضافة الى كثرة المربعات الامنية وكل قائد مسؤول عن مربع لا يعترف او يتعامل مع الاطراف الاخرى او التنسيق مع غرفة عمليات مشتركة، ولتكن اللجنة الامنية في كل محافظة على ان يخضع كل قادة المربعات لأوامر هذه اللجنة المدعومة شرعيا من اعلى سلطة في البلاد.
اضافة الى ان هناك غرفة خاصة ملحقة بقادة المربعات تحولت الى سجون غير شرعية ولاتخضع لادارة امن المحافظة .. ولا مانع ان تكون هناك غرفة احتجاز مؤقتة (رست) لساعة او ساعتين واحالة المحتجز الى ادارة البحث الجنائي اذا كان هناك اشتباه مع اعلام ذوي المحتجز الى اين تم ترحيله ولايبقى ذوو المحتجز حائرين في البحث عن ابنهم.
كل ذلك واشياء اخرى بحاجة الى التصحيح والتوعية والابتعاد عن التخوين .. فالجميع يحب تربة هذه الارض؛ ولكن كل يعبر عن رأيه وبطريقته.. فلاضير ان تكون هناك حلقات توعية يومية في المعسكرات جميعا وليس الاكتفاء بالنشيد الوطني والعرض العسكري دون وعي وادراك بمهمة كل معسكر، والولاء الوطني فعلا وليس شعارات او علما يرفع هنا او هناك او ولاءات لاشخاص بعينهم ..
هذه رسالتي لدرء الفتنة والحفاظ على المنجزات الجنوبية .. قد يختلف معي البعض ولكنها مجرد رأي ليس الا.
والله من وراء القصد.