اليمن هذا البلد العريق صاحب التاريخ والحضارة أصل العروبة الأرض الطيبة اليمن السعيد هذه أوصاف نحب نحن اليمنيين تكرارها دائما لأننا افتقدناها وحاضرنا سيئ بكل المقاييس فنغطي هذا العجز باستذكار الماضي باستمرار ونحن نعلم انه تاريخ مسطر في الكتب ومليء بالدروس والعبر لكنه تاريخ بني بجهد وعرق اليمنيين هذا الشعب العريق الذي تحكى عنه حكايات عن الكفاح وبناء السدود وزراعة الأرض وناطحات السحاب في شبام حضرموت و بناء أسس الدول القديمة اوسان وقتبان وريدان لم يعرف في حياته الاستجداء او طلب العون المادي وعندما سقطت معايير اختيار الحاكم تسلل إلى موقع القرار من لا يستحقها ومكروا مكرا شديدا واستبدلت الثقافة الإنسانية والقيم الحميدة بثقافة السوء والقيم السيئة وفشت الفواحش ونيل الأعراض واكل الأموال حتى اضعفوا الخيرين وتبجح وتسلط الأشرار ضاعت الحقوق والمستحقات وسقط الوطن في وحل الفساد والإفساد هذا الوحل الذي تضيع فيه الثروة ليمتصها الفساد مهما كانت حجمها ومهما ضخت من أموال تتلاشى وتتبخر وتنتفخ كروش الفاسدين الذين بشراهتهم يبتلعونها وعامة الشعب جياع محتاجون والجوع عدو لحياة ورفيق المرض والبؤس والشقاء .
هذا هوا حال اليمن اليوم ما لم يتم إخراجه من هذا الوحل فلن ينفعنا أصدقاء اليمن ولا دعم دولي او إقليمي علينا محاربة الفساد والإفساد وتجفيف منابعه وإيقاف تدفق الأموال أليه أي التقشف وتقنين المصروفات بشرط ان تبدأ من القمه أي ان الوطن اليوم لم يعد يتحمل أعباء مصروفات خارج القانون وعليه فرض عدالة توزيع الثروة لكل منا وظيفته وراتبه وجميعنا متساوون أمام القانون فلا تمايز بالاستحقاق بالمعنى الفصيح من يريد ان يكون عبئاً على الوطن من حراسات وقصور ومصروفات وسيارات فارهة وتوابعها كلها على حساب ميزانية الدولة أي شخص يستهلك ما يستهلكه ألف شخص يذهب للجحيم ليعيش بدلا عنه ألف شخص .
أذا طبقنا مبدأ العدالة في توزيع الثروة وتساوى الناس كأسنان المشط وفرض على الجميع حياة كريمة وخففنا الفوارق الطبقية ولا احد يعيش طفيلياً على الوطن والمواطن لن نحتاج إلى الاستجداء للدول المانحة والأصدقاء وشروطها المجحفة والوصاية التي تفرض نتاج ذلك وسنتمكن من محاسبة المجرمين ولصوص المال العام وناهبي الثروة لان الاستجداء يسمح لبعض الدول التدخل لحماية هذه الفئة الضالة التي قدمت يوما خدماتها لهم او تشاركا معا في الانتهاكات داخل الوطن وخارجه اليوم تتعمد ان تعيقنا لتصل بنا إلى أن نستجديها لتفرض علينا شروطها .
إلى هذا اليوم والجميع لم يقدم شيئاً يذكر بل البعض يتعمد تضييق الخناق ليصل باليمن إلى حال القبول بالشروط المطروحة كترحيل ألعمالة في ضيق الحال والصديق وقت الضيق لا للتضييق.
نتألم كثيرا ان يصل الوطن إلى حال استجداء الدول في مؤتمرات الأصدقاء والمانحين وهو البلد الذي ثروته المنهوبة قادرة على إنهاضه وهي في بنوك الدول التي نستجديها بل واللصوص مستثمرون في مشاريع عملاقة في هذه الدول وهي تعلم وتدافع وتعيق استرداد هذه الأموال هؤلاء ليسو أصدقاء بل أعداء .
عليهم ان يعلموا ان انهيار الوطن هو انهيار المنطقة بما فيها هذه الدول لان الأرض وحدة متكاملة والجياع تبحث عن مصدر الغذاء ولن تعيقها ترسانة أسلحتكم ولا أسواركم كونوا سندا مع الشعب اليمني وتخلوا عن حماية لصوصه وناهبيه وساعدوه في استعادة ثروته التي تحت أيديكم دون استجداء او طلب العطاء واعلموا ان استقرار اليمن هو استقرار المنطقة ونهوض اليمن هو نهوض للمنطقة والعكس فاثبتوا بالملموس أنكم أصدقاء لا أعداء.
اليمن لن يستجدي ...إن كنتم أصدقاء
أخبار متعلقة