أين موقع الثقافة في خارطة التوجه العام للدولة؟ أو ما هي فلسفة الدولة في رسم أولوياتها؟ لو وضعنا ميزانية شؤون القبائل في ميزان المقارنة مع ميزانية الثقافة ترى هل سيوجد من يجرؤ على الكلام في الأمر؟
هل استوعب صانع القرار أن الثقافة هي موسيقى ومسرح وسينما وفنون شعبية؟ هل استوعب صانع القرار أن وزارة الثقافة وفروعها في المحافظات لا تعني بأي حال من الأحوال أن تنشط الوزارة وفروعها في مواسم معينة وتغلق أبوابها في بقية شهور العام!
وزارة الثقافة أو ميزانيتها سبق أن عبر عنها الدكتور عبدالوهاب الروحاني وهو وزير سابق للثقافة بأنها في ذيل القائمة أو كما قال «في بير السلم»، وهو توصيف أمر من العلقم، ولذلك فإن الجهود متواضعة، إلا ان العاصمة حيث كل شيء ـ ولا شيء في عدن ـ يعوض الفنانون والمبدعون الفجوة في المداخيل بأخذ حصتهم في الدورات التدريبية أو الاستطلاعية القصيرة أو المتوسطة إلى بلدان عربية وأجنبية أو احياء حفلات أو تسجيلات وعلى وجه الخصوص في دول خليجية في حين ان نصيب عدن صفر وإذا اخذناها على مستوى جنوبيين في صنعاء فنجد ان الفرص تعطى لفنانين أو مبدعين بعدد يقل عن أصابع اليد الواحدة ومن حملة المباخر الذين يكيلون المديح.
الأخ رامي نبيه، مدير عام مكتب الثقافة في عدن الذي مضى عليه في هذا المنصب بضعة أشهر قرأنا حملات عليه بأنه حرم المبدعين حقوقهم وان النشاط الفني توقف تماماً وانه ادار ظهره للمبدعين وكلاماً مسيئاً ما أنزل الله به من سلطان في حين ان المعنيين ببعض الاقسام كالأكروبات أو الفنون الشعبية أو إدارة إنتاج الفنون نسمع كلاماً مغايراً منهم.
تتحدث الحملات عن مخصصات صندوق التراث التي لم تدفع إلا مرة واحدة لمكتب الثقافة في عدن وكانت ستمائة ألف ريال ودفعت في يونيو الماضي.
هناك حفل فني في ميركيور وكرم فيه الفنان المبدع والمعروف والمرابط لفترة طويلة في فراش، والذي دعم بسخاء من المخصصات المقدرة بـ(850) ألف ريال (ثمانمائة وخمسين ألف ريال).
ما من فعالية تقيمها المنتديات في المحافظة إلا ويشارك فيها مكتب الثقافة وما من فعالية مكرسة في قضية معينة أو تكريم أو تقديم واجب العزاء في مبدعين إلا ورأينا الأخ رامي نبيه.
قرار تعيين رامي نبيه جاء من الوزير نفسه ولماذا لم تستقر قناعة الوزير على شخص فهذا متروك للأخ الوزير نفسه.
هل يريد هؤلاء انتشال رامي وهو يؤدي مهامه؟ فهذا تخريب .. هل هناك ملاحظات معينة مطروحة عليه فاشركونا معكم ومعه في مناقشة الهم العام لأن الكمال لله وحده ومن لا يعمل لا يخطئ!
ماذا نريد بالضبط؟ لأن هذا السؤال مطروح في كل الاتجاهات، نسمع لغطاً ونرى فوضى وتعدد مكونات وماذا تريد تلك المكونات؟
انصح الأعزاء بألا يكونوا عدميين.. هناك صالح عام ونحن معه أما الصالح الخاص فهذا متروك لاصحابه وكان الله في عونهم!
كي لا تلتبس الأمور علينا
أخبار متعلقة