تجري حاليا وبوتيرة عالية التحضيرات والاستعدادات الواسعة لانعقاد ملتقى أبناء تعز بمشاركة ما يربو عن 2000 مشارك يمثلون الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ورجال المال والشخصيات الاجتماعية والتكوينات الشبابية والمرأة وكل المحبين والغيورين على مصلحة المحافظة.
ويأتي هذا الملتقى كبادرة رائدة أطلقها الأخ محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل انطلاقاً من حرصه على إشراك كافة الفعاليات في مجمل القضايا الإستراتيجية والمصيرية والمتعلقة بحاضر ومستقبل المحافظة بغية الخروج برؤية مشتركة ودقيقة لكي تستعيد المحافظة أمنها واستقرارها وألقها الثقافي والحضاري والتصدي لكل الظواهر السيئة الدخيلة على ثقافة أبنائها الذين سجلوا أروع المواقف الوطنية عبر مختلف مراحل النضال الوطني.
ولا شك في أن انعقاد هذا الملتقى في هذه المرحلة الحساسة والاستثنائية من تاريخ المحافظة يكتسب أهمية بالغة لاسيما وأن هناك تحديات ومؤامرات تستهدف النيل من حالة الأمن والاستقرار وطمس الهوية الحضارية والثقافية لهذه المحافظة وجعلها ساحة للصراعات والمواجهات المسلحة وتصفية الحسابات لا تنام ولا تهدأ.
ومن المؤسف أن ما يجري في تعز من إقلاق للأمن والاستقرار وسفك لدماء الأبرياء وأعمال نهب وتقطع، يتم على أيدي بعض أبنائها الذين باعوا أنفسهم للشيطان مقابل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة الأمر الذي يحتم على كل الشرفاء من أبناء المحافظة العمل بكل جدية ومسئولية من أجل أن تظل تعز قامة شامخة لا تنحني للأعاصير ومروجي المشاريع الصغيرة والهدامة والذين جبلوا على إثارة الفتن وإشعال الحرائق.
ومن المؤكد أن المبادرة الرائدة لانعقاد الملتقى جاءت لتؤسس لمرحلة جديدة من التماسك والتعاضد والتلاحم الرسمي والشعبي بين مختلف مكونات المجتمع تقوم على الشراكة الحقيقة في كافة القضايا والتحديات التي تواجه المحافظة وغرس قيم المحبة والإخاء والتسامح ونبذ ثقافة الحقد والتعصب الأعمى والعمل معاً وبإرادة صادقة لاتنهزم ولا تنكسر من أجل تطبيق سيادة القانون وإعلان القيم الأخلاقية والأدبية للحفاظ على خصوصية الطابع الثقافي والحضري لأبناء المحافظة والسير قدماً نحو آفاق رحبة وأكثر إشراقاً وتوهجاً.
إننا نتطلع وبكل الأمل والتفاؤل إلى أن نخرج من هذا الملتقى بميثاق شرف يصون المحافظة من كل الاختراقات ويشكل سياجاً منيعاً في الحفاظ على هويتها وطابعها السلمي والمدني وهو الملتقى الذي سيمثل فرصة تاريخية وذهبية لإخراج المحافظة من حالة الفوضى والعذابات والمآسي والولوج إلى المستقبل المشرق والواعد بالخير والرخاء والازدهار.
ولذلك فإنه حري بنا جميعا التفاعل الايجابي مع توجهات وخطوات الأخ المحافظ لإنجاح أهداف الملتقى والترفع عن الصغائر والضغائن وتغليب مصلحة المحافظة على دونها من المصالح الحزبية الضيقة.
فمحافظة تعز أمانة في أعناق الجميع والواجب الديني والوطني يقتضي منا جميعا أن نضع أيدينا بيد الأخ المحافظ من أجل مصلحة تعز أولاً وأن نسمو فوق الجراحات أو الخلافات وأن يكون شعار الجميع في هذا المرحلة (يد تبني ويد تنزع السلاح).
إلى من يهمه أمر تعز
أخبار متعلقة