شهادات فنية
توطئة وتقديم لا تزال القضية الفلسطينية في الصدارة من قضايا الضمير العربي والإنساني بعامة، وذلك لعدالة هذه القضية التي تأتت عن تكالب قوى الاستعمار والاستكبار الدولي لتقتلع شعباً من أرضه وتمنحها للفيف من يهود التيه المنتشرين في أصقاع الأرض لتجعل من فلسطين وطناً قومياً لهم بعد طرد شعبها منها. والقضية عادلة لأنها تمثل سعي شعب مقهور إلى استعادة حقه في وطنه المغتصب وإقامة دولته المستقلة على أرضه وذلك السعي الذي باركته السماء منذ أن أطلقت أول رصاصة إلى نحور قاتلي شعب فلسطين وهو السعي الذي صار ثورة وظفت كل الأسلحة الرصاصة والصوت والحجر والكلمة والفن واللحن والدراما لتبلغ العالم صورة عن مأساة شعب يقتل ويشرد وينكل به أمام ناظريه.ولما كان الفن لغة الضمير الإنساني والوجدان الإنساني فقد كان حاضراً في كل تفاصيل المشهد الذي يحيط بهذه القضية وهذه الثورة المباركة في فلسطين وكان العمل الفني سواء في السينما أو المسرح وكذلك الموسيقى والأغنية والتشكيل والدراما ، حاضراً للإدلاء بشهاداته ، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في وطنه وإدانة الاحتلال الإسرائيلي والقوى الدولية التي تقف وراءه وتدعمه بكل أشكال الدعم دعماً للباطل في مواجهة الحق.وكلما اشتدت وطأة العدوان ضد شعب فلسطين ، تتعالى أصوات المناصرة للشعب المقهور ، ويقف كل مبدعي العالم من أصحاب الضمائر الحية مع شعب فلسطين وفي هذه الأيام مع اشتداد الهجمة الصهيونية الهمجية على غزة والشعب الفلسطيني، يحق لنا أن نستعيد ذاكرة المواقف النبيلة للفن والإبداع مع حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه والنضال من أجل استعادة وطنه المسروق والذي فرض الحصار على ما تبقى منه في أيدي الفلسطينيين.فها ك الأفلام السينمائية الغربية التي ناصرت الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في الوطن ، حتى أن فيلم ( ها نا - ك) الذي أخرجه المخرج اليوناني الشهير كوستا جافراس قبل ثلاثين عاماً لا يزال حتى يومنا هذا يقض مضاجع الصهاينة ولا يزال معرضاً للمطاردة والحصار مثله مثل غزة من قبلهم لماذا لانه قال كلمة حق تفضح دعاوى إسرائيل فيما لا تملك ويؤكد حق الفلسطينيين في وطنهم.كذلك لا يمكن أن نغفل المسرحيات العربية أيضاً التي أهمها مسرحية الفرنسي جان جنيه ( أربع ساعات في شاتيلا) التي قدمت أيضاً شهادة فنية للتاريخ الدموي للإسرائيليين على ارض فلسطين هذا ناهيكم عن إسهامات الفنانين العرب في كل مجالات الإبداع الفني والأغنية والمسرح والسينما والتشكيل والتي شكلت إرثاً غير قابل للجدل في نصرة الحق الفلسطيني وكشفت الصورة البشعة للعدوان . ونحن إذا نكرس هذه الصفحة من (فنون) 14 أكتوبر لهذه الشهادات إنما نسهم إعلامياً ولو بالقدر القليل في شد أزر أولئك الأبطال على ارض غزة ممن يتصدون للمجزرة الجديدة لإفشال مخطط الصهاينة في قهر إرادة الحياة لدى إخواننا الفلسطينيين ولتمكينهم من النصر وكسر الحصار وهزم الاحتلال .وفيما يلي هذه التوطئة ننشر بعض الشهادات لعدد من أعلام الفن الغربيين والعرب ، في نصرة شعب فلسطين في محنة الحصار والعدوان التي يتعرضون لها اليوم.جلال ...