سوء التغذية عند الأطفال بمحافظة تعز ...
لقاءات/ نعائم خالدسوء التغذية ناقوس خطر يدق جذور الطفولة والمستقبل القادم ففي محافظة تعز وبحسب إحصائية برنامج مكافحة سوء التغذية وصل إجمالي المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم والذين التحقوا ببرنامج المعالجة الى6302 طفل ويعد رقماً كبيراً كون الناس لا تعي خطورة المرض أو تعرف أسبابه وأعراضه وخاصة الأمهات فمعرفة المشكلة والمرض هو الأهم لأنه مرض علاجه وقائي أكثر ما هو علاجي وهذا ما أشار إليه أختصاصي طب أطفال في المستشفي السويدي (النقطة الرابعة ) تعز الدكتور فهد عبد الجليل سيف بقوله: بالنسبة لأمراض سوء التغذية فإنها في اطراد مستمر من شهر الى آخر تزداد بشكل مستمر ومخيف وخاصة من مديريات موزع والوازعية وذباب والمخاء ومقبن فهم أكثر تضررا بمرض سوء التغذية وبقية المديريات كلها ليست أحسن حالا يوجد فيها سوء التغذية ولكن بشكل متفاوت لكن نسبة المرض ليست قليلة فهي مشكلة قائمة بحد ذاتها وهذا يعود لعدم اهتمام الأسرة أولا وعدم تفهمه لهذا المرض الخطير ، لافتاً إلى أن مرض سوء التغذية يعتبر مرضاً قاتلاً لأنه يضرب الجهاز المناعي وكل أجهزة الجسم ولذلك على الأمهات أن يتفهمن أن الوقاية تبدأ من الرضاعة الطبيعية ثم من التغذية التكميلية المتوازنة تم المتابعة الطبية للطفل بين فترة وفترة وهذا ما يجب على الأمهات والأسرة الاهتمام به للخروج من النفق التغذوي المظلم الذي يؤثر كثيرا على صحة الأطفال . وقد أكد عدد من الممرضات في قسم رقود أطفال سوء التغذية بأنها تصل إليهم حالات في مراحل شبه منتهية من العديد من المديريات ولا تدرك الأمهات بان المشكلة سوء التغذية وهن المتسببات فيه لعدم الاهتمام بالرضاعة الطبيعية وربما تعطي الأم طفلها مواد لا تقدر معدة الطفل على هضمها وغيرها من التصرفات الخاطئة التي توصل الطفل لمرحلة الرقود في العناية المركزة وإعطائه محاليل وأدوية ويمكن أن يتوفي .. وأشارت إلى أن بعض أمهات الأطفال الذين في الرقود يحملن المسؤولية على سوء التشخيص باعتباره السبب.من جانبها تصف أم مهند توفيق من مديرية شرعب السلام حالة ابنها الذي يبلغ من العمر 19 شهر بأنها لم تكتشف مرض سوء التغذية إلا لما أتت إلى قسم الرقود ولها 15 يوما والآن بدأ طفلها يتعافى ، بينما أضافت أم فاطمة حسن إن ابنتها تعاني من المرض بصورة دائمة وعندما تذهب بها إلى المركز الصحي يشخصون المرض ويعطونها أدوية وفي الأخير يخبرونها أن طفلتها مصابة بسوء التغذية ولها خمسة أيام في قسم الرقود .. وأيضا أم فاتن محمد حسن وتبلغ من العمر سنة وثمانية أشهر أكدت بأنها تعالج طفلتها دائما ولم يقولوا لها أنها تعاني من سوء التغذية إلا في الفترة الأخيرة،من ناحيتها أكدت أم أمين احمد قاسم الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات كلام الأمهات الأخريات أنها طفلها مريض دائما ولم يتم إخبارها من قبل الممرضين أثناء الكشف بأن طفلها مصاب بسوء التغذية. [c1]نتائج المسح الميداني [/c]من جانبه قال نائب القائم بأعمال مدير مكتب الصحة لشؤون الطب العلاجي بتعز مدير إدارة الخدمات الصحية وحيد الفريس أن التحدث عن سوء التغذية في المحافظة موضوع يحتاج الى مساحة ودراسة اكبر، فمشكلة سوء التغذية كبيرة وخصوصا لدى الأطفال ما دون الخامسة ولدى الأمهات الحوامل والمرضعات، مشيراً إلى أنها مشكلة تفاقمت في الآونة الأخيرة في محافظة تعز ومديرياتها خاصة، واليمن عامة حيث بدأت الدولة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان تولي أمراض سوء التغذية الاهتمام المطلوب وتسير بخطى حثيثة لحصر والحد من المشكلة عن طريق مجموعة من التدخلات بمساعدة ودعم من المنظمات الداعمة التي تعمل في مجال الصحة.وأشار إلى أن مكتب الصحة يعتبر واجهة لوزارة الصحة العامة والسكان ومنفذ سياسة هذا الجانب .. مضيفا إن إدارة الرعاية الصحية الأولية ووحدة القطاعات او الشعب العامة في مكتب الصحة تقوم بعدة أنشطة في هذا المجال بداية بتدريب وتأهيل الكادر الصحي في مجال التغذية وكذلك تجهيز المستشفيات والمرافق الصحية والوحدات لاستقبال واكتشاف حالات سوء التغذية وتأهيل الكادر الطبي والتمريضي بالمرافق الصحية بدورات مركزة وعقد الكثير من الدورات التي استهدفت فيها المناطق والمديريات الساحلية بشكل اكبر نتيجة المسح الذي اجري في العام 2012 م وكانت نسبة المسح الميداني لسوء التغذية 15% ،وقال انه كان لدى مكتب الصحة نشاط في ابريل الماضي لعمل مسح تقييمي أولي لتدخلات مكتب الصحة والمنظمات الداعمة في الحد من أمراض سوء التغذية وعمل مسح تم فيه تقسيم المحافظة إلى ثلاث طبقات هي طبقة الساحلية وطبقات الهضاب والوديان والطبقة الجبلية على اختلاف بسيط في ما جرى من مسح أولي في 2012م الذي قسمت فيه المحافظة الى طبقتين فقط طبقة ساحلية وطبقة جبلية وهذا التقسيم الجديد الذي حصر المحافظة الى 3 طبقات كانت نتائجه تقريبا بان سوء التغذية ارتفع الى 17% نتيجة انه اكتشف حالات بين الطبقتين إضافة الى توجه لمكتب الصحة في الجانب التوعوي والإرشادي والتثقيفي وتم استهداف مكونات المجتمع للتهيئة المجتمعية للسلطة المحلية والقطاع الصحي في المديريات إضافة الى اختيار متطوعات في المناطق النائية على المستوى الثاني والثالث ليتم تأهيلهن في مجال اكتشاف أمراض سوء التغذية وعمل دورات متخصصة لمتطوعات المجتمع وربطهن في شبكة عبر المديريات والمرافق الصحية فيها وإيصالهن لإدارة التغذية في مكتب الصحة في المحافظة. واسترسل الفريس: وعقدت العديد من الدورات بشكل كبير سواء على مستوى المديريات التى تنفذها الهيئات والمنظمات والجمعيات والمتدخلة في هذا الجانب او الدورات المنعقدة في المحافظة التي تنفذها إدارة التغذية في مكتب الصحة بالمحافظة هذه الجهود ان شاء الله تكلل بالنجاح من حيث التغذية الراجعة التي تأتي من المديريات عن زيادة الوعي الصحي المجتمعي بمشاكل سوء التغذية لان المواطن عادة ان كان طفله مرض بحمى او مرض إسهال او ما شابه يتجه للمرفق الصحي ويكون طفله عنده مرض سوء التغذية لا تكتشفه الأسرة وخصوصا مع الوضع الذي التي تعيشه البلاد وماتعانيه من مشاكل اقتصادية واجتماعية تؤثر بشكل أساسي على الجانب الصحي وبالتالي كان للتدخل عبر تأهيل الكادر الصحي في المديريات او اختيار متطوعات وتدريبهن الدور الأبرز والأكبر لتوعية الناس بمشاكل سوء التغذية واكتشاف الحالات مبكرا للحد من تدهور هذه الحالات .. لافتاً الى إن ارتباط المجتمع بالمرفق الصحي ووعيه بسوء التغذية عبر مكونات المجتمع والمتطوعات او عبر الوحدات الصحية شيء مهم ينبغي مراجعته في المراحل الاولى مع اهتمامهم بتطعيم أطفالهم ويجب عرضهم على مراكز التغذية في المديريات وهذه المراكز زودت بتجهيزات وزودت بالتغذية اللأزمة التي يحتاجها الطفل خصوصا واننا نركز على الأطفال دون سن الخامسة نتيجة انهم لازالوا خامة لبناء نشء قوي جسديا وعقليا وهؤلاء هم من يعول عليهم في بناء البلاد.[c1]إنقاذ 700 طفل مصاب بسوء التغذية[/c]ويوجد 179 وحدة معالجة في كافة المديريات مع تدريب العاملين الصحيين في برنامج مكافحة سوء التغذية المجتمعي بالإضافة الى تدريب 43 مرفقاً صحياً ليصبح إجمالي المرافق 58وحدة في 4 مديريات في محافظة تعز بالإضافة الى وجود شركاء يعملون في هذا المجال .وأشار منسق مشروع سوء التغذية في جمعية الإصلاح الاجتماعية بتعز محمد عقلان الى انه تم تدريب متطوعين ومن مهام عمل المتطوعات هي الزيارات المنزلية والتوعية حول التغذية الصحية للرضع تحت سن الخامسة وكيفية العناية بهم و البحث عن حالات سوء التغذية في مناطق التدخل التي حددت بـ15 عزلة في المديريتين واستطاع مشروع سوء التغذية التابع للجمعية وبتمويل من اليونيسف إنقاذ حياة أكثر من 700 طفل مصاب بسوء التغذية بمديريتي موزع والمخا عبر عياداته المتنقلة والثابتة.نجد إن هناك نشاطاً إما بشكل فردي او بشكل بطيء والوضع لا يتحمل هذا البطء الذي يقضي على الكثير من الأطفال الذين ولدوا في بيئة فقيرة ومع نساء لايعين خطورة المشكلة والمرض وذلك يحتاج الى تكاتف الجهود الشعبية والحكومية والمجتمعية في تحديد نوعية المشكلة ومساعدة الأطفال والأمهات على القيام بدورهن المطلوب لأجل الطفولة المهدورة.