وفق تقرير عن مؤشرات الوضع المائي في أحواض صنعاء وعمران وذمار وتهامة
صنعاء / بشير الحزميأظهر تقرير صدر مؤخرا عن الهيئة العامة للموارد المائية حول مؤشرات الوضع المائي في اليمن (الموارد المائية الجوفية المتاحة والاستخدامات في أحواض صنعاء ، عمران ، ذمار ، تهامة ) أن نصيب الفرد من المياه في جميع الاحواض التى تناولها التقرير لا يكفي الاحتياجات الاساسية ناهيك عن احداث نهضة تنموية متوازنة .وأشار التقرير الى أن حصة الفرد في تلك الاحواض منخفضة جدا بالمقارنة مع حصة الفرد على المستويين الإقليمي والعالمي .ولفت التقرير الى أن كمية المياه الجوفية المتجددة في حوض صنعاء تبلغ 79 مليون م3 ، ويقدر عدد السكان في الحوض لعام 2010 م 2,344,740 نسمة وبالتالي تبلغ حصة الفرد السنوية من الموارد المائية المتجددة فيه 34م3. فيما تبلغ كمية المياه الجوفية المتجددة في حوض عمران 40 مليون م3 ، ويقدر عدد السكان في نطاق الحوض لعام 2010 م 398,030 نسمة وبالتالي تبلغ حصة الفرد السنوية من الموارد المائية المتجددة فيه 100م3. وفي حوض ذمار تبلغ كمية المياه الجوفية المتجددة 68,9 مليون م3 ، ويقدر عدد السكان في الحوض لعام 2010 م 401,823 نسمة وبالتالي تبلغ حصة الفرد السنوية من الموارد المائية المتجددة فيه 171م3. أما في حوض تهامة فتبلغ كمية المياه الجوفية المتجددة 550 مليون م3 ، ويقدر عدد السكان في الحوض لعام 2010 م 2,893,004نسمة وبالتالي تبلغ حصة الفرد السنوية من الموارد المائية المتجددة فيه 190م3.وأشار التقرير إلى أن معدل نصيب الفرد على مستوى العالم يبلغ 7,500م3/سنة، وفي الشرق الاوسط وشمال أفريقيا يصل إلى حوالي 1,200م3/سنة. كما أن نصيب الفرد عند خط الفقر المائي يقدر بحوالي 1,000م3/سنة . وبحسب تصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم حصة الفرد من الموارد المائية المتاحة 1,000م3/فرد/ سنة يعتبر منخفض بشكل كارثي .وكشف التقرير أن نتائج المؤشر للأحواض المستهدفة بينت أن جميع الاحواض المذكورة مهددة بشكل كبير بخطر استنزاف المياه الجوفية . حيث أن معدلات السحب تفوق معدلات التغذية بأكثر من ضعفين ونصف في حوض ذمار وبأكثر من ثلاثة أضعاف ونصف في أحواض تهامة وعمران وصنعاء .وبين التقرير أن كمية السحب من المياه في هذه الاحواض ما تزال أقل من كمية المياه الجوفية القابلة للاستغلال مع أن معدلات السحب السنوية تفوق معدلات التغذية السنوية.حيث اتضح أن مؤشر استنزاف المياه الجوفية في حوض صنعاء 68 % وفي حوض ذمار 60 % وفي حوض عمران 61 % وفي حوض تهامة 85-75 % .وتوضح نتائج التقرير أن مؤشر حساسية أحواض المياه الجوفية للتلوث(حساسية خزانات المياه الجوفية ) في تلك الاحواض جميعها منخفضة .وفيما يتعلق بمؤشر نوعية المياه الجوفية فقد بين التقرير أنها في حوض صنعاء جيده بشكل عام مع وجود بعض مؤشرات لبؤر تلوث طبيعي أو بفعل أنشطة بشرية محدودة الامتداد بالمقارنة مع مساحة امتداد الحوض . وتتمثل أهم بؤر التلوث في الحوض المواقع القريبة من قناة تصريف المجاري المفتوحة شمال العاصمة صنعاء بالقرب من محطة معالجة مياه الصرف الصحي ، تلوث في الآبار القريبة من الحفر الامتصاصية داخل مدينة صنعاء ، تلوث ناتج عن التخلص المباشر لمخلفات محطات الوقود وورش صيانة السيارات ومخرجات المستشفيات والمختبرات والمصانع ، تلوث على طول مجاري الاودية في الاحواض الفرعية ناتج عن استعمال الاسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية في الانشطة الزراعية ، تلوث ناتج عن تركيز لمادة الفلورايد في آبار في المناطق الجنوبية الشرقية والغربية والجزء الشمالي من الحوض .أما في حوض ذمار فتصنف نوعية المياه الجوفية بأنها جيدة جدا بالرغم من وجود مؤشرات تلوث عند مصب محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالإضافة الى ظهور مؤشرات تلوث جرثومي في عدد من المواقع بين أقل من 2,2 وأكثر من 16 قولونية/100مل ، قد يكون ناتجا عن استعمال الأسمدة الحيوانية بالإضافة الى ظهور نسبة عالية من الكروم في عدة مواقع .وفي حوض عمران أوضح التقرير أن نوعية المياه الجوفية بشكل عام تصنف بالجيدة ومعظمها تطابق المواصفات القياسية اليمنية لمياه الشرب والاستخدامات الزراعية ، مع ظهور استثناءات في ارتفاع العسر الكلي أو إرتفاع تركيز عناصر الكالسيوم والبوتاسيوم والكبريتات في بعض العينات . وبشكل عام هناك ارتفاع في ملوحة المياه في الجزء الاوسط من الحوض في حوالي 5 % فقط من الآبار المنتشرة في الحوض.أما في حوض تهامة فقد بين التقرير أن نوعية المياه الجوفية في الحوض تصنف بالمتوسطة . حيث أشارت دراسات نوعية المياه الجوفية في سهل تهامة والتى نفذتها الهيئة خلال الاعوام 2007 - 2011 م بأنها عذبة بشكل عام وترتفع درجة الملوحة بالاتجاه نحو الغرب . يظهر شذوذ في بعض المناطق من سهل تهامة يمتد حتى الاجزاء الشرقية مثل بعض مناطق وادي سهام وفي بعض المواقع جنوب شرق وادي سردود ووادي مور والمنطقة الواقعة بين وادي عيان ووادي القور في شمال تهامة ومنطقة وادي موزع حيث ترتفع درجة الملوحة بشكل كبير لتصبح غير مطابقة للمواصفات القياسية لمياه الشرب والمواصفات القياسية للمياه المستخدمة في الري . وهناك مؤشرات قد تدل على أن كيميائية المياه الجوفية في المناطق الواقعة على طول ساحل البحر الاحمر وبعض المواقع القليلة من منطقة الدراسة متأثرة بفعل تداخل مياه البحر والتبادل الأيوني العكسي . ولفت التقرير هنا الى أن الملوحة وارتفاع تركيز النيترات في المناطق الحضرية أو مناطق الزراعة الكثيفة هي أهم مظاهر تدهور نوعية المياه الجوفية في سهل تهامة وهي إما نتيجة تداخل مياه البحر على طول الساحل نتيجة الضخ الزائد للمياه الجوفية أو الاستخدام المفرط للمخصبات أو عن طريق تسرب لمياه الصرف الصحي .وفيما يتعلق بمؤشر نسبة استخدامات المياه الجوفية في القطاعات الاساسية من اجمالي الاستخدامات أوضح التقرير أن قطاع الزراعة يمثل المستخدم الاكبر على الاطلاق حيث تمثل حصته بين 95 % من اجمالي استخدامات المياه الجوفية في حوض تهامة ، حوالي 96 % في حوض ذمار ،86 % في حوض عمران ، 78 % في حوض صنعاء .وأشار التقرير الى أن الكميات الكبيرة من المياه الجوفية المستخدمة للري ناتجة عن التوسع والانتشار للآبار المستخدمة للري وعدم كفاءة طرق الري المستخدمة .وذكر التقرير أن الشرب والاستخدامات المنزلية تأتي في المرتبة الثانية من حيث كمية ونسبة الاستخدامات في جميع الاحواض وتعتمد الكمية على كثافة التجمعات السكانية الحضرية في الاحواض حيث يأتي حوض صنعاء في المرتبة الاولى بنسبة استخدام تقدر بحوالي 19,2 % من اجمالي الاستخدامات في الحوض نفسه وفي حوض ذمار تبلغ نسبة الاستخدامات للشرب والاستخدامات المنزلية 3.3 % وفي حوض عمران 14 % وفي حوض تهامة 4,5 % .أما نسبة الاستخدامات الصناعية فقد اظهر التقرير بأنها منخفضة بالمقارنة بالاستخدامات الأخرى حيث تصل في حوض صنعاء الى 2,5 % وفي حوض ذمار 0,7 % وفي حوض عمران 0.02 % وفي حوض تهامة 0,5 % . أما الاستخدامات السياحية فقد وصفت بالمتواضعة جدا . وعن مؤشر كفاءة استخدام المياه الجوفية في الحوض اظهر التقرير بأن كمية المياه الجوفية السنوية المسحوبة في حوض صنعاء تبلغ 281م.م3 فيما كمية الاحتياج السنوي الفعلي في الحوض نفسه غير معروفة ومؤشر كفاءة استخدام المياه الجوفية في الحوض 40 % . أما في حوض ذمار فان كمية المياه الجوفية السنوية المسحوبة في الحوض تبلغ 181م.م3 فيما كمية الاحتياج السنوي الفعلي في الحوض نفسه غير معروفة ومؤشر كفاءة استخدام المياه الجوفية في الحوض 55 %. وفي حوض عمران فان كمية المياه الجوفية السنوية المسحوبة في الحوض تبلغ 139م.م3 فيما كمية الاحتياج السنوي الفعلي في الحوض نفسه تبلغ 75,5 ومؤشر كفاءة استخدام المياه الجوفية في الحوض 54,5 % . وفي حوض تهامة تبلغ كمية المياه الجوفية السنوية المسحوبة في الحوض 1,930م.م3 فيما كمية الاحتياج السنوي الفعلي في الحوض نفسه تبلغ 723 ومؤشر كفاءة استخدام المياه الجوفية في الحوض 37 %. وبحسب التقرير وما اورده من ارقام فان نتائج المؤشر تدل على أن كفاءة استخدام المياه الجوفية ما زالت متدنية ، حيث أنه وفي أحسن الاحوال تذهب نصف كمية المياه الجوفية المستخرجة هدرا ولا يستفاد منها ، وفي بعض الاحواض قد يتجاوز ذلك كما في حوض تهامة حيث وصلت كمية المياه المهدورة الى ما يقارب 63 % من المياه المستخرجة . وهو ما يضع القطاعات الفرعية المستخدمة للمياه بمختلف اصنافها أمام مسئولية كبيرة ويحتم عليها بحسب التقرير بذل جهود أكثر جدية في عملية ترشيد الاستخدامات ابتداء بتنفيذ برامج توعوية ، ادخال تقنيات وبدائل لتقنين ورفع كفاءة الاستخدام ، مرورا بالإبداع في تنمية تلك التقنيات والبدائل وانتهاء باعتماد وتطبيق آليات لمراقبة ومحاسبة الاستخدامات غير الكفؤة .