جيش الاحتلال يدك القطاع برا وجوا ويدعو السكان إلى المغادرة





غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
دك الجيش الإسرائيلي مدينة غزة اليوم الأربعاء، قبل تنفيذه خطة مزمعة للسيطرة عليها، فيما قالت وزارة الصحة في القطاع إن النيران الإسرائيلية قتلت 123 فلسطينياً خلال الساعات الـ24 الماضية.
يأتي هذا في وقت يجري وفد حركة "حماس" برئاسة خليل الحية، محادثات مع الوسطاء المصريين في شأن وقف محتمل لإطلاق النار.
وعدد القتلى هذا هو الأعلى خلال أسبوع مع استمرار الحرب المستعرة منذ نحو عامين، التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف ودمرت القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني.
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة طرحها وأيدها بشدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن يغادر الفلسطينيون القطاع الذي يقطنه أكثر من مليونين بعد مرور عامين من اندلاع الحرب.
وقال في حديث لقناة "آي 24 نيوز" التلفزيونية الإسرائيلية "لن يجري طردهم بل سيسمح لهم بالخروج، على جميع أولئك الذين يشعرون بالقلق على الفلسطينيين، ويقولون إنهم يريدون مساعدتهم، أن يفتحوا أبوابهم ويتوقفوا عن إلقاء العظات علينا".
ويشعر العرب وعدد من زعماء العالم بالذعر من فكرة تهجير سكان غزة، التي يقول الفلسطينيون إنها ستؤدي إلى "نكبة" أخرى، على غرار ما حدث خلال حرب عام 1948، عندما فر مئات الآلاف أو أجبروا على النزوح.
ويقول مسؤولون إن عودة إسرائيل المزمعة للسيطرة على مدينة غزة ربما تحدث خلال أسابيع، وهذا يعني أن وقف إطلاق النار لا يزال ممكناً على رغم تعثر المحادثات واستمرار احتدام الصراع.
وكانت إسرائيل سيطرت على مدينة غزة في الأيام الأولى للحرب، قبل أن تنسحب منها.
وقال سكان إن الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصفت بكثافة المناطق الشرقية من مدينة غزة، حيث دمرت عدداً من المنازل في حيي الزيتون والشجاعية خلال الليل، وقال المستشفى الأهلي إن 12 شخصاً قتلوا في غارة جوية على منزل في حي الزيتون.
وذكر مسعفون فلسطينيون أن الدبابات دمرت أيضاً منازل عدة في شرق خان يونس جنوب غزة، في حين سقط تسعة قتلى ممن حاولوا الحصول على المساعدات في وسط القطاع بنيران إسرائيلية في واقعتين منفصلتين، ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على ذلك.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن ثمانية آخرين، من بينهم ثلاثة أطفال، لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية. وبذلك ارتفع عدد من قضوا نحبهم جراء الجوع إلى 235 شخصاً، من بينهم 106 أطفال، منذ بدء الحرب.
وتشكك إسرائيل في أرقام المتوفين، بسبب سوء التغذية والجوع التي توردها وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة "حماس".
وذكرت مصادر أمنية مصرية أن المحادثات ستتناول أيضاً إمكان التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، على أن تتخلى "حماس" عن حكم غزة وتلقي سلاحها.
وقال مسؤول في الحركة إنها منفتحة على كل الأفكار، إذا أنهت إسرائيل الحرب وانسحبت.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، "مسألة نزع السلاح قبل زوال الاحتلال أمر مستحيل".
وأججت خطة نتنياهو لتوسيع السيطرة العسكرية على غزة غضب العالم بسبب التدمير والتهجير والجوع واسع النطاق في القطاع، وقالت مصادر إسرائيلية إن الخطة قد تبدأ في أكتوبر.

وقال وزراء خارجية 24 دولة، من بينها بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا واليابان، هذا الأسبوع إن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى "مستويات لا يمكن تصورها"، ودعوا إسرائيل إلى السماح بإدخال المساعدات من دون قيود.
وتنفي إسرائيل مسؤوليتها عن الجوع في غزة، وتتهم "حماس" بسرقة المساعدات، وتقول إنها تتخذ خطوات لزيادة توصيلها، مثل وقف القتال لساعات يومياً في بعض المناطق، وتوفير طرق محمية لقوافل المساعدات.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، إن نحو 320 شاحنة دخلت غزة عبر معبري كرم أبو سالم وزيكيم، وإن الأمم المتحدة ومنظمات دولية جمعت نحو 320 شاحنة أخرى ووزعت شحناتها خلال الساعات الـ24 الماضية، إضافة إلى ثلاث شاحنات وقود و97 حزمة مساعدات جرى إسقاطها جواً.
وتقول الأمم المتحدة والفلسطينيون إن المساعدات التي تدخل غزة لا تزال غير كافية على الإطلاق.
وقال مسؤول في حركة "حماس" اليوم الأربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات توغل برية في مدينة غزة منذ أيام، بالتزامن مع إعلان الجيش موافقته على "الفكرة المركزية" لخطة الهجوم الإسرائيلي الجديد.
وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ"حماس" في غزة إسماعيل الثوابتة للصحافة الفرنسية، إن "القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات توغل عدوانية في مدينة غزة، لا سيما في حي الزيتون ومحيط جنوب تل الهوى، مصحوبة بعمليات قصف مكثف بالأحزمة النارية ونسف منازل كثفتها هذا الأسبوع".
وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه إن رئيس الأركان إيال زامير صادق اليوم الأربعاء على "الفكرة المركزية" لخطة الهجوم في غزة، وذلك خلال اجتماع بمشاركة منتدى هيئة الأركان العامة وقادة من الشاباك (جهاز الأمن الداخلي) وأجهزة أخرى.
وأشار البيان إلى أنه "خلال النقاش، عُرضت إنجازات جيش الدفاع حتى الآن، بما في ذلك الهجوم في منطقة الزيتون الذي بدأ يوم أمس (الثلاثاء). كذلك عُرضت وصودق على الفكرة المركزية للخطة الخاصة بالخطوات المقبلة في قطاع غزة، وذلك وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي".
وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية أقرت الأسبوع الماضي خطة للسيطرة على مدينة غزة والمرحلة المقبلة من الحرب في القطاع الفلسطيني.
في المقابل، قال رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون اليوم الأربعاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "فقد صوابه" في الوقت الذي تدرس فيه بلاده ما إذا كانت ستعترف بالدولة الفلسطينية.
وقال لوكسون للصحافيين إن نقص المساعدات الإنسانية والتهجير القسري للسكان وضم غزة أمر مروع تماماً، مشيراً إلى أن نتنياهو قد تمادى كثيراً. وأضاف لوكسون، الذي يترأس حكومة ائتلاف تنتمي ليمين الوسط، "أعتقد أنه فقد صوابه. ما نراه بين عشية وضحاها، الهجوم على مدينة غزة، أمر غير مقبول على الإطلاق".
وقبيل انعقاد جلسة البرلمان النيوزيلندي اليوم الأربعاء، تجمع عدد قليل من المحتجين خارج مقره، حاملين آنية طهي.
وقال رئيس مجلس النواب جيري براونلي "لقد اتُهم ثمانية وستون عضواً من أعضاء هذا المجلس بضعف الشخصية... لم يسبق أن تم قبول إهانات شخصية مثل تلك التي تم توجيهها داخل خطاب في هذا المجلس ولن أكون أول من يقبلها".
وقالت بريطانيا وكندا وأستراليا وعدد من الحلفاء الأوروبيين أمس الثلاثاء إن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى "مستويات لا يمكن تصورها"، داعين إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات من دون قيود إلى القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب.
ونفت إسرائيل مسؤوليتها عن انتشار الجوع في غزة، متهمة مسلحي "حماس" بسرقة شحنات المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
إلى ذلك لاقت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن «إسرائيل الكبرى» استنكاراً وإدانات خليجية وعربية.

وأعربت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، اليوم الأربعاء، عن إدانتها بأشد العبارات هذه التصريحات، ورفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه استناداً للقوانين الدولية ذات الصلة.
وحذَّرت المجتمع الدولي من إمعان الاحتلال الإسرائيلي في الانتهاكات الصارخة التي تقوض أسس الشرعية الدولية، وتعتدي بشكل سافر على سيادة الدول، وتهدد الأمن والسلم إقليمياً وعالمياً.
بدوره، أدان جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الأربعاء، تصريحات نتنياهو بشأن اقتطاع أجزاء من دول عربية، عادّاً ذلك «انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، واعتداء سافراً على سيادة الدول ووحدة أراضيها». وأضاف في بيان أن «مثل هذه التصريحات والمخططات الخطيرة تشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتكشف بوضوح عن النهج الخطير الذي تنتهجه قوات سلطات الاحتلال».
ودعا البديوي المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ موقف حازم «لوقف هذه التصريحات والمخططات الاستفزازية، والعمل على حماية المنطقة من أي إجراءات من شأنها تأجيج التوترات وتقويض فرص تحقيق السلام العادل والشامل».
في السياق، نددت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اقتطاع أجزاء من دول عربية تمهيدا لإقامة ما سماه "إسرائيل الكبرى"، واعتبرت تلك التصريحات "استباحة لسيادة دول عربية ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضافت في بيان "هذه التصريحات تمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي الجماعي، وتحديا سافرا للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية، كما تعكس نوايا توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها".
ودعت الجامعة العربية مجلس الأمن الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤوليته والتصدي بكل قوة لهذه التصريحات المتطرفة التي تزعزع الاستقرار وتزيد من مستوى الكراهية والرفض الإقليمي لدولة الاحتلال".
كما أدان الأردن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بوصفها «تصعيداً استفزازياً خطيراً، وتهديداً لسيادة الدول، ومخالفةً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة، «رفض المملكة الأردنية المطلق لهذه التصريحات التحريضية»، مشدداً على أن «هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني».
وأضاف أن «هذه التصريحات والممارسات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية ويتزامن مع عزلتها دولياً في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين».
وقال القضاة إن «هذه الادعاءات والأوهام التي يتبناها متطرفو الحكومة الإسرائيلية ويروجون لها تشجع على استمرار دوامات العنف والصراع، وبما يتطلب موقفاً دولياً واضحاً بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها ومحاسبة مطلقيها».
وشدد على «ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوراً لوقف جميع الإجراءات والتصريحات التحريضية الإسرائيلية المهدِّدة لاستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين».
من جهتها، أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ورأت قطر، في بيان أصدرته وزارة الخارجية، أن تصريحات نتنياهو «امتداد لنهج الاحتلال القائم على الغطرسة وتأجيج الأزمات والصراعات والتعدي السافر على سيادة الدول والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».
كما أكدت أن «الادعاءات الإسرائيلية الزائفة والتصريحات التحريضية لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية»، مشددةً على ضرورة تضامن
المجتمع الدولي «لمواجهة هذه الاستفزازات التي تعرّض المنطقة لمزيد من العنف والفوضى».
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد صرّح لوسائل إعلام محلية، بأنه يشعر بأنه في «مهمة تاريخية وروحية»، وأنه متمسك «جداً» برؤية «إسرائيل الكبرى».
وتحدّث نتنياهو لقناة «i24» الإسرائيلية، عن «الحلم الإسرائيلي» بوصفه «مهمة أجيال» يُسلمها جيل إلى جيل، وكيف أنه يشعر بأنه في مهمة «روحية وتاريخية» من أجل الشعب اليهودي.
وهنا أهداه المذيع شارون جال (وهو نائب يميني سابق) علبة بها تميمة تحمل خريطة «إسرائيل الكبرى».

قال له المذيع: «لا أهديها لك، فلا أريد توريطك (بسبب قضية الهدايا التي تلاحقه) بل هذه هدية لزوجتك سارة»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل».
وعندما سُئل عمّا إذا كان يشعر بارتباط «بهذه الرؤية» لإسرائيل الكبرى، أجاب نتنياهو: «بالتأكيد»، ولم يُقدّم له الهدية على الهواء.