الوزراء الأكراد يقاطعون جلسات الحكومة العراقية..
بغداد / متابعات :أعلن الوزراء الأكراد في الحكومة الاتحادية في بغداد مقاطعة جلسات مجلس الوزراء احتجاجا على التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي التي اتهم فيها إقليم كردستان العراق بإيواء «الإرهابيين».جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزراء الأكراد أمس الخميس بالعاصمة بغداد بحضور روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية.وانتقد الوزراء الأكراد تصريحات المالكي، وقالوا في بيانهم إنه «من موقع المسؤولية الملقاة على عاتقنا والتزاما بما نؤمن به نعلن عن عدم مشاركتنا في جلسات مجلس الوزراء إظهاراً لاحتجاجنا».وأكد الوزراء أيضا أن الطريق الوحيد لإنقاذ العراق هو العودة إلى الاتفاقات الوطنية العديدة بين مختلف القوى العراقية، مشددين على ضرورة الوصول إلى حكومة وطنية جديدة تمثل كل أبناء الشعب وترضي كافة مكوناته على أساس الالتزام بالدستور ومبادئ الشراكة الحقيقية والتوافق والتوازن، وفق البيان.وجاءت هذه المقاطعة استجابة لدعوة رئاسة حكومة الإقليم التي حثتهم على مقاطعة جلسات مجلس الوزراء، وحثت المالكي على ترك منصبه والاعتذار إلى الشعب العراقي «بدل التغطية على فشله».وكان المالكي هاجم في خطابه الأسبوعي الأربعاء القادة الأكراد، متهما إياهم بإيواء من سماهم الإرهابيين والتكفيريين وعتاة البعثيين.ودعا المالكي القادة الكرد لإيقاف تحويل مدينة أربيل إلى ما سماها غرفة العمليات التي تواصل التخطيط لما سماه الإرهاب، وقال إن هذه المدينة أصبحت قاعدة عمليات لـتنظيم الدولة الإسلامية، وأكد أن العراق لن يقف صامتا إزاء ذلك.ورد المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان العراق أوميد صباح على هذه الاتهامات، وقال إن المالكي «أصيب بالهستيريا».أما رئيس الإقليم مسعود البارزاني فقال في رسالة مطولة للشعب العراقي سرد فيها امتعاض الأكراد من سياسات المالكي، إن بقاء العراق بلدا موحدا سيظل مرهونا بتأمين مصالح مكوناته، ومعافاة الحياة السياسية، وتكريس شرعية السلطات.يشار إلى أن حكومة المالكي اتهمت البارزاني بالضلوع في مؤامرة سقوط مدن ومحافظات في الشمال بيد المسلحين، كما أن رئيس الإقليم دعا برلمانه إلى تهيئة الأجواء والإجراءات القانونية للاستقلال.وتخوض القوات الحكومية مدعومة بمليشيات ومتطوعين معارك ضد مسلحين من العشائر وعناصر من تنظيم الدولة سيطروا على مناطق عدة في الشمال ومدن كبرى مثل الموصل وتكريت، ودخلت قوات البشمركة الكردية كركوك التي زارها البارزاني يوم 26 يونيو الماضي، وتعهد من هناك بأنه لن يتخلى عنها.ميدانياً قالت مصادر عراقية إن المعارك التي تدور حاليا بين المسلحين والقوات الحكومية للسيطرة على مقر عسكري بالقرب من منطقة الصدور شمالي شرقي محافظة ديالى ما زالت مستمرة، وعلى صعيد آخر صد مسلحون هجوما للقوات الحكومية كان يستهدف مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.وأكدت المصادر لموفد الجزيرة نت إلى أربيل لقاء مكي أن المعارك الدائرة للسيطرة على مقر الفيلق الثاني، أوقعت أعدادا متزايدة من القتلى والجرحى من الطرفين.وأضافت المصادر أن مروحية عراقية أطلقت صاروخا بطريق الخطأ أصابت فيه مركبة همر حكومية ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص كانوا بداخلها، من بينهم ثلاثة من أفراد الجيش واثنان من أفراد المليشيات الذين يقاتلون مع القوات الحكومية.وكان مسلحون قد تمكنوا أمس الأول من السيطرة على ناحية الصدور لكنهم فشلوا حتى الآن في السيطرة على موقع عسكري مهم يمثل مقرا كبيرا للقوات الحكومية ويقع في قرية نوفل، شرقي المدينة.وقالت المصادر أن السلطات العراقية قامت بإرسال قوات إضافية إلى المكان مصحوبة بعناصر من المليشيات لتعزيز القوات الحكومية هناك التي تقف عاجزة عن صد المسلحين.وقالت مصادر في مليشيا «عصائب أهل الحق» -التي يقاتل عناصرها مع القوات الحكومية- إنهم شكلوا فرق إعدام لقتل أي من أفراد القوات الحكومية يقوم بالانسحاب من المعارك، مؤكدة أن أفراد الجيش لا يفكرون بالقتال بقدر تفكيرهم بالانسحاب من المعارك.من جانبه قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا -في إيجازه الصحفي اليومي- إن القوات الحكومية تمكنت من قتل 39 ممن سماهم الإرهابيين في المعارك التي جرت في منطقة الصدور.وفي محافظة صلاح الدين، قال شهود عيان إن المسلحين تمكنوا من صد هجوم شنته القوات الحكومية كان يهدف إلى الوصول إلى مدينة تكريت مركز المحافظة.وأضاف الشهود أن قوة عسكرية تحركت في الساعات الأولى من صباح أمس من جامعة تكريت التي تقع شمالي المدينة وتتمركز فيها قوات حكومية، وأن المسلحين اشتبكوا مع هذه القوة وأرغموها على التراجع من حيث أتت.وقالت المصادر إن الاشتباكات أسفرت عن تدمير مدرعتين وأربعة عجلات من نوع همر.وفي بلدة العوجة التي تقع جنوب شرق مدينة تكريت قال شهود عيان إن قوة من المسلحين هاجمت قوات حكومية كانت تحاول عمل سواتر ترابية بين العوجة ومنطقة العوينات التي تقع جنوب البلدة وتتمركز فيها القوات الحكومية.وأضاف الشهود أن اشتباكات جرت بين الطرفين انتهت بانسحاب القوة الحكومية وإعطاب دبابتين وعجلة همر وقتل كل من كان فيهما.وفي تطور آخر، تمكنت قوات البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق، من السيطرة على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا بعد انسحاب القوات العراقية منه، ليصبح أول معبر حدودي بين العراق وسوريا، تسيطر عليه حكومة إقليم كردستان.وقتل سبعة أشخاص وأصيب 24 آخرون في انفجار ثلاث سيارات مفخخة بمدينة الحلة جنوب بغداد، في حين قتل شخص وأصيب 12 في قصف جوي ومدفعي نفذته القوات الحكومية في الفلوجة.وتخوض الحكومة ومليشيات ومتطوعون معارك مع مسلحين من العشائر وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مدن كبرى في شمالي وغربي العراق مثل الموصل وتكريت، وغيرها.