*محمد مثقال الخضر :عائداً إلى (جفرا) .. كغبارٍ ثقيلٍ ..راكدٍ على أوتار العود الفقير في آخر المقهىتنفضني ريشة العازف ، فأتراكم مع (لسه فاكر)..على وقتٍ يبيعه الساهرون للقلق والذكريات ! أنا الغبار الثقيل الذي لازم الوقت حتى صار وقتاً تخسر الريح صحبتي فتصعد وحدها إلى الهدأة العاليةلا أتطاير كما تفعل الخيالات التي تتخلص من براءتـها على حدود الجسد لا أخفق كالأعلام التي تـتـخذ من الهواء وطنًـا لكي توهم الأرض بالاتساعكتلميذٍ بليدٍ ، لا أرفع عن الأرض أسئلتي، فأظل مبعدًا كعلامة استفهام النوافذ هنا لا تدعي النـبـوة، فلا تجيء بالكثير من الضوء والأخبار الصدى .. توكيد لفظي للأنين والصدى .. جدار خجول يعتذر عن امتصاص النغمة الجارحةوحدي .. وزحام .. وهمهمة .. وتائهات جميلات .. وفوضى أتخيل الجدران مرايا لكي أراني لونًـا في اللوحة الباهتة قد أكون صورةً على هذا الجدار يوماً ! قد أصير قصةً تنحت فيها المقاعد وصفًا دقيقًا.. لهواني على الريح ، وقـلـة حيلتي أمام اللحن القديم واثـقاً بالفراغ، أنفي البرد إلى هيكلي العظمي لكي أحمي الدفء في كفي التي أتعبها الانتظار.. ! وأترك حول جسدي حيزًا صالحًا لعناقٍ .. لا يجيء ! أعود غريباً، يحدني من جميع الجهات المكان ، أصير مكانًا أعاقب الشوارع بنسيان أسمائها .. تعاقبني بالأغنيات نتبادل العتاب قليلاً لكي نعثر على سببٍ واضحٍ للبكاءعلى ساحتي تتوارث الأيـام العداوة مع المستحيل لست طرفًـا في تنافس الأحداث على المواعيد أنا المكان العلي الذي تتساقط دونه حقائق الموت وأوهام الخلود تتسابق لكي تـتـبـوأني مفاهيم الهزيمة والانتصار واقف على الحياد، لا تطالني الريح ولا تكتب أسماءها على جبهتي السهام الرابحة!
|
ثقافة
في المقهى العتيق
أخبار متعلقة