معظم دول العالم المتحضر تولي العواصم الاقتصادية اهتماماً اكبر من العواصم السياسية فتجد شهرتها عالميا تفوق شهرت العواصم السياسية وهذا الاهتمام يسهم في رفع مستوى اقتصاد البلد ويشجع الاستثمار فيه ويجذب الشركات و رؤوس الأموال العالمية لتتنافس في استثماراتها في البلد الذي يسهل لها عملها ويوفر البنية التحتية والخدمية المناسبة لاستثماراتها. واليمن دائما استثناء سيئ في هذا المجال فمنذ إعلان عدن كعاصمة اقتصادية وتجارية لم تهيأ لذلك وتفتقد لأبسط المشاريع الحيوية لتحسين خدماتها من كهرباء وماء واتصالات وتوسعة شوارعها لتسهيل حركة المرور فيها وجعلها مدينة جاذبة للاستثمار من خلال سن قوانين خاصة تسهل فرص الاستثمار دون قيود روتينية إدارية مملة وقوانين وسلوكيات طاردة للاستثمار والمستثمرين .عدن اليوم تعاني الكثير مما يجعلها مدينة طاردة للاستثمار والمستثمرين ميناؤها لازال تحت سيطرة نافذين ومجزأ إلى إقطاعيات محتكرة له ومعيقة لنشاطه ولم تعد له سيادته وحريته كمصدر دخل قومي تديره هيئة موانئ خليج عدن كمؤسسة حكومية خالصة مائة في المائة بكوادر مؤهلة ومهنية بعيدا عن السياسة والبحث عن شركات منافسة له لإدارته والتخريب المتعمد الذي لحق بكل مرفقاته الهامة التي تقدم الخدمات الضرورية للسفن كشركة أحواض السفن وشركة الملاحة وشركة تزويد السفن بالطاقة من بنزين وزيت ومشتقاتهما هل ممكن أن نستشعر نحن أبناء هذه المدينة الاقتصادية اهتمام الدولة برفدها بمشاريع تعيد لها مكانتها الدولية كميناء حر ومركز تجاري هام في المنطقة والعالم لينافس بقوة موانئ العالم ويستقبل السفن التي تتمنى ان يعود عدن لموقعة الاستراتيجي الهام وطبيعته الخصبة ليكون في مستوى رفيع وراق ليقدم لها الخدمات ويربط الشرق بالغرب .عدن منذ أكثر من ثلاثين عاما لم تطور خدماتها التوليدية للكهرباء والماء الخدمة الضرورية للاستثمار بل تعاني محطاتها التوليدية من التدهور والتآكل والإعطاب المستمرة وما تم عبارة عن ترقيعات وإصلاحات أفاد الفاسدين ولم يفد المدينة وها هي عدن كغيرها من المدن اليمنية تعيش معظم وقتها بالظلام ويفتقد معظم سكانها للمياه النقية الصالحة للشرب .كذلك تعاني عدن من اختناق مروري مرعب ومعيق لحركة السيارات حتى المشروع الحيوي للخط البحري الذي يربط أحياءها الشمالية بالجنوبية غير مفيد ما دام نهايته عنق كالتكس الخانق لم تحظ عدن بجسر معلق ونفق ارضي واحد في مصدر اختناق حركة المرور كدوار كالتكس او الغزل والنسيج في الشيخ عثمان والمنصورة او دوار البنوك في كريتر بينما الزائر لصنعاء يجد كل عام تشيد جسور وأنفاق لا حصر لها تفوق احتياجات المدينة ما يعكس الاهتمام المتزايد والملحوظ للعاصمة السياسية عن العاصمة الاقتصادية والتجارية المهملة هل هذا متعمد أم سوء تخطيط أم عدم وجود رؤية مستقبلية سليمة للمجلس المحلي للمحافظة ولا توجد ضمن خططه المعدة لاستيعاب مشاريع استراتيجية لتهيئة المدنية كمركز تجاري واقتصادي المطلوب منها اليوم بذل كل ما بوسعها بوضع الخطط والإجراءات الكفيلة لتهيئة المدينة وتطويرها واستعادة مجدها كميناء حر ومركز تجاري واقتصادي في البلد وتنشط مشاريعها المتعثرة والتي اشرنا لها في بعض مقالاتنا دون أن نلمس اهتماماً يذكر كمشروع إعادة سفلتة حي ريمي المنصورة بلوكي 60 و 61 الذي لازال متعثراً بعد أن تم جرف وقشط الطرقات القديمة لإعادة سفلتتها ولها ستة أشهر أو أكثر منذ ان توقف العمل فيها حيث تركت خراباً وأكوام حجارة أعاقة حركة الساكنين وخربت سياراتهم رغم متابعاتهم التي لم تلق تجاوباً من قبل مديرية المنصورة .كنت في صنعاء و وجدت كثيرين يعتقدون أن الجنوب وعدن مركز اهتمام القيادة السياسية وان كل القرارات المعلنة قد نفذت على الواقع وفي هذا الصدد نحن لا ننكر ان مخرجات الحوار قد أنصفت الجنوب وقضيته وجبر الضرر الذي لحق به من آثار وتداعيات حرب 1994م الظالمة ولا ننكر أيضا اهتمام القيادة السياسية والسعي لتنفيذها على الواقع لكنها لازالت وإجراءاتها تسير ببطء شديد كجزء من الوضع العام للبلد ولازال ناهبو عدن جزءاً من العائق الأول في تنفيذ هذه الإجراءات ولم تستعد عدن شيئاً يذكر من مؤسساتها وبنيتها التحتية التي دمرها الفساد إن عدن تحتاج لمزيد من الاهتمام وجرع تنموية متتالية لتستعيد موقعها المتقدم بين الموانئ العالمية وهي مسئولية الجميع وكل من يحب عدن واحتضنته ذات يوم وكانت مصدر خير للجميع فلتتكاتف الجهود من كل الأطياف السياسية والفكرية لنعيد لعدن تاريخها العريق في المنطقة والعالم لتكون مصدر خير ورزق للوطن.
|
آراء
لتتبوأ عدن موقعها العريق اقتصاديا
أخبار متعلقة