لن تستطيع خمس مقاتلات «سوخوي ٢٥» قديمة ونصف عمياء كما يصفها الخبراء، ان توفّر لنوري المالكي فرصة تحسين اوضاع جيشه المنهار، لكنها تستطيع تزويده الذرائع للتمسك بموقفه والاصرار على البقاء رئيساً للحكومة مرة ثالثة.هذا يعني استفحال الأزمة، فحتى الزعماء الشيعة العراقيين وفي مقدمهم المرجع علي السيستاني، يرفضون بقاء المالكي قبل ان يرفضه الزعماء السنة والأكراد اضافة الى كل عواصم العالم، باستثناء طهران التي طالما تبنّته كموظف امين يرعى مصالحها ولو على حساب العراق !المؤسف اننا بدأنا نسمع عن البراميل المتفجرة تلقى في العراق بعدما دمّرت سوريا، بما قد يعني ان مخطط التفتيت يسير وفق السيناريو المرسوم، فاذا كان المالكي مصراً على البقاء بما سيفشل اي حل سياسي، واذا كان مسعود البارزاني يلوّح بالقتال حفاظاً على كركوك وعلى اقامة الدولة الكردية، فليس من الواضح ما هي مصلحة الاميركيين في الانخراط في قتال سيجرّهم الى تكرار الاخطاء الافغانية !الجنرال جي غارنر الذي كان في العراق أبلغ «سي ان ان» بالحرف «ان المالكي عميل إيراني يريد منا ضرب «داعش» ليجني المكاسب السياسية لنفسه ولرعاته في طهران»، والجنرال ديفيد بترايوس يحذر واشنطن من «تحويل سلاح الجو الاميركي في هذه الظروف الى سلاح يقاتل السنّة الى جانب الشيعة، لأن ارهابيي«داعش» الذين يبرزون في الواجهة ليسوا اكثر من 15 ٪ من مقاتلي العشائر السنّية الذين حملوا السلاح ضد سياسات الإقصاء والإجتثاث التي مارسها المالكي وبتشجيع من ايران»!وعلى رغم وصول بعض الخبراء العسكريين الاميركيين الى العراق وعدد من الطائرات من دون طيار وإعلان «البنتاغون» عن الجهوزية لشن عمليات عسكرية ضد «داعش»، هناك في كواليس البيت الابيض من يحذّر من تورط اميركي في الميدان في افغانستان عراقية - سورية، وهو ما اعلنت السعودية معارضته داعية الى حل سياسي عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي اخطاء المالكي وخطاياه، على ما اعلن السيستاني ومقتدى الصدر وعمّار الحكيم وكذلك هوشيار زيباري الذي يريد فيديرالية تمنع التقسيم وتعطي المكونات العراقية فرصة افضل للعمل والتفاهم!المثير ان المرشد علي خامنئي اعلن في 22 حزيران الماضي انه يعارض التدخل الاميركي في العراق بينما كان رجله المالكي يدعو الاميركيين صراحة الى التدخل لوقف الانهيار المريع الذي اصاب جيشه، ثم كرت سبحة من الدعوات الايرانية، لا الى التطوّع للقتال فحسب بل للاستعداد «لمنع وقوع عاشوراء اخرى» في كربلاء اخرى كما قال محسن رضائي قبل يومين... علماً ان إبعاد المالكي يبعد الحرب والتقسيم المخطط لهما كعاصفة تجتاح المنطقة كلها من سوريا الى العراق وصولاً الى ايران والخليج!
أفغانستان عراقية - سورية؟
أخبار متعلقة