[c1]حشد وثأر ضد غزة[/c]استحوذت المواجهات في القدس المحتلة على اهتمامات الصحف الإسرائيلية الصادرة الخميس، فقد حذرت من احتمال تزايد عقلية الثأر وفقدان السيطرة بعد خطف الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير من قبل مستوطنين وقتله، وهو ما قد يفضي إلى اندلاع انتفاضة جديدة.كما رفضت معظم الصحف الإسرائيلية التمييز بين السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محاربة ما تسميه الإرهاب، وتطرقت إلى الخيارات المتاحة لضرب حركة حماس في غزة. فبعد إشارتها إلى اختطاف أبو خضير ومحاولة اختطاف طفل آخر، قالت صحيفة هآرتس إن جموعا يهودية ثائرة خرجت إلى شوارع القدس وبدأت تطارد العرب وتهتف «الموت للعرب»، وترفع شعارات أخرى بذيئة وعنصرية.وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أن «نشطاء اليمين.. يهزؤون بمساعي إدارة حرب مركزة ضد نشطاء إرهاب عرب.. والتخوف الأكبر هو من أن تؤثر هذه العصابات على مزاج الحكومة بما يدفعها إلى اتخاذ خطوات متطرفة لإرضاء نزعة الثأر لديهم».[c1]فجوة كبيرة[/c]وشككت الصحيفة في أن يقوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باتخاذ قرارات متوازنة وموضوعية في المداولات الليلية للمجلس الوزاري الأمني المصغر بخصوص الرد اللازم ضد حماس، مشيرة إلى «فجوة كبيرة بين إدارة المداولات والسيطرة على الأحداث».من جهتها وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت ردة فعل الشبان المقدسيين على استشهاد أبو خضير بأنها «أعمال شغب»، مضيفة أن الحديث عن «انتفاضة ثالثة» تكرر أمس (الأول) كثيرا. وطالبت كلا من بنيامين نتنياهو ومحمود عباس بأن يفعلا كل ما يستطيعان للحفاظ على إنجازهما الواحد والوحيد وهو الاستقرار.وتضيف أن هناك الكثير من المشترك بين نتنياهو وعباس، فكلاهما يقول إنه يطلب السلام، وكلاهما غير مستعد لدفع ثمن السلام، وكلاهما يبغض العنف.وفي ذات الصحيفة تحدث الكاتب درور يميني عن وجود «جهاد يهودي في هامش هامش اليمين الإسرائيلي»، مطالبا إسرائيل «بمحاربته كما تحارب الجهاد الإسلامي».ويقتبس الكاتب عن رئيس المدرسة الدينية الحاخام إسحق غينسبورغ أن «الانتقام رد طبيعي وعفوي يقوده الشعور بأنه ما لم توجد القوة لضرب من أضر بي فلا نهضة لي»، مضيفا أن هذا الكلام البغيض لم يكتبه أحد من قادة حماس، بل كتبه حاخام إسرائيلي.في صحيفة «إسرائيل اليوم» بدا الكاتب رون برايمن الأكثر تطرفا، حيث دعا إلى أن لا يقتصر الرد الإسرائيلي على مقتل المستوطنين الثلاثة على حركة حماس وإنما على السلطة الفلسطينية أيضا، داعيا إلى عدم التفريق بين فلسطينيين أخيار (السلطة الفلسطينية) وفلسطينيين أشرار (حماس) «فكلاهما سواء».كما طالب برايمن بأن يبدأ رد إسرائيلي مناسب وكبير للتحرر من جمود تقسيم العدو المتكلف إلى «أخيار» و«أشرار»، في حين يشترك هؤلاء وأولئك في الهدف نفسه وهو محو إسرائيل من الخريطة.[c1]حشد بغزة[/c]وفي صحيفة يديعوت أحرونوت أيضا كشف المراسل العسكري أليكس فيشمان أن الضربات العسكرية الإسرائيلية لحركة حماس تستهدف تغيير ميزان القوى واستعادة الردع، وليس العقاب فقط.وأضاف فيشمان تحت عنوان «لحظة حماس الحرجة» أن المجلس الوزاري لا يزال مترددا، ولكن في قيادة المنطقة الجنوبية يحشدون القوات أمام قطاع غزة ونشرت قوات بحجم كبير والهدف «أن يرى العدو».وأشار الكاتب إلى نقل بعض من الوحدات التي عملت في التفتيش عن المستوطنين في الضفة إلى جبهة غزة، إضافة إلى قوات مدرعة.ولكن بحسبه فإن «توصية جهاز الأمن للمجلس الوزاري هذه اللحظة هي استعراض القوة والاستعداد، وليس تحطيم الأواني»، مشيرا إلى أن أساس الجهد العسكري استخباري وجوي.ووصف الكاتب حركة حماس بأنها «في لحظة حرجة جدا»، معتبرا أن القطاع «منطقة دموية مصابة بالفوضى، مليئة بالعصابات المستقلة التي تسيطر على الشارع، دون حكم مركزي ناجع يمكنه أن يشكل عنوانا»، مؤكدا أنه على هذه الخلفية اجتمع المجلس الوزاري ثلاث مرات حتى الآن لبحث رد مناسب ضد حماس.[c1]درجات الهجوم[/c]في السياق ذاته تساءل عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس: هل يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يثبت للضغوط عليه التي ترمي إلى تشديد العقاب على قطاع غزة، وهو ما قد يجره إلى معركة عسكرية طويلة مع حماس؟وحسب الكاتب فقد حذر قادة جهاز الأمن «من رد غير مسؤول في القطاع قد يفضي إلى مواجهة عسكرية مستمرة مع حركة حماس».وأشار إلى ثلاث خطط مطروحة للهجوم وهي: قصف مكثف لمقرات قيادة يرمي إلى إحداث نوع من الضجة، مع محاولة عدم إيقاع خسائر في الأرواح، وضرب البنية التحتية لصنع وتخزين القذائف الصاروخية للمدى المتوسط في حوزة حماس والجهاد الإسلامي، أو هجمة تصفيات مركزة لكبار قادة المنظمات.أما عن موقف نتنياهو فيوضح الكاتب أنه يعلم أن اختيار الدرجة الثانية أو الثالثة يمكن أن يجره إلى صدام عسكري مع حماس يتوقع أن يشمل إطلاق عدد كبير نسبيا من الصواريخ على إسرائيل.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة