المالكي يعرض عفواً «مشروطاً» على مقاتلي العشائر..
بغداد / متابعات :عرض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس الأربعاء، العفو عن العشائر التي قاتلت الحكومة باستثناء الذين قتلوا وسفكوا الدماء.وأضاف في كلمة أسبوعية تلفزيونية أنه يعرض العفو عن كل العشائر ويطلب من كل الناس الذين ارتكبوا أعمالاً ضد الدولة العودة إلى رشدهم، حيث سيكونون محل ترحيب.وقال المالكي إنه يأمل التغلب على التحديات التي تعرقل تشكيل حكومة جديدة بعد يوم من انتهاء جلسة البرلمان الأولى من دون التوصل لاتفاق بشأن تشكيل الحكومة.وفشل البرلمان العراقي في اختيار رئيس له وكانت جلسة البرلمان قد رفعت حتى الثلاثاء المقبل، وأفادت مصادر لـ«العربية» أن النواب العراقيين اتفقوا على عدم العودة إلى الجلسة حتى الاتفاق على مرشح رئيس البرلمان ونائبيه.ورفض المالكي استغلال إقليم كردستان للأوضاع الجارية في البلاد، وفرض سيطرته على الأراضي المتنازع عليها في شمال البلاد، معتبراً أنها تصرفات «مرفوضة» و«غير مقبولة».وقال «ليس من حق أحد أن يستغل الأحداث التي جرت لفرض الأمر الواقع كما حصل في بعض تصرفات إقليم كردستان»، في إشارة إلى سيطرة أربيل على محافظة كركوك الغنية بالنفط ومناطق شمال ديالى. وأوضح أن «هذا أمر مرفوض وغير مقبول».وكان رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، قد أكد الجمعة أن سيطرة الأكراد على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها مع بغداد أمر نهائي بعدما اعتبر أن المادة 140 من الدستور الخاصة بهذه المناطق «لم يبق لها وجود».وأكد بارزاني عزم الإقليم على إجراء استفتاء لسكان كركوك ومناطق أخرى، مشدداً على أن هذه المناطق «كردستانية» رغم القبول سابقاً بالمادة 140 من الدستور العراقي والمتعلقة بكركوك.ميدانياً قصفت مروحيات تابعة للجيش العراقي فجر أمس الأربعاء مقر المرجع الشيعي الصرخي الحسني في كربلاء (جنوب) وسط اشتباكات بين أنصاره والقوات الحكومية سقط فيها قتلى وجرحى. وفي الأثناء قتل مدنيون في قصف جوي على الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي بغداد.وقالت مصادر عراقية للجزيرة إن قصف المقر جاء بعدما دهمت قوات تابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي مكاتب المرجع الصرخي في محافظتي كربلاء والديوانية بعد رفضه فتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني بقتال مسلحي العشائر والمجموعات الأخرى التي تقاتل قوات الحكومة.وبثت بعض المواقع على الإنترنت صورا لإحراق آليات عسكرية. وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة وجرح عشرات، حسب مصادر المرجع الصرخي.ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية وشهود عيان أمس الأربعاء أن الاشتباكات كانت بسبب عدم سماح الشرطة العراقية لهم بأداء الصلاة في مرقد الإمام الحسين وسط كربلاء.وقالت المصادر إن اشتباكات اندلعت الليلة الماضية واستمرت حتى فجر أمس في منطقة سيف سعد وإن الحكومة المحلية في المحافظة أعلنت حظرا شاملا للتجوال في المحافظة.وعلى صعيد آخر قالت مصادر طبية عراقية إن مدنييْن قتلا وأصيب تسعة آخرون، بينهم نساء وأطفال، بقصف مروحيات الجيش العراقي على الأحياء السكنية في الفلوجة غرب بغداد.وأضافت المصادر أن المروحيات استخدمت البراميل المتفجرة في القصف الذي تركز على حيي الأندلس غربي المدينة والمعلمين الثانية شماليها وألحق القصف أضرارا بالمنازل والمحال التجارية.وكانت أحياء مدينة الفلوجة قد شهدت أمس الثلاثاء أيضا قصفا عشوائيا أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة عشرة آخرين.وأكد الطبيب أحمد الشامي في مستشفى الفلوجة أن قوات الجيش قصفت وبشكل عشوائي بالصواريخ والراجمات والبراميل المتفجرة مناطق مختلفة من الفلوجة، منها أحياء جبيل والعسكري والمعلمين والضباط والجغيفي.وأضاف أن القصف ألحق أضرارا مادية كبيرة بتسعة منازل، فضلا عن تدمير 14 محلا تجاريا، مع استهداف ثلاثة مساجد، وإلحاق أضرار مادية بالمباني الحكومية والمدنية، وتفجير محطة توليد الطاقة الكهربائية في الصقلاوية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.وفي منطقة الشرقاط شمال بغداد، أفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن طائرات عراقية قصفت فجر أمس الأربعاء حيا سكنيا مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 25 آخرين وإلحاق أضرار بعدد من المنازل.وتستعد القوات العراقية لإدخال طائرات «سوخوي» الروسية في معاركها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ومسلحي العشائر، في وقت تدرس فيه «أهدافا مهمة» مع المستشارين العسكريين الأميركيين الذين وصلوا العراق الأسبوع الماضي لمساعدة هذه القوات في وقف زحف المسلحين.