عندما فكرت في كتابة هذه المقالة خطر في بالي سؤال كان قد طرحه وأجاب عليه الدكتور منيف الرزاز ، فعدت إلى ما كتبه في كتيب بعنوان السبيل إلى تحرير فلسطين والسؤال الذي طرحه الدكتور منيف هو: هل ثمة سبيل لتحرير فلسطين عبر الحلول السياسية ؟." يقول إن الحلول السياسية لأي مشكلة في حقيقتها ، ليست إلا انعكاساً لحقيقة القوى الفاعلة في هذه المشكلة في زمان ومكان محددين. إن أي حل سياسي لقضية الفلسطينية في أي وقت هو انعكاس لميزان القوى ، وليس انعكاساً لأي قيمة من قيم العدالة او الحق أو السلام التي تتضمنها تلك القضية إلا بالقدر الذي تنعكس فيه هذه القيم بشكل قوى تعبر عنها وتتحدث باسمها .نحن نعرف جيداً أن المفاوضات مع إسرائيل للبحث عن الحل السلمي جاء وأرض فلسطين كلها محتلة بالإضافة إلى أجزاء من دول عربية محيطة بفلسطين وفي وقت تقدم فيه أمريكا كل الدعم لإسرائيل وفي وقت تشعر فيه إسرائيل بالعجز العربي الرسمي لذا جاءت نتائج الحل الرسمي انعكاسا لهذا الحقائق.وما دام الحل السلمي مجرد انعكاس لحقيقة القوى الفاعلة في القضية فلابد من طرح موضوعه جانبا والتركيز على هذه القوى في حقيقتها هذا ما أكد عليه الدكتور منيف الرزاز أيضاً.إسرائيل ليست دولة فحسب لتكون مواجهتها عن طريق الحرب الكلاسيكية فقط ، هي قبل كل شيء استعمار استيطاني ، نقيض الاستعمار هو الثورة الشعبية الثورة هي الرد الحاسم على الاستعمار والثورة وحدها من تتيح للجماهير الشعبية أن تستغل قدراتها الذاتية في المقاومة بالاعتماد على ابسط الأسلحة والوسائل ، الثورة غير قابلة للهزيمة عسكرياً والثورة قادرة على بعث الطاقات الجماهيرية بعثاً قوياً.الثورة هي الرد على تحدي الاستعمار وإسرائيل أبشع أنواع الاستعمار، فلابد للثورة من أن تستمر ، الثورة الفلسطينية التي قادتها منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها الوطنية و المسلحة والثورة الفلسطينية التي ألحقت الهزائم في كثير من المحطات بجيش الاحتلال الصيهوني ، الثورة الفلسطينية التي طاردت العدو في كل مكان وجعلته لا يعرف الأمان لا هو ولا من يقف وراءه هي وحدها القادرة اليوم أن توقف الاعتداءات الصهيونية المتكررة على مدننا وقرانا في قطاع غزة والضفة الغربية . الانتفاضة الأولى والثانية لشعبنا داخل الوطن المحتل مثل يجب ان يحتذى به وعلينا أن نسارع في انتفاضة ثالثة تمهد لثورة فلسطينية عارمة تعيد لمنظمة التحرير ولبرنامجها الكفاحي الاعتبار .لن نكون وحدنا بالانتفاضة ولا في الثورة ، فجماهيرنا العربية اليوم أكثر وعياً بقضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
|
آراء
تعالوا نصنع الانتفاضة قبل فوات الأوان
أخبار متعلقة