برزت ثقافة الكراهية كظاهرة توسع مداها على مستوى الوطن واتخذت طابع العنصرية يمارسها البعض عن جهل وعدم دراية وإدراك أبعادها ومخاطرها القصيرة والطويلة ويروجها آخرون من أجل تحقيق أجندة سياسية حتى اصبحت تشكل حالة صدامية ومواجهات بين الفينة الأخرى في أوساط المجتمع بدون حلول وفي مقدمتهم الشباب، حاملين ثقافة موروثة بهدف إبعاد الشعب عن القضايا الاساسية والمشروعة ومحاولة زرع بؤر التوتر والفرقة بدرجة أساسية لدى أبناء الوطن في حين استغلت الدعايات كافة التناقضات لشق التحالفات الوطنية والثورة السلمية من اجل الوصول إلى أهدافها السياسية والمشاريع المشبوهة والعمل بين العوام وذوي التعليم المحدود على وجه الخصوص فيما كانت تنهب الثروات على قدم وساق وبث روح العنصرية المنبوذة أخلاقياً وشعبياً والتي لم نعتد على سماعها قبل قيام الوحدة المباركة عام 1990، وهي مسميات مناطقية تفوح منها رائحة النعرات القبلية يمارسها البعض في سلوكه اليومي حتى اصبحت وسيلة ابتزاز رخيصة يتم الترويج لها وصار تقسيم الشعب بين شمالي وجنوبي وفرز المجتمع على أساس المنطقة الجغرافية وغرس ثقافة الكراهية والمسألة في الأخير هي سياسية بامتياز.ولا أدري بأي حق وصلاحية وبأي اسم يتحدثون ومن الذي اعطاهم الحق بذلك، ثم ما حاجتنا في الأصل إلى هذه التسميات غير المرغوب فيها شعبياً، ثم ألا يعلم هؤلاء النفر ان المجتمع يتوزع فيه الناس سياسياً وليس جغرافياً للتعبير عن آرائهم في ظل الحريات العامة والديمقراطية والحزبية وبالتالي من الصعب معرفة أصول الناس حتى من خلال فحص الجينات الوراثية البشرية واصبح البعض يلعب بالنار بازدواجية مفرطة على المستوى المحلي في الساحة، علماً أنه في جنوب اليمن قبل الاستقلال عام 1967م، استوعبت عدن كافة الجنسيات من العالم عربية أجنبية للعيش فيها، وافرزت أجيالاً من كل جنسية قبل أكثر من مائة عام حتى اختلطت الانساب والانجاب وصار كل مولود له أصوله الخارجية والداخلية والحقيقة ان الإنسان ابن بيئته مهما كان مرجعه وأصوله، وهذه مسائل معروفة تقرها الأعراف الدولية والقانونية في العالم خاصة إذا ما عرفنا ان الشعب في الجنوب عندما طرد الاستعمار البريطاني بعد احتلال دام (129) عاماً ونال الاستقلال الوطني يعود نجاحه الأساسي إلى التفاف الشعب بكل فئاته الجغرافية والسياسية من مختلف نواحي اليمن حول قيادته المشهود لها بالحكمة والعقل الرشيد بالرغم من صغر سن الثوار القدامى والدين لميكونوا يعرفون حينها التمايز من أي نوع المخل بالتوازنات والمكونات التنظيمية والسياسية، وبدون مقدمات ترى من يطرح عليك السؤال من فين أنت؟! الذي يدل على البحث عن هويتك، تلك الممارسات التي يقوم بها اليوم العديد من الشباب غير الواعي والذي لا يدرك ابعاد تصرفاته الطائشة ولا يعمل لها أي حساب وهناك عناصر تشوه نظام الدولة المدنية عن وعي وغير وعي ما جعل الحابل يختلط بالنابل على الناس وفرض الأمر الواقع في أجواء غير مألوفة وظاهرة العنصرية هدفها عرقلة مسيرة النضال والنهوض بمعركة البناء، لذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق القيادات التي ينبغي لها ان تعمل على التوجيه والتوعية بحزم وصرامة خشية وجود اختراقات تقف وراءها عناصر قوى التآمر والخيانة التي تسعى دائماً إلى تشتيت حقوق المناضلين من الشرفاء ومحاولة إفشال مسيرة الثورة الاجتماعية من الداخل التي حققت نجاحاً بارزاً وسوف يواجه كل من يتطاول عليها بكل ما لديه من إمكانيات فالثورة ليست ملكية خاصة لأحد، بل هي ثورة الشعب اليمني قاطبة .. فهل لنا من دروس وعبر نمسك بها في تجربة الثوار أصحاب التحالفات الوطنية السياسية والجغرافية في اليمن الواحد.
|
آراء
ثقافة الكراهية
أخبار متعلقة