بغداد/متابعات :دخل الصراع حول مدينة الموصل شمال العراق فصلا جديدا بلجوء القوات الحكومية العراقية للقصف الجوي من أجل استعادتها من أيدي المسلحين، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في حين تتواصل المواجهات على الأرض بين القوات الحكومية والمسلحين في مدينة تكريت -شمال بغداد- والتي كانت بدورها قد سقطت في الأيام الماضية بأيدي المسلحين.وأفاد مراسل الجزيرة في مدينة أربيل بكردستان العراق بأن القوات الحكومية قصفت مرتين منطقة تعد مجمعا للمستشفيات الحكومية في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد. وقالت مصادر محلية إن القصف أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين.وأوضح مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد أن هذا القصف يعد الأول منذ خروج القوات الحكومية من مدينة الموصل عقب سيطرة مسلحين عليها، وأوضح أن هذا القصف يعتقد أنه تم بطائرات «أبابيل» الإيرانية.من جهة أخرى، قالت مصادر طبية بمدينة الموصل إن تسع جثث مصابة بطلق ناري في منطقة الرأس والصدر عُثر عليها في حي الطيران جنوبي المدينة. وأضافت المصادر أن الجثث كانت موثقة الأيدي ومعصوبة العيون لحظة العثور عليها.واندلعت منذ نحو أسبوعين مواجهات واسعة النطاق في العراق بين مسلحين من أبناء العشائر ومعهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة والقوات الحكومية المدعومة من مليشيات ومتطوعين من جهة أخرى.وتمكن المسلحون من السيطرة على مناطق واسعة شمال بغداد، على رأسها مدينتا الموصل وتكريت، إضافة لمناطق بغربي العراق ومعابر حدودية مع سوريا والأردن.في هذه الأثناء، يتواصل القتال في مدينة تكريت -كبرى مدن محافظة صلاح الدين- بين القوات الحكومية التي أطلقت عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على المدينة مدعومة بغطاء جوي كثيف، حسب ما أفاد به مصدر عسكري رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية.وقال قائد عمليات سامراء الفريق الركن صباح الفتلاوي «إن قوات أمنية من النخبة ومكافحة الإرهاب معززة بالدروع والدبابات والمشاة ومسنودة جوا انطلقت من سامراء صوب تكريت».ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري بارز قوله إن «قوات طيران الجيش تنفذ عمليات قصف مكثف تستهدف المسلحين في مدينة تكريت بهدف حماية القوات التي تسيطر على جامعة تكريت».وأضاف المسؤول العسكري أن «تحقيق التقدم في مدينة تكريت يؤمّن الطريق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، إضافة إلى السيطرة على الأرض باتجاه محافظة ديالى».وكانت القوات الحكومية سيطرت الخميس على جامعة تكريت الواقعة شمالي المدينة بعد عملية إنزال قامت بها قوات خاصة أعقبتها اشتباكات، حسب ما أفادت به مصادر مسؤولة، لكن مركز إعلام الربيع العراقي أفاد بإسقاط طائرتين للجيش الحكومي بنيران دفاعات المسلحين في جامعة تكريت.وفي محافظة بابل جنوب البلاد، قال قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن عشرات ممن سماهم «الإرهابيين» لقوا حتفهم في المحافظة.وأضاف عطا أن القوات الحكومية استطاعت قتل 25 مسلحا، وحرق 34 مركبة محملة بالأسلحة في منطقة منصورية الجبل شمال شرق ديالى.ويعتزم زعماء الأحزاب السياسية العراقية إجراء محادثات حساسة قد تطيح برئيس الوزراء نوري المالكي بعدما دعا المرجع الشيعي الأعلى في البلاد علي السيستاني إلى اختيار رئيس وزراء جديد قبل انعقاد البرلمان يوم الثلاثاء المقبل، في وقت تزداد فيه الأوضاع الأمنية تفاقما في ظل سيطرة المسلحين على مناطق واسعة شمالي وغربي البلاد.وتناشد القوى الكبرى تشكيل حكومة عراقية شاملة لا تهيمن عليها الطائفية لمواجهة تقدم المسلحين الذين سيطروا على عدة مدن، بينها الموصل (شمال) وتكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين، ومناطق واسعة في محافظة الأنبار غربي البلاد.وفي تدخل سياسي مفاجئ قد يشير إلى نهاية فترة تولي المالكي للمنصب بعد ثماني سنوات، حث السيستاني الكتل السياسية على الاتفاق على رئيس للوزراء ورئيس للبلاد ورئيس للبرلمان قبل انعقاد البرلمان المنتخب في بغداد يوم الثلاثاء المقبل.وقال نائب عراقي ومسؤول سابق في الحكومة ينتمي إلى الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم أحزابا شيعية إن «الأيام الثلاثة المقبلة مهمة للغاية للتوصل إلى اتفاق لدفع العملية السياسية إلى الأمام».وأضاف النائب -الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية الموضوع- أنه يتوقع مطلع الأسبوع عقد اجتماعات داخلية للأحزاب المختلفة، وجلسة أوسع للائتلاف الوطني تشارك فيها قائمة دولة القانون التي يتزعمها المالكي، ومن المقرر أن تجتمع بعض الأحزاب السنية أيضا في وقت لاحق أمس السبت.وسيجعل دخول السيستاني في المعادلة بقاء المالكي على رأس الحكومة صعبا، وبعث السيستاني رسالته بعدما فشل اجتماع للفصائل الشيعية بما في ذلك ائتلاف دولة القانون في الاتفاق على مرشح لتولي منصب رئيس الوزراء.في المقابل، قال حلفاء المالكي إن دعوة السيستاني لاتخاذ قرار سريع لم يكن الهدف منها تهميش رئيس الوزراء، وإنما الضغط على الأحزاب السياسية حتى لا تطول العملية في وقت تتعرض فيه البلاد لخطر التقسيم، لكنهم أقروا في الوقت نفسه بأن سياسات المالكي لا ترضي السيستاني.الى ذلك قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن طائرات أميركية حربية تقوم بعمليات تحليق فوق العراق، مشيرين إلى أن الهدف من هذه الطلعات هو جمع المعلومات وضمان سلامة الأفراد الأميركيين على الأرض في العراق وليس تنفيذ ضربات.وصرح المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي للصحفيين قائلا «ما أقوله لكم هو أن طائراتنا سواء بطيار أو بدون طيار مستمرة في التحليق فوق العراق بناء على طلب الحكومة العراقية، ومعظم طلعاتها لأغراض الاستطلاع، وبعض هذه الطائرات مسلح».وأضاف كيربي أن تسليح بعض هذه الطائرات يأتي «لأسباب تتصل بحماية القوات بعد أن أرسلنا إلى البلاد بعض المستشارين العسكريين الذين سيكون هدفهم العمل خارج حدود السفارة».وأكد أن العراق طلب ثمانمائة صاروخ «هيلفاير» جو/أرض الذي يمكن طائرات الهليكوبتر من استهداف الدبابات وغيرها من المركبات المدرعة، بالإضافة إلى مئات من صواريخ «هيلفاير» التي ستسلم للبلاد في الأسابيع القادمة، وأوضح أن «العمل يجري بينما نتحدث».وزادت الولايات المتحدة عدد الطلعات الجوية الاستطلاعية سواء بطائرات بطيار أو بدون طيار إلى ما بين 30 و35 في اليوم، في محاولة منها لمساعدة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على صد تقدم المسلحين، ومن بينهم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.وبعد أكثر من عامين ونصف العام من انسحاب القوات الأميركية، استبعد البيت الأبيض إرسال قوات للقتال في العراق، لكنه أرسل 180 مستشارا عسكريا، وقال إنه سيدرس القيام بضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الذين يسيطرون -إلى جانب جماعات مسلحة أخرى تضم ثوار العشائر- على مدن وبلدات في شمال وغرب العراق.وقال مسؤولون أميركيون إن معلومات المخابرات الأميركية بشأن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية تتحسن، «لكن استكمال صورة مفصلة للتهديد سيستغرق أسابيع»، وأضافوا أن أي ضربات محتملة لا تبدو وشيكة.وفي الأثناء، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري -في جدة عقب لقائه رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا- قوله إن «المعارضة السورية المعتدلة بإمكانها لعب دور مهم في صد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ليس فقط في سوريا بل في العراق أيضا».
قتلى بقصف الموصل ومواجهات مستمرة في تكريت
أخبار متعلقة