واشنطن لن تشن غارات ولندن لن تتدخل عسكريًا..
بغداد / متابعات :أعلن في بغداد أمس عن تشكيل قيادة أميركية عراقية وغرفة عمليات مشتركة لمواجهة المسلحين بالتزامن مع وصول 90 مستشارًا أميركيًا إلى العراق وانتشارهم على مسارح العمليات العسكرية فيما يتوجه 50 آخرون إلى بغداد حاليا.وجاء تشكيل قيادة عراقية أميركية موحدة وغرفة عمليات مشتركة خلال اجتماع عقده في بغداد أمس الاربعاء قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري مع فريق الخبراء الأميركي الذي وصل إلى بغداد وبدأ انتشاره في مناطق عمليات لبحث سبل التعاون وتنسيق العمل الأمني خلال الفترة المقبلة. وقالت قيادة عمليات بغداد إن «اجتماعا مشتركا عقد بين قائد عمليات بغداد وفريق الخبراء الأميركي تم خلاله بحث سبل التعاون وتنسيق العمل الأمني المشترك خلال الأيام المقبلة».وأشار مسؤول عسكري في القيادة إلى أنّه تم الاتفاق خلال الاجتماع على إنشاء قيادة مشتركة من خلال غرفة عمليات تنسق للعمل الأمني بين الطرفين . كما استعرض الشمري والمستشارون الأميركيون الخطط الأمنية الخاصة بحماية العاصمة العراقية بغداد من محاولات المسلحين اقتحامها.وجاء الاجتماع مترافقا مع وصول مستشاري وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إلى بغداد انتشر عدد منهم في مواقع أمنية لتقديم المعونة والاستشارة للقطعات العسكرية العراقية لمواجهة التنظيمات المسلحة.وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق، عن وصول 90 مستشارا عسكريا إلى بغداد لمساعدة الجيش العراقي في مواجهاته للمسلحين.وأشارت إلى أنّ هؤلاء انضموا إلى 40 آخرين متواجدين في السفارة الأميركية ببغداد للمشاركة في تقييم الأوضاع على الأرض وتقديم النصائح للجيش العراقي في مواجهاته مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش.»وتأتي هذه التطورات في وقت قالت وزارة الدفاع الأميركية أمس إنه «لا يوجد قرار» من الرئيس باراك أوباما بـ«شن ضربات جوية» على مواقع تابعة لتنظيمات مسلحة في العراق اجتاحت مناطق عدة شمالي العراق.وقال المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي إن بلاده تقوم بنحو 35 طلعة جوية استكشافية يوميا في الأجواء العراقية بهدف جمع معلومات استخباراتية عن التنظيمات المسلحة التي تقاتل ضد الجيش العراقي منذ أسابيع. وأضاف أن أول دفعة من المستشارين العسكريين الأميركيين البالغ عددهم الإجمالي 300 مستشار انتشرت في بغداد لمساعدة الجيش العراقي في قتاله ضد المسلحين. وأوضح أن 50 عنصرا إضافيا من القوات الأميركية في طريقهم إلى بغداد».جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات أدلى بها مسؤولون في البيت الأبيض أشارت إلى أن الضربات العسكرية على مواقع لتنظيمات مسلحة مرتبط بالتزام القادة العراقيين بتشكيل حكومة وطنية.في هذا الوقت أكد وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند أن بلاده لن تتدخل عسكريا في العراق لحل الأزمة الدائرة هناك. وقال هاموند في تصريحات صحافية إن ما يحدث في العراق هو «أزمة داخلية » إلا أنه أكد أن لهذه الأزمة تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها.وشدد هاموند على أن على الحكومة العراقية الحالية أن تتخطى الطائفية كي تتمكن من إيجاد حل للأزمة الراهنة.يذكر أن العراق يعاني حاليا من انهيارات امنية خطيرة دفعت برئيس الوزراء نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد في العاشر من الشهر الحالي بعد سيطرة مسلحي داعش على محافظة نينوى بالكامل وتقدمهم نحو محافظات صلاح الدين وكركوك وديإلى والانبار وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة على العديد من المناطق.في غضون ذلك أكد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي رفضه تشكيل حكومة إنقاذ وطني لمواجهة الأزمة التي تعيشها البلاد بعد سيطرة المسلحين على مناطق واسعة، وجدد تمسكه بمنصبه لولاية ثالثة.وقال المالكي -الذي يحكم البلاد منذ 2006 - في خطابه الأسبوعي إن الدعوة إلى تشكيل حكومة إنقاذ ليست دستورية، وإنها محاولة للقضاء على التجربة الديمقراطية، وفق تعبيره.وأشار إلى أنه ملتزم بعقد أولى جلسات البرلمان خلال أسبوع لبدء عملية تشكيل حكومة جديدة، وفقا لدعوة المرجعية العليا، في إشارة إلى المرجع الشيعي علي السيستاني الذي دعا يوم الجمعة الماضية لبدء عملية تشكيل الحكومة.وكانت قوى سياسية في العراق طالبت بتشكيل حكومة إنقاذ وطني وبترشيح سياسي آخر لرئاسة الوزراء، لإخراج البلاد من أزمتها الحالية.كما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري -الذي زار بغداد الاثنين- القادة العراقيين إلى «الخروج بحكومة شاملة ذات قاعدة عريضة كتلك التي يُطالب بها كل العراقيين الذين تحدثت إليهم».وبينما تُتهم حكومة المالكي بتهميش السنة واحتكار الحكم يصر المالكي على أحقيته في تشكيل الحكومة المقبلة على اعتبار أن كتلته فازت بأكبر عدد من مقاعد البرلمان مقارنة باللوائح الأخرى في انتخابات أبريل الماضي.يشار إلى أن لائحته في عام 2010 لم تحصل على أكبر عدد من الأصوات، إلا أنه تولى رئاسة الحكومة لأربع سنوات آنذاك.ويخوض المسلحون ومعهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مواجهات مع القوات الحكومية المدعومة بمليشيات ومتطوعين، وتمكنوا خلال الأسبوعين الماضيين من توسيع سيطرتهم على مناطق في شمالي وغربي البلاد، بالإضافة إلى معابر حدودية مع سوريا والأردن.