للمرأة دور فعال ومؤثر في تغيير الكثير من أنماط وترشيد استهلاك الموارد والذي يمتد أثره على الأسرة والمجتمع بأسره.. فالمرأة كأم هي المربي الأول للأجيال القادمة من صانعي القرار رجالا ونساء . فارتباط الأبناء بالأم وتأثرهم بآرائها له أبعاد مهمة ويجب التركيز عليها لتغيير أنماط سلوكية كثيرة تتحكم في استهلاك الموارد وتؤثر في نمو المجتمع .وتعتبر المياه ومصادر الطاقة من أهم وأكثر الموارد التي يزيد فيها معدل الاستهلاك والفاقد من المياه يوميا نتيجة سوء الاستخدام وان كل شخص بحاجة إلى 20 لتر فقط من المياه يوميا وعلى هذا الأساس فان دور المرأة كبير في ضرورة ترشيد هذا الفاقد خاصة أن الأعوام القادمة سوف تشهد صراعا كبيرا على كل قطرة ماء .وسوء استخدام المياه والسلوكيات الخاطئة لاستخدامها في المنزل يتمثل في عدة أمور مثل فتح الصنابير باندفاع عال وعدم غلقها عند الاستخدام المتقطع وترك السباكة بدون صيانة بالإضافة إلى ما يتم إهداره من الاستخدامات الأخرى مثل غسيل السيارات ورش الحدائق والشوارع .إن غرس مفهوم أخلاقيات استخدام المياه يجب أن يتم تعليمه لأبنائنا منذ الصغر حتى نحافظ على ثرواتنا المائية من الإهدار ونصون رصيد الأجيال القادمة من النفاد . فربة البيت يجب أن تبدأ بنفسها فتقوم بإصلاح أي عطل في مواسير المياه وتركيب حنفيات مضغوطة لا تستهلك كميات كبيرة من المياه ، وعدم ترك الحنفيات مفتوحة أثناء غسل الأواني أو تنظيف الأسنان .. قال تعالى “ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين “ صدق الله العظيم . وكما يقول الشاعر : الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق لذلك على المرأة واجب كبير يجب ان تتقاسمه مع معلمة المدرسة ألا وهو نشر الوعى عند الاطفال لزرع ثقافة الحفاظ على المياه منذ الصغر لجعلهم قادرين على فهم وإدراك قيمة المياه. كما أن المرأة قادرة على العمل في برامج الدعاية ونشر الوعى من خلال المشاركة في إعداد الندوات والمحاضرات لمجتمع النساء، فالمرأة هي الاقرب لفهم المرأة وتستطيع أن تصل لكل النساء من كافة المستويات الاجتماعية والثقافية وتستطيع الدخول الى المنازل والقيام بعملية نشر وتعزيز الوعى في اوساط النساء وشرح كل الامور التي تتعلق باستخدامات المياه وترشيد استهلاكه . وهنا يبرز وبشكل واضح دور المرأة بحكم موقعها سواء في العمل أو المنزل وهي لا تقل شأنا عن الرجل بل تشاركه في كل الاعمال المتعلقة بالمصادر المائية فهي القادرة على تفهم الخطر الناجم عن ندرة المصادر المائية وبالتالي السعي الحثيث من اجل الحفاظ على كل نقطة ماء من مصادرها الى مصبها وذلك لوجود خلل في معادلة التوازن المائي بين ما هو متاح ومتوفر للاستهلاك وبين ما هو مطلوب لتغطية الاحتياجات المعيشية المختلفة.