اذا حاولنا تناول هذا الموضوع والايفاء به فإننا نحتاج الى كتاب أو ربما مجلدات ولكني في مقالتي هذه حاولت ذكر بعض من ابواب التجارة الفاسدة التى تُدار في العالم عامة وفي العراق خاصة وسوف نستنبط منها مايدور حولنا من الاعيب ودسائس ومؤامرات خسيسة.لاشك ان اقذرها تجارة المخدرات والجنس والدعارة وهي محصورة بيد مافيات معينة ومدعومة من قبل بعض الحكومات التى تسعى وتهدف إلى العبث بالانسانية عامة والمسلمين خاصة ، وليس خافيا على احد النتائج الوخيمة التى تخلفها هذه الآفات في المجتمع من الناحية الاخلاقية والصحية (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون).تليها تجارة الاسلحة ولخلق اسواقها يسعى تجار الاسلحة و مُنتجوها الى نشر الفتنة على وجه الكرة الارضية وخلق الاضطرابات وتشجيع النعرات العنصرية واختلاق الفكر والفكر المضاد كاليمين واليسار في المناطق التى لاتقطنها اثنيات أو معتقدات مختلفة... وغالبا تصاحب هذه التجارة رشاوى وعمولات وهدايا تبقى في طي الكتمان . والامثلة كثيرة امامنا مايحصل في سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن والصومال والسودان والعراق فالشعوب يذبح بعضها بعضاً وعدوهم يعيش في أمن وسلام ، إنها حروب غير معلنة وغير متكافئة ولم تسمَّ بإسم ولكنها مستمرة منذ عشرات السنين .وقد اقترنت تجارة الماس المسروق من افريقيا بالاسلحة وهذه التجارة تسمى تجارة الماس الدامي ومعظم ابطالها جنرالات في جيوش الدول المارقة.وتدخل ضمن هذه التجارة ومن اجل تهيئة اجواء الحرب تسريب أو بيع معلومات استخباراتية كاذبة ومضللة كما حصل في الغزو الاجنبي للعراق ، وجاء اعتراف الغزاة المسؤولين عن هذه الكذبة بعد تدمير العراق بأكمله ولم نجد احدا لا من العراقيين ولا من الامم المتحدة يتجاسر ليسأل لماذا ومن اجل اي هدف ومَن سيتحمل خسائر العراق البشرية والمادية ؟[c1]تجارة البشر[/c]معظم الدول الافريقية ودول الربيع العربي وقسم من الدول الاسلامية والشرقية لاتتمكن من توفير العمل والعيش المتواضع والامن والامان لابنائها لاسباب مختلفة بالظاهر هي اقتصادية ولكن كلها مخططة مسبقا من دول كبرى لامتصاص خيرات البلدان واحباط الشباب وخلق افواج من العاطلين عن العمل لذلك نرى موجات الهجرة من هذه الدول الى الدول الغربية .[c1]ســـفن الموت[/c]كل يوم نسمع ونشاهد غرق السفن الناقلة للمهاجرين قبالة الشواطىء الايطالية واليونانية ومقتل العشرات من الاطفال والنساء والشباب. ( إذا لم يكن الاّ الاْسنة مركبا ... فما حيلة المضطر الاّ ركوبها ) وحسب المنظمة الدولية للهجرة في جنيف بأن اكثر من عشرين الف شخص لقوا حتفهم خلال العشرين السنة الاخيرة في البحر الابيض المتوسط ، وفقط في شهر تشرين الاول الماضي من هذه السنة حدثت ثلاث حوادث غرق وراح ضحيتها اكثر من 550 مهاجراً غير شرعي.وتدخل تجارة الاعضاء البشرية و التجارة بالاطفال الفاقدين لذويهم نتيجة الحروب والكوارث الطبيعية ضمن الاتجار بالبشر حيث تدخل المافيات الغربية تحت اسماء جمعيات خيرية وتأخذ الاطفال لغرض المعالجة أو الرعاية وتبيعهم الى الاغنياء أو مافيات تجارة الاعضاء البشرية و هناك قائمة طويلة للاطفال المفقودين في العراق والدول الاسلامية والشرقية لوجود علاقة وثيقة بين هذه الحوادث و تجارة الاعضاء البشرية والمستفيدة منها الدول الغنية والدول المارقة التي تسعى الى نشر الفساد على وجه الكرة الارضية.[c1]تجارة السجائر[/c]تجارة المواد المضرة بصحة الانسان كالتبغ وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية يموت بسببها كل يوم 3000 شخص في العالم وشركات التبغ معروفة لدى الامم المتحدة واصحابها يُشوّقون للتدخين بإعلاناتهم ولا احد يقاضيهم وكل يوم يبدأ تقريبا اكثر من ثلاثة آلاف من المراهقين بالتدخين ، واذا استمر الحال حسب تخمين نفس المنظمة فإنه في سنة 2020 ستكون الوفيات بسبب التدخين بمعدل عشرة ملايين في العام الواحد.لوحظ انتشار السجائر الاجنبية والمخدرات في العراق علنا وبشكل مخيف بعد 2003 وكل الدلائل تشير الى دخول المخدرات الى العراق من جيرانها وهناك اقاويل عن وجود معامل في شمال العراق تصنع السجائر الاجنبية بكل انواعها واسمائها المختلفة . والتجارة غير الشرعية لهذه السجائر منتشرة في الحدود العراقية . رخص السجائر الاجنبية في العراق سببها الشركات العالمية للتبغ بدعم من دول لاتريد الخير للعراقيين وتهدف الى انشاء جيل عراقي مصاب بأمراض مستعصية .[c1]المعلبات الفاسدة[/c]حياة الانسان في معظم الدول الشرقية لاتساوي شيئا امام جشع بعض التجار العاملين في التجارة القذرة فيقوم هؤلاء بتغيير تاريخ صلاحية المواد الغذائية المنتهية صلاحيتها الى تاريخ لاحق . ويسوقونها في العراق الحبيب والدول الشرقية الاخرى بعد دفع مبلغ يسير وبكل بساطة لانتشار الفساد والرشاوي في كل متر مربع من ارض هذه الدول . أما في اوربا معظم المواد المعلبة و التى مدة الصلاحية فيها قريبة الى الانتهاء يتم سحبها قبل ثلاثة اشهر أوبيعها بثمن زهيد أو توزع مجانا في الاسواق .هذا غيض من فيض و ذكرمن قيض - القشرة الخارجية اليابسة الظاهرة - من التجارات القذرة اضف اليها اللحم المجمد سواء للدجاج او الاغنام ونسمع هنا في اوروبا كيف تُغَير الشركات عمالها بعمال مسلمين عند زيارة الزبون المستورد من الدول الاسلامية قسم الذبح ولمدة ساعة او ساعتين لحين مشاهدة الزبون ان الذبح يتم على الاصول الاسلامية - حلال- ويقتنع وبعدها تعود الامور الى سابقها والذبح بالمكائن وتلصق على الكارتونة عبارة ( ذبح اسلامي حلال).والحال لايختلف كثيرا في المواد الزراعية والمنتوجات الحيوانية والادوية والمواد الصحية ومواد البناء وغيرها وما خفي كان اعظم. اللهم ياعالم كل شيء احمنا من جشع الجشعين واقسم لنا عيشة هنية ورزقا حلالا طيبا.
|
آراء
التجارة القذرة
أخبار متعلقة