بغداد / متابعات :حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تشكيل حكومة تضم مزيدا من الطوائف السياسية، وذلك في أول لقاء للمسؤول الأميركي في سلسلة لقاءات مقررة له مع عدد من القادة العراقيين خلال زيارته العراق أمس.وذكر بيان أن المالكي أكد لكيري خلال محادثاتهما أمس أن ما يتعرض له العراق خطر على «السلم الاقليمي والعالمي»، داعيا «دول العالم لا سيما دول المنطقة إلى أخذ ذلك على محمل الجد».والتقى كيري أيضا رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي وزعيم كتلة المواطن عمار الحكيم ونائب رئيس الوزراء صالح المطلق.وكان كيري قد وصل إلى بغداد أمس في زيارة لم يُعلن عنها وسط اتساع رقعة المنطقة التي يستولي عليها المسلحون إذ أصبحت تشمل معاقل على طول الحدود مع سوريا وأجزاء من الحدود مع الأردن وتعزيز طرق إمداداتهم.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي إن كيري سيناقش التحركات الأميركية الجارية لمساعدة العراق، وهو يتصدى لهذا الخطر، وسيحث الزعماء العراقيين على التحرك بأقصى سرعة ممكنة لتشكيل حكومة تمثل مصالح العراقيين.وكان كيري قد التقى الأحد في العاصمة الأردنية عمان نظيره الأردني ناصر جودة وبحث معه ضرورة إيجاد مسار سياسي في العراق يشمل جميع الأطراف لإنهاء الأسباب التي أدت إلى «الوضع الخطير»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن الوزير الأردني.وذكرت الوكالة أن كيري وجودة بحثا خلال لقائهما آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، ولا سيما الأزمة السورية وتطورات الأوضاع في العراق ومفاوضات السلام المتعثرة وسبل إحيائها.وأعرب جودة عن أمله في أن تعمل الأطراف كافة في العراق على تحقيق الوئام والتوافق الوطني الحقيقي «عبر مسار سياسي يشمل جميع الأطراف» ومكونات الشعب العراقي كافة، وصولا إلى «إنهاء كل الأسباب التي أفضت إلى الوضع الخطير في العراق».وأكد الطرفان أهمية تضافر جهود جميع الأطراف ذات العلاقة والمجتمع الدولي لمواجهة التطورات التي يمر بها العراق والتي «تهدد أمن المنطقة كلها».وقال مسؤول أميركي كبير إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تشجع على تشكيل حكومة عراقية أكثر شمولا بعد مفاوضات جدية ومنسقة بين كل الأطراف.ميدانياً أحكم المسلحون العراقيون سيطرتهم على معابر العراق مع سوريا، ومنها انطلقوا شرقاً صوب العاصمة بغداد، فقد تمكّن المسلحون من السيطرة على قضاء تلعفر في الموصل بعد فرار ضابط برتبة لواء كلفه المالكي بتحرير المحافظة.وسيطر مسلحون من تنظيم “داعش” ومن عشائر الأنبار منذ أكثر من 10 أيام على مناطق واسعة في شمال العراق ووسطه وغربه بينها مدن رئيسية مثل الموصل وتكريت. هؤلاء المسلحون سيطروا منذ ساعات على مدينتين إضافيتين في محافظة الأنبار الغربية هما راوة وعنة القريبتان من القائم بعد تراجع قوات المالكي.وبرر المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات الميلحة العراقية الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي أنه كإجراء تكتيكي ولغرض إعادة انفتاح القطاعات في قيادة الجزيرة والبادية تم انفتاح هذه القطاعات في أماكن قوية لكي يكون هناك تأمين لمبدأ أساسي وهو القيادة والسيطرة.وأكد مصدر عسكري وشهود عيان أن المسلحين سيطروا في الساعات الماضية على راوة وعنة بعد انسحاب قوات المالكي منها، وفي وقت لاحق أعلنت مصادر أمنية وطبية أن المسلحين قتلوا 21 شخصاً من وجهاء المدينتين.وفي محافظة صلاح الدين شنت القوات الحكومية غارة على موقع لمسلحين وسط مدينة تكريت ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، فيما صد مسلحون موالون لحكومة المالكي هجوماً على ناحية العلم شرق المدينة. وأفاد شهود عيان بأن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 13 آخرون في الضربة الجوية في تكريت.ومن محافظة نينوى أفاد مصدر أمني بأن مسلحين فرضوا سيطرتهم على قضاء تلعفر شمال غربي الموصل بعد معارك طاحنة مع قوات المالكي منذ أيام، وأكدت مصادر فرار اللواء محمد القريشي المعروف بأبي الوليد وهو قائد لواء الذيب من تلعفر إلى مناطق كردية.
وزير الخارجية الأمريكي يحث المالكي على تشكيل حكومة عراقية واسعة
أخبار متعلقة