منسق البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في محافظة عدن لـ ( 14 اكتوبر ) :
لقاء/ أشجان المقطرييعد الإيدز واحداً من الأوبئة الجائحة التي تفتك بالملايين في هذا العالم، والذي وقف أمامه عباقرة الطب عاجزين عن اكتشاف علاج له أو للحد من انتشاره. وفي اليمن يعد هذا الوباء مشكلة صحية خطيرة، حيث تؤكد الإحصائيات المتتالية ارتفاعاً مضطرداً في حجم المصابين، والسؤال الذي يطرح نفسه: من يقف وراء هذه الزيادة المخيفة وما دور الأجانب فيها، وهل هناك فحص طبي للقادمين من الخارج؟.. ولمعرفة هذا المرض وما يسببه من مشاكل ومضاعفات، وكذا للحد منه وأيضا لمعرفة التحديات والإنجازات التي قامت وتقوم بها الحكومة اليمنية التقت صحيفة (14 أكتوبر) بالدكتور نبيل صالح عبد الرب منسق البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز فرع عدن بهدف تسليط الضوء على طرق الوقاية منه ومكافحته وكانت حصيلة هذا اللقاء كالتالي : [c1]أربعة مراكز علاجية [/c]في بداية لقائنا معه قال: لقد أقرت الحكومة إستراتيجية مكافحة فيروس الايدز الأولى في نوفمبر 2002م والتي عكست رغبة الحكومة بالشراكة مع المجتمع المدني لمكافحة العدوى وكان من أولويات هذه الإستراتيجية الوطنية الالتزام السياسي لمكافحة عدوى الايدز والذي تمثل في تضمين قضية مكافحة الايدز في جميع الخطط التنموية والصحية ومنها السياسة الوطنية للسكان وبرنامج العمل السكاني وإستراتيجية الحد من الفقر والإستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، كما إن من أولويات الإستراتيجية الوطنية الترصد الوبائي والمراقبة السلوكية وتغييرها بما فيها استخدام طرق الجنس الأمن عند الفئات الأكثر عرضة للإصابة وتمت دراسة ميدانية في محافظة عدن بين أوساط النساء العاملات في الجنس وعددهن (244) وتم توعيتهن وفحصهن أثناء الدراسة أو من خلال حملة النزول للمحلات السياحية، حيث تم توعية وفحص (613) من العاملين والعاملات في هذه المنشآت.. كما قامت جمعية الخدمات الاجتماعية بالتنسيق مع البرنامج الوطني لمكافحة الايدز في عدن بنشاط توعوي ميداني بين أوساط المثليين وبلغ عددهم (931) مثلي وتم فحص (120) منهم واستمرت سبعة أشهر. وتنشط الجمعية حالياً وبالتنسيق مع البرنامج الوطني لمكافحة الايدز والبرنامج الوطني للحد من أضرار المخدرات بنشاط توعوي بين أوساط متعاطي المخدرات وتشجيعهم للاستفادة من خدمات البرنامج الوطني لمكافحة الايدز ومنها خدمات المشورة والفحص الطوعي ومن بنود هذه الإستراتيجية تدابير السلامة الطبية بما فيها نقل الدم حيث تم تأسيس بنوك وطنية على مستوى مراكز المحافظات وإصدار اللوائح لتنظيم عملية نقل الدم ومشتقاته والدعم الطبي والنفسي للمرضى وأسرهم حيث تم افتتاح مركز علاجي لرعاية مرضى الايدز وتقديم العلاج المجاني في مستشفى الوحدة التعليمي في العام 2007م وبلغ عدد المترددين على المركز (282) متعايشا مع الفيروس وهناك أربعة مراكز علاجية أخرى في (الأمانة وتعز والحديدة والمكلا)، ومن الانجازات المحققة افتتاح ستة مراكز للمشورة والفحص الطوعي لغرض إتاحة فرص الوصول للفحوصات المخبرية المجانية والكشف المبكر للفيروس مع الحفاظ على السرية والخصوصية لهذه الفحوصات ومن هذه المراكز المختبر المركزي في خور مكسر والمركز الطبي الخيري في البساتين ومركز الخدمات الاجتماعية الشاملة في منطقة عبد القوي وكذا جمعية المرأة للتنمية المستدامة في كريتر والعيادة الخارجية في مستشفى الوحدة التعليمي ومجمع المعلا الصحي.. وعلى صعيد الانجازات المحققة إقرار الإستراتيجية الوطنية الثانية وكان من ابرز أنشطتها افتتاح مراكز الوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل في مستشفى الوحدة والمركز الطبي الخيري في البساتين في العام 2009م وهناك مركز في محافظة لحج وآخر في الأمانة.[c1]تقليل العدوى من الأم إلى طفل[/c]وأضاف قائلاً: وفي عام 2009م تم بدء مشروع الوقاية من عدوى الايدز من الأم إلى الطفل في كل من مستشفى الوحدة التعليمي ومركز البساتين الطبي الخيري حيث تقوم هذه المراكز بفحص الأمهات الحوامل بشكل طوعي وتم فحص (7279) امرأة حاملا وبلغ عدد الأمهات المصابات (36)، كما تقوم هذه المراكز بتقديم الرعاية الصحية للأمهات المصابات أثناء الحمل وأثناء الوضع وأثناء الرضاعة للتقليل من انتقال العدوى من الأم إلى طفلها.. حيث تقدر عدد الحالات المصابة بالايدز في اليمن (35000) حالة بينما تبلغ عدد الحالات المسجلة (4000) حالة مما يؤكد قلة الحالات المكتشفة.. كما تقدر عدد الحالات التي تحتاج لعلاج (17500) حالة بينما العدد المسجل للحالات في مواقع العلاج لا يتجاوز (1500) حالة بنسبة (10 %) ولكي نتمكن من زيادة معدلات التغطية بالعلاج فلابد من توسيع نافذة الحالات المكتشفة من خلال زيادة عدد الذين يحصلون على المشورة والفحص وهذا لن يتحقق إلا بتفعيل الشراكة المجتمعية لتسهيل وصول الناس إلى مواقع الفحص ومكافحة الوصمة والتمييز من خلال المزيد من حملات التوعية المجتمعية.[c1]تضامن دولي في التصدي لهذا الوباء[/c]وتابع حديثه قائلاً: من أهم أهدافنا التذكير ورفع الوعي لدى الناس بوباء الايدز والعدوى بفيروسه والتشجيع على إحراز تقدم في الوقاية من الايدز وعلاج مرضاه والتذكير بالذين ماتوا بسبب المرض وتجديد العهد للعمل من أجل إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح حاليا ومستقبلا وهو أيضا فرصة لاستعراض ما تحقق من إنجازات وما نواجهه من تحديات وإبداء تضامن دولي من أجل التصدي لهذا الوباء. [c1]القضاء على الوصمة والتمييز[/c]وأشار الدكتور نبيل قائلاً: إن أهم ما تحقق في العقود الثلاثة الأخيرة على المستوى العالمي هو انخفاض عدد الحالات الجديدة بنسبة 50 % في (25) بلدا منها (13) دولة في إفريقيا ونصف هذا الانخفاض كان بين الأطفال كما أن هناك زيادة بنسبة 60 % في عدد المستفيدين من العلاج.. والتوجه العالمي حالياً نحو تحقيق الأهداف المتمثلة في أجيال خالية من الإصابات الجديدة وعدد صفري لوفيات مرضى الايدز والقضاء على الوصمة والتمييز التي تلاحق المصابين بالايدز من قبل المجتمع وفي المؤسسات الصحية في نهاية عام 2014م.. مبيناً أن بلادنا مبكرا قد استجابت لنداء منظمة الصحة العالمية لدول العالم لإنشاء برامج وطنية لمكافحة الايدز فقد تم إنشاء برنامج وطني لمكافحة الايدز في عام 1987م في جنوب اليمن وفي عام 1989م في الشمال اليمني وتمت عملية الدمج بعد الوحدة المباركة في عام 1990م وأصبح تابعا لإدارة الرعاية الصحية الأولية كما تم إنشاء اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الايدز في عام 1995م، والتي يرأسها نائب رئيس الوزراء ولكنها ظلت غير مفعلة.وواصل حديثة بالقول: لقد وقعت بلادنا على المواثيق الدولية التي تتعلق بمكافحة الايدز ومنها وثيقة (UNGASS) في يونيو 2011م والتي حددت خطة واسعة النطاق من أولوياتها أن يتعلم الناس في كل أنحاء العالم وخاصة الصغار منهم كيف يتجنبون عدوى هذا المرض وان يوقف انتقال فيروس الايدز من الأم إلى الطفل وتوفير العلاج لكل المصابين بالفيروس ومضاعفة الجهود لإنتاج مصل وعلاج شاف للمرض وتوفير الرعاية لكل من دمر الايدز حياتهم.[c1]الأعباء الاقتصادية والصحية [/c]أما عن تحديات الصعيد العالمي أوضح الدكتور نبيل عبد الرب أنه تقدر عدد الحالات المصابة بعدوى فيروس الايدز في العالم 35 مليوناً أي بمعدل (6300) حالة يومياً منهم (3 ملايين) طفل لم يتجاوزوا الخامسة عشرة من العمر وثلثا هذه الإصابات في القارة السمراء إفريقيا (25مليونا)، وبلغت الإصابات في العام 2012م لوحده (مليونين وثلاثمائة ألف) إصابة، ومن المؤسف جداً أن ينتج عن هذا الانتشار منذ اكتشاف أول حالة في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1981م وفاة أكثر من (25 مليونا) من المصابين بفيروس عدوى الايدز ولقد بلغت الوفيات في العام 2012م لوحده (مليونا وستمائة ألف) حالة وفاة بينهم (210 آلاف)طفل ومن أبرز النتائج الاجتماعية المترتبة عن هذه الوفيات أكثر من (18 مليون) يتيم بالإضافة إلى الأعباء الاقتصادية والصحية. [c1]إنجازات على الصعيد العالميوفيما يخص الانجازات على الصعيد العالمي أفاد بالقول: لقد تحقق الكثير من التقدم في مكافحة الايدز وبشكل متسارع بعد العام 2001م حيث نقصت أعداد الحالات الجديدة إلى النصف في (25) بلداً منها (13) دولة إفريقية ونصف هذا الانجاز كان بين الأطفال وبلغ عدد الذين يتلقون العلاج (9 ملايين وسبعمائة ألف) مصاب من أصل (15مليون) مصاب أي بنسبة (61 %)، كما أن فرص الحصول على العلاج قد قللت أعداد الوفيات (6 ملايين وستمائة ألف) حالة وفاة، كما تم تقليل الوفيات الناتجة عن إصابة مرضى الايدز بالسل إلى مليون وثلاثمائة ألف حالة وفاة.[c1]فوارق كبيرة [/c]أما عن تحديات الصعيد المحلي فقال: تقدر عدد الحالات في عدن (1440) حالة في حين أن الحالات المسجلة في البرنامج الوطني لمكافحة الايدز لا تزيد عن (438) حالة وهذا يدل على أن هناك فارقا كبيرا بين أعداد الحالات المفترضة والمسجلة والذي يرجع إلى القصور في عملية اكتشاف الحالات.. كما أن أعداد المصابين المسجلين في البرنامج الوطني لمكافحة الايدز الذين يتلقون الرعاية والعلاج في محافظة عدن لم يتجاوز (300) حالة بينما الحالات المفترضة التي يجب أن يشملها العلاج (707) حالات أي أن نسبة التغطية قد بلغت (42 %).. كما تشكل قضية الوصمة والتمييز ضد المصابين بالايدز على مستوى المؤسسات الصحية عائقاً كبيراً يمنعنا من توسيع نافذة اكتشاف الحالات المرضية وهروب هذه الحالات وعدم متابعتها لخدمات الرعاية والعلاج ويعود السبب إلى أننا لم نقم بتوسيع الغطاء التدريبي للكادر الصحي في مجال الوقاية من عدوى الايدز في المؤسسات الصحية وهناك تحديات أخرى مثل عدم وجود ميزانية تشغيلية حكومية وكذا وسيلة مناسبة للتنقل في أعمال المتابعات والترصد الوبائي ومهام التوعية كما أننا نعاني من غياب التمويل المحلي أو الخارجي لعمل الدراسات الميدانية لمتابعة وتقييم الأنشطة الوقائية بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة بعدوى الايدز مثل المثليين والعاملات في الجنس ومدمني المخدرات وكذا الفئات المعرضة مثل المساجين والأمهات الحوامل ومن المهم أن تقام هذه الدراسات كل عامين ومن المعوقات الرئيسية لتوسيع نشاط البرنامج الوطني لمكافحة الايدز غياب مشاركة القطاع الخاص.. مشيراً إلى أنه قد شكل إشراك منظمات المجتمع المدني في محافظة عدن وعلى سبيل الحصر جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية وجمعية الخدمات الاجتماعية وجمعية المرأة للتنمية الشاملة وجمعيتي المتعايشين مع الايدز نبض الحياة ومجموعة الدعم وبعض القطاعات الحكومية مثل مكتب التربية والتعليم وجامعة عدن ومكتب الأوقاف والإرشاد منعطفا حيوياً في أعمال مكافحة الايدز من خلال توسيع الأنشطة التوعوية المجتمعية سواء بين عامة الشباب أو الفئات الأكثر عرضة حيث قامت جمعية الخدمات الاجتماعية بنشاط توعوي لاكتشاف الحالات المرضية بين أوساط المثليين.. كما قامت جمعية المرأة بأنشطة وقائية وسط النساء العاملات بالجنس بينما اهتمت جمعية الإصلاح الخيرية بأعمال التوعية بين الشباب في منطقة البساتين التي يعيش فيها عدد كبير من اللاجئين الصوماليين والأثيوبيين.[c1]إنجازات إستراتيجية[/c]وبضمن الانجازات الإستراتيجية للبرنامج الوطني لمكافحة الايدز بالتعاون مع الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والملاريا والسل ومنظمة الصحة العالمي تم افتتاح مواقع علاجية لمرضى الايدز في خمس محافظات رئيسية هي عدن والأمانة والحديدة وتعز والمكلا في العام 2007م ومهام هذه المراكز هو تقييم الحالات وحاجتها للعلاج وفحص المناعة مجانا وكذا فحص كمية الفيروس مجانا (قريبا) وصرف العلاج الثلاثي ومضادات العدوى الانتهازية بالمجان كما يقدم الموقع العلاجي جلسات دعم نفسي للمرضى وأسرهم وموقع المركز العلاجي بعدن في مستشفى الوحدة التعليمي، كما يقدم الموقع العلاجي خدمات العلاج الوقائية للإناث والذكور الذين تعرضوا لجرائم اغتصاب وكذا للعاملين الصحيين الذين تعرضوا بالخطأ لحوادث أثناء قيامهم بواجباتهم الطبية.