كتبت/ دنيا هانيإلهام العرشي فنانة تشكيلية مغايرة لفن مختلف تتزاحم معها الحروف والكلمات بكل لون وتحتار بماذا تبدأ أولاً بالحرف أو الكلمة.. فلو تأملناها من خلال فنها فسنجدها فنانة محبة لفنها ذات انتماء لبيئتها غير أنها تولي قضايا المرأة والوطن اهتماماً كبيراً في لوحاتها.. تحب التعامل مع الناس بجدية تامة ووضوح.. فهي ترى أن أي عمل فني لا يحمل فكراً ولا يستوقف المتلقي لا يستحق صاحبه لقب فنان أو فنانة.كل ذلك يجعلك تجد في لوحاتها الإحساس بالصورة وتفاصيلها بإيقاع مسموع قل مثيله فهي تجسد الجمال في صورة مختلفة وفي انسجام يولد عن اتحاد أفكارها مع الموضوع الجميل، فعندما يصل الشعور الجمالي إلى قمته يكون غير واعِ بذاته وإنما يندمج في الموضوع معبراً بانفعالاته لذلك الزخم من التصورات نسقاً وإيقاعاً وانسجاماً..الجميل في ذلك أن الفنانة إلهام لا تنتمي إلى مدرسة معينة ولا تحب التقيد بها ولكن توجد في بعض من أعمالها لوحات تنتمي أكثر للتعبيرية. فالفنان يبدع شكلاً وينشئ موضوعاً يضع له عنوانه الخاص ومن (انطلاق، فالغيب إلى مهب الريح) كانت أعمالها تفاصيل للوحات مرسومة بملامح اشتقت من زخم الحياة بصور ممزوجة بواقع خيالي من ألوان الاكريليك الرائعة..وعن حديثها عن الفن التشكيلي اليمني ترى العرشي المشهد أكثر من ضبابي وأن الفنان في اليمن يقوم باجتهادات فردية كبيرة مادية ومعنوية لإثبات اسمه ووجوده واستمراريتها في الداخل والخارج ولا يوجد هناك أي تقدير أو رعاية من الجهات المسئولة في اليمن بالنسبة للفن في جميع المجالات فدوماً نحن إلى الوراء سر.وينقص الفنان الرعاية فـ(وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة كاملة على قبره)! ونحن في اليمن نتلقى أشواكاً من أدمغة منتهية الصلاحية فكراً وتنظيماً منذ أمد ليس بالقريب.[c1]لمحة سريعة عن حياتها[/c]الفنانة الهام العرشي من مواليد مدينة عدن حصلت على ماجستير فنون تشكيلية جرافيك (قسم ملحق) من أكاديمية الدولة للفنون (سوريكوف) في موسكو عام 1983 - 1990م وأقامت العديد من المعارض الشخصية داخل وخارج الوطن كما لها مشاركات عديدة في المعارض والمهرجانات المحلية والعربية والدولية منذ العام مكتب محافظة عدن، ومنظمة كير العالمية، واتحاد نساء اليمن م.عدن، وجمعية تنمية الملكات الإبداعية للطفل م.عدن، وتصميم اللوحات الخلفية لبعض المهرجانات الشبابية.[c1]ومضة تشكيلية[/c]الفن التشكيلي عموماً يمكن فهمه على أنه منفعة إنسانية واجتماعية تجمع معها قيمتها الجمالية الممتعة.. وإذا تعهدته الحياة وأخرجته للنور فسوف ينم ذلك عن ولادة لمواهب إبداعية تستحق الثناء لأعمالها وإبداعاتها، لكن التعتيم والتجاهل وعدم الاكتراث به من قبل الوسائل الإعلامية يعد أقوى محبط للفن الجميل وللفنانين الموهوبين وضياع لحقهم.
|
ثقافة
إلهام العرشي .. لوحات مرسومة بملامح من زخم الحياة
أخبار متعلقة