عندما تبدأ عجلة التغيير في الدوران فلن تعود إلى الوراء أو إلى الخلف شاء من شاء وأبى من أبى أو أراد إيقافها لأنها جاءت معبرة عن إرادة جماعية وثورة شبابية شاركت فيها كل فئات الشعب وأحزابه ومنظماته الجماهيرية وشاركت فيها المرأة والطفل والشيخ العجوز والجندي والضابط والمدرس والأديب والمثقف ولإعلامي وذوي الاحتياجات الخاصة وفئة المهمشين.وهاهي اليوم بلادنا تخطو خطوة بخطوة في طريق إنجاح التسوية السياسية وإيصالها إلى غايتها وهدفها المرسوم لها ومن أراد عرقلة أو الوقوف في طريقها تقول له إنك تضع نفسك أمام سيل العرم الذي سيجرفك معه وستذهب جفاء مع الزبد ويبقى في الأرض ما ينفع الناس لأن ثورة التغيير تشبه الطوفان لا يتحرك في طريقه شيء إلا جرفه وأخذه معه إلى حيث ولت ورحلت أم قشعم وعندها لن يسأل عنه أو عن مصيره أنس ولا جان فلم يبق له غير المكابرة والعند إلا الرضوخ لهذه الثورة العامرة ولاستسلام لها والمشي في ركابها والانتظام في سلكها وعقدها وعدم معاكستها لأن حرب القبيلي على الدولة عسر أو محال ، كما يقول المثل الشعبي الذي يردد بين أفراد القبيلة على وجه الخصوص وهم يعلمون أن أي تمرد على الدولة ككيان منظم وسلطة وقوة ومنعة وسلاح ومال وخلافة وإرادة سياسية قوية ورادعة لا يمكن الوقوف في وجهها أو مجاراتها أو محاولة ثنيها وإيقاف خططها وبرامجها التنموية والمستقبلية لكي تعود إلى الخلف وإلى الوراء أو تظل الأوضاع متردية على ما هي عليه من فساد وفوضى وتخلف حتى لا يفقد البعض ممن له مصلحة بما في ذلك مصلحته ومآربه الأنانية والضيقة .لقد تعلمنا من التاريخ بأن هناك صراعاً يتم بين عقليتين الأولى مشدودة إلى الماضي وإلى الخلف وهي عقلية تتسم بالثبات والدوران حول نفسها تكره التطور والتغيير إلى الأفضل ولا تعترف بالعقلية الأخرى المنفتحة والمرنة والتي تنظر إلى المستقبل وأن الثابت لديها هو المتغير على الدوام خاصة في أمور الحياة ومنها السياسة يمكن أن نجد مثالاً لهذه العقلية مجسدة في شخصية المشير عبدربه منصور رئيس الجمهورية وفريقه من أبناء هذا الوطن المخلصين والشرفاء والذين سيدخلون التاريخ من أوسع أبوابه وهم يرسمون خارطة طريق للمستقبل ويقودون عملية تغيير لواقع مؤلم وفاسد ومترد بل ومتخلف سببه الفريق الآخر ممن يعتقدون بان حلقات التاريخ وحقبه متشابهة ولا جديد فيها ويؤمنون بان التاريخ يكرر نفسه ويعيد حلقاته بشكل آلي أو ميكانيكي وبصورة دائرية لا صعود فيها ولا هبوط ولا ازدهار أو انهيار أو انحدار والتاريخ ليس كذلك ولم يكن في يوم ما ساكناً او متحجرا وثابتاً بل متغير على الدوام وحقبة وحلقاته تختلف من جيل إلى آخر ومن عصر إلى عصر ومن زمن يختلف في الماضي عن زمن في الحاضر والمستقبل ، وهكذا من يظن أنه سيحنط التاريخ أو يقف في طريق مساره فهو إما واهم أو جاهل بقوانين التاريخ والتطور والتغيير أو أنه صاحب نظره قصيرة وضيقة لا تتجاوز مصلحته الفردية أو منطقته أو قبيلته أو طائفته أو حزبه ولا يستطيع تجاوز نظرته الجزئية هذه إلا إذا نظر إلى المستقبل إلى المصالح العليا للوطن بتجرد ونزاهة ونكران ذات أما إذا ظن بأنه سيقاتل أو يحارب تطلعات شعب ومجتمع بكاملة يقاوم إرادة أمة ودولة وسلطة بكاملها من أجل أطماعه أو مشاريعه الصغيرة فهذا من سابع المستحيلات لأن الذي سينتصر في الأخير هي إرادة الشعوب لا إرادة الأفراد والجماعات المتمردة والخارجة عن النظام والقانون خاصة بعد أن تكون دائرة التغيير التي أشرنا إليها قد دارت بالفعل وبدأ سريان دورانها يعمل بلا توقف وبالتأكيد سيحاول المعوقون والمعرقلون والمثبطون أن يبذلوا جهودهم لوقف هذه العجلة ولكن هيهات لهم لأن حالهم سيكون كالذي يحاول أن ينطح صخرة ضخمة ليوهنها لكنه في الأخير سيرجع خائبا لأن تلك الصخرة ( الوطن) قد كسرت وهشمت قرونه.
|
آراء
عجلة التغيير لن تتراجع
أخبار متعلقة