ارتبط اسم صحيفة (14 أكتوبر) بتاريخ الكفاح المسلح ونضال الشعب اليمني والقوى الخيرة من كل الفئات والطبقات الاجتماعية والثقافية ضد الاستعمار البريطاني الذي ظل ردحاً من الزمن رابضاً على أرض جنوب اليمن المحتل ودام (129) عاماً حتى تم طرده وتحقيق الاستقلال السياسي في 30 نوفمبر 1967م، إلى غير رجعة.وفي 19 يناير عام 1968م برزت الصحيفة إلى حيز الوجود شامخة كالمارد الشجاع واحتلت مكانة هامة ومرموقة واصبحت علامة بارزة في المجتمع لتجدد العهد وتواصل نشاطها الإعلامي والصحفي وتعريف الناس بدورهم المطلوب في المرحلة الجديدة بعد الاستقلال من المجال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.استمرت الصحيفة بعملها دون توقف حتى اليوم ولم يعبث بها عابث أو يقف حجر عثرة في اصدارها باعتبارها المولود الشرعي لنضالات شعب ضحى من اجلها بدمه وروحه وحافظ عليها لتؤدي رسالتها المشرفة ودورها الثابت في الثورة، وكونها صحيفة وطنية بامتياز دون منازع، وما يميزها انها كانت تعبر تعبيراً صادقاً عن آمال وطموحات الشعب لأول مرة في تاريخ الجنوب بعد الاستقلال ولا تمثل أي نوع من العمالة أو التبعية الاستعمارية بل ارتبطت بكل فئات الشعب اليمني وتعكس طابع المرحلة الجديدة بعد الاستقلال وتطلعاتها المستقبلية على كافة الصعد.وتمكنت من الصمود والثبات بفضل جهود العاملين والقيادة على السواء بنشاطهم الدؤوب بروح فريق العمل الواحد. ان كل عمل لا بد وان يواجهه عدد من النواقص والسلبيات ما يعني ان الذي لا يعمل لا يخطئ ومن هذه المقولة يتم تقييم العمل من وقت لآخر للوقوف امام الصعوبات التي سرعان ما يتم تجاوزها في حينه بالحلول المناسبة، وبذلك تمكنت الصحيفة من السير بخطى ثابتة وتطورت في مراحل عملها وزادت من عدد صفحاتها من بداية اصدارها ولم تعرف حينها ظاهرة الفساد الملوث بأيادي العابثين بمقدرات الشعوب إلا من بعض النواقص من الحقوق العمالية البسيطة والمطالب المشروعة النادرة التي تتناولها اللجان النقابية وتناقشها عبر القنوات الرسمية المعروفة.ان حقوق العمال في أي مؤسسة انتاجية أو خدماتية لا تفريط فيها وتظل مطالب مشروعة بقوة القانون والدستور على ان تمر وفق طرق وقنوات متعارف عليها وحتى لا يجد الفاسدون ضالتهم للتسلل، ومحاولة التفرقة بين صفوف العاملين وتعطيل العمل الرسمي، وهناك وسائل عديدة لتقديم الطلبات بمختلف الدرجات يستطاع من خلالها تحقيقها وان رافقها بعض العقبات في النهاية لا يضيع حق وراءه مطالب، وان الله سبحانه وتعالى دائماً وابداً مع الحق، وبهذه الطريقة سوف نقطع دابر الفساد الذي ينخر مؤسسات وأجهزة الدولة والذي اصبح يتسرب بطرق زرع الفتن بهدف عرقلة العمل تحت ستار المطالب والحقوق وعلى طريقة المثل القائل (كلمة حق يراد بها باطل)، وهناك فرق بين المبصر والأعمى، ومن باب التذكير فقط، هل يعلم الناس ان ساعات الاضراب والتعبير عن الحقوق الشرعية في اليابان لا تتم إلا في العطل الرسمية للعمال وذلك من اجل الحفاظ على الانتاج وساعات العمل من الضياع، فهل من موعظة حسنة حتى نعرف كيف نعالج الأمور ونكشف منابع الفساد حيثما وجد؟علينا أيضاً ان نعي جيداً ان المرحلة الحالية الصعبة التي تمر بها بلادنا اليمن تتطلب زيادة الوعي واليقظة أكثر من أي وقت مضى في مواجهة قوى الفساد والاستبداد التي لا تريد الخير للوطن وتقف باستمرار امام نضال شعبنا تحت مسميات عديدة تقوم بها عناصر فقدوا مصالحهم بعد قيام الثورة الباسلة في 11 فبراير 2011م.لذلك أقول لكل من يحب وطنه وتعز عليه نفسه ان يسعى بكل جوارحه وحواسه إلى الوقوف ضد كافة مظاهر الفساد وعدم السكوت عن التجاوزات في كل مكان ومحاربته بكل الوسائل المشروعة والمتاحة له بطرق سلمية فقط لا غير ثم الابلاغ عنها لدى الجهات المختصة والتصدي لها مبكراً قبل استفحالها ولا نترك الفرصة لكل مستهتر أو معتد على منجزات وخيرات الوطن والشعب حتى تستقر الامور ونعيش حياتنا وننعم بخيراتنا بأمن وأمان.
|
آراء
صحيفة (14 أكتوبر) لم تمت
أخبار متعلقة