في رسالته الموسومة بـ ) التحول النصي في الرواية العربية نماذج مختارة( :
متابعة/يحيى البعيثي: بعد مناقشته العلنية لرسالته الموسومة بـ : ) التحول النصي في الرواية العربية نماذج مختارة(،حصل الباحث محمد صالح المحفلي ، مبتعث جامعة حضرموت على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات العربية، في الجلسة التي انعقدت بقاعة المؤتمرات كلية الآداب جامعة القاهرة وقد تكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من: الأستاذ الدكتور: سيد البحراوي مشرفا ورئيسا، والأستاذ الدكتور سعيد الوكيل عضوا، والأستاذ الدكتور حسين حمودة عضوا. وقد أثنت اللجنة على محتوى الرسالة وطريقة بنائها وعلى موضوعها الذي اتخذ منحى متميزاً في الكتابة النقدية. وقد حضر المناقشة عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي اليمني بالقاهرة، ومنهم الدكتور السفير مساعد علي عثمان الشاعري، والأستاذ أنيس شبيل الوزير المفوض، والدكتور قايد الشرجبي الملحق الثقافي بالسفارة، والدكتور علي صالح موسى، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر الأمريكية الدولية، وعدد من أهل الباحث وزملائه، وأصدقائه . وقد انطلقت الدراسة من مفهوم التحول القادم من قاموس السيميائيات السردية، إذ يعني اللحظة الفاصلة بين وضعين أولي وختامي. فهو العنصر البارز في البرنامج السردي، الذي يعرف بأنه تتابع للحالات وتحولاتها المتسلسلة على أساس العلاقة بين الفاعل والموضوع. فهو بذلك يشتمل على نوعين من التحول، الأول: تحول اتصالي، يكون فيه الفاعل في الموقف البدئي على انفصال عن موضوعه ثم يتصل به، والآخر: انفصالي يكون الفاعل متصلاً بموضوعه ثم ما يلبث أن ينفصل عنه في الموقف الختامي.وتتكون الدراسة من تمهيد وثلاثة فصول، بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة تتضمن المقدمة مسوغات اختيار هذه الدراسة والنماذج المختارة من الرواية العربية الحديثة، وهي رواية الثائر الأحمر لعلي أحمد با كثير، ورواية: ميرامار لنجيب محفوظ، ورواية بقايا صور لحنا مينة، ورواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي. وما يلاحظ في هذه النماذج المختارة هو اختلافها شكلاً ومضموناً، وامتداداً في التسلسل التاريخي للرواية العربية، وهو ما يعطي مساحة أوسع للمتن المدروس على مستويات مختلفة، بحيث يكون الجامع هو الاختلاف وليس الائتلاف. إذ إن الدراسة تسعى للبحث عن التحول النصي وتبيان كيفية اشتغاله على مساحة نصية، في أماكن وأزمنة مختلفة، وفي سياقات ثقافية متباعدة، وبتشكلات فنية ولغوية متنوعة.وتضمن التمهيد مدخلاً منهجياً للتحول النصي، من حيث التأصيل العلمي للتعريف بدءاً بالتحول ذاته، ثم النص، من حيث اللغة، وكما يتجلى في موسوعات النقد الأدبي ومعاجمه. ثم كما يتجلى في دراسات النقد الأدبي وأبحاثه، وفي مجال الدراسات السردية خاصة. وقد توصل في الأخير لتعريف إجرائي للتحول النصي وهو: ما يمكن أن يمثل حركة وانتقالاً وتغير العوامل والدلالات والرؤى داخل النص، وما يصاحب هذا التحول، في الصياغة الفنية من تحول في العلاقات، والخطابات الأيديولوجية، ومدى الأثر والتأثر بالفضاء المحيط والزمن الواقع في/بين لحظتي التحول في النص ذاته.وفي الفصل الأول: تم الوقوف على التحول السردي بوصفه العنصر الأبرز للتحول في سطح النص من خلال حركة الشخصيات وتحولاتها من حالة سردية إلى أخرى، وقد تم ذلك من خلال قسمين الأول: يتناول التحول بين اللحظتين الابتدائية للسرد والختامية؛ لاستكشاف ما بين هاتين اللحظتين من حركة سردية تؤثر في تشكيل القراءة. وفي القسم الثاني: تم دراسة التحول السردي من خلال حركة العوامل السردية داخل النص.وفي الفصل الثاني: تم دراسة التحول في المكان عبر قسمين أيضاً، الأول التحول في المكان بين الانفتاح والانغلاق. والآخر التحول في المكان بين الألفة والعدائية. إذ إن تحول العوامل لابد له أن يتخذ واحداً من هذه الخصائص للمكان؛ ليتحقق معه التحول، ومن ثم اكتشاف جماليات ذلك التحول في المكان من خلال هذه الخصائص.أما الفصل الأخير فإنه يتضمن دراسة التحول الأيديولوجي للنماذج المدروسة من خلال قسمين، الأول التحول الأيديولوجي الجزئي، وهو المتمثل في التحول الذي تقوم به المنظومات الأيديولوجية، أو بعض العوامل بصورة جزئية داخل النص. ويتضمن القسم الأخير التحول الأيديولوجي الكلي وهو الذي يشكل حركة النص وتحوله بصورة كلية من خلال تضافر التحولات الجزئية للأيديولوجيات ويأتي ذلك عبر تأمل وسائل الربط الكلية للنص كالعتبات، وعبر بناء النموذج العاملي المؤطر لحركة النص بصورة شاملة.وتضمنت الخاتمة أهم النتائج المتوصل إليها في هذه الدراسة . إن هذه التقسيمات تتضمن بالضرورة أثر التحول على بقية البنى داخل النص كالزمن والرؤى وبناء الشخصيات وغيرها. والدراسة بصورة شاملة تشير إلى كيفية تشكيل التحول النصي للرواية العربية من خلال النماذج المدروسة على اختلاف مستويات بنائها.