بعودة الروح.. "
خالد هيثم:لم يكن مشوار"عميد الأندية" في منازلات كرة القدم لدوري الموسم الحالي ، على خط قريب من طموحات العشاق والمحبين في كل محافظات الجمهورية مع خصوصية " عدن" حيث الموطن وقلعة صيرة، في انطلاقة المنافسة وحتى حين حط الرحال بنهاية دور الذهاب ، حين كان النادي الكبير يعاني ويقدم القليل أداء ونتائج وحصادا للنقاط من مواجهات الخصوم في ملعبه "نصر شاذلي" وخارج القواعد.ومع تزايد حالة القلق عند المنتسبين والقائمين على الشأن وتسارع جهود الداعمين، كان التلال بعراقته وتاريخه وبطولاته ومن خلال لاعبين "شبان" يتداركون الأمر، مع صافرة نهاية مواجهة أهلي صنعاء "ذهابا" حين سقط الفريق في أرضه، فكانت أولى الخطى البحث عن " فكر" جديد يجيد إدارة الشئون الفنية في أروقة خطوط الفريق الذي انهار في جولات متتالية عجز فيها عن تحقيق الفوز مرات، وهو ما أزعج الجميع وجعلهم يخشون القادم .. فكانت أولى الخطى تغيير الجهاز الفني "كاملا" فابعد جمال نديم ومساعده قيس محمد صالح ومعهما مدرب الحراس علي عوض.. لتبدأ مرحلة جديدة ارتبط بها التلاليين بدعمهم وتشجيعهم ومؤازرتهم ..فجاء الكابتن احمد صالح الراعي ليمسك بزمام أمور الفريق ويبتدئ مرحلة كانت اقل ما يمكن القول عنها إنها مخيفة لأي مدرب ..فجاءت البداية سقوطاً في إب أمام الاتحاد ، بعدها نهض الفريق واستقام وثبت مع النتائج الجيدة والبداية كانت من فوز مهم عاد به من العاصمة صنعاء حين هزم الشعب بهدفين نظيفين للاعبيه " توكل والهبة" اللذين دخلا مع الفريق ذهابا ، الأول من دكة البدلاء والثاني قادما من العروبة ، ليغير التلال من شكله وقدراته وحضوره في المواعيد المتتالية فحصد النقاط والإعجاب وكتب سطور سيناريو ربما لم ينتظره الكثيرون عطفا على أحوال الفريق مع ذهاب النديم وقدوم الراعي والتغيير الذي تم وغادر فيه المحترفان دوجلاس وتشينو .التلال توفق وأبهر ونال الإعجاب، ودخل في غمار المنافسة على مراكز المقدمة بحثا عن موقع لائق، حتى وان كان ذلك بعيدا عن موقع الصدارة وما يليه وهما اللذان انحصرا بين الصقر والأهلي منذ وقت مبكر.انتفض التلال واستقام وثبت وتسلح بالثقة التي استمدها من تاريخه العريق ، فكان في موعد مهم من خلال قدرة " الراعي" على التعامل مع لاعبيه واستخراج كل مالديهم محطة وراء أخرى، إلى أن اقتربت مواعيد النهاية ، حين وجد نفسه في معترك مهم يتجلى فيه صراع المركز الثالث والبرونز بوضوح ، فكان لاعبو العميد على قدر الثقة بدعم إدارتهم وجمهورهم وقدرة مدربهم ، فمروا بروعة وتمسكوا بما يمكن أن يلامسوه حتى بعد الخسارة التي كادت أن تعصف بما يريدونه، وكان أمام العروبة في ملعب " نصر شاذلي " فقد ايقنوا إنهم قادرون على تحقيق مبتغاهم في موعد كهذا ، فرصوا قدراتهم وتفهموا لمتطلبات مواجهتين أخيرتين، خارج القواعد ، حازوا فيها أربع نقاط بتعادل مع اليرموك وفوز في المحطة الأخيرة على الأهلي صنعاء ، ليثاروا ويحصدوا النقاط الثلاث التي كانت عنوان اللحظة الأخيرة التي خطفوا فيها برونز الدوري بعد أهلي صنعاء والصقر " البطل".هكذا عزف أبناء التلال " العميد" اللحن الذي طوروه من لحظة مغيبة كانوا فيها لا يمتلكون أي أداة.. إلى لحظات زاهية تستقطب الجميع إليها لأنها من مصدر عريق وكبير وارث رياضي متميز " اسمه" التلال .هذا هو التلال الذي عاد بجهد محسوب للجنة المؤقتة التي قادها "عارف يريمي" وأعضاء لجنته وجهاز فني محترم ، فيه الكابتن عبدالباري عوض وسعيد نعوم وباسل عثمان ومحمد الغربي والحبشي.هكذا كان المحبون للتلال يقدمون دعمهم حين تطلبهم الحاجة فبرز الشيخ احمد العيسي وم.عدنان الكاف والشيخ علي جلب ورجال اوفياء كانوا في الموعد .. ليعود التلال ويبقى الأمل في قادم أفضل .