قصة قصيرة
تتراقص بمتعة لا متناهية، يبدو العالم صغيرا في محيطها البهيج، تحتجب لحظات وتعاود البزوغ لتعبر عن حياة كاملة مليئة بالسعادة، تعاود الحبو من جديد بأنوار متوهجة عاكسة كل الألوان، تمايلها يزيدها بهاءً وجمالاً.. مفاتنها تظهر بشكل جنوني تحرج العيون المتعطشة وكذلك القلوب طربا من عذوبة خطواتها المتراقصة حد الثمل.. تواصل البزوغ والتدحرج، تتراقص أكثر وبخفة عالية.. اللون الأسود الناعم الذي يكسو حراس البوابة يزداد جمالا ولمعاناً من تمايله حول نفسه.. ترتفع الزغاريد.. تتطاير طرباً متجاهلة كل العيون التي تعشق الخلود معها، متناسيةً حتى نفسها، تملأ المكان ذهابا وإياباً.. تتكاتف تلك الأجساد السوداء مع نفسها لإعاقة تقدمها.. تنهار حواجزهم.. متجاوزة البوابة برقصة جنونية.. لم يسع اللون الناعم إلا أن يتمزق ألما بخيبته التجاوز يعود لحماية المكان من نسمات الهواء الطائشة.. تفكك حزنا لمغادرتها حجرها وهي على هذه الحالة الممتلئة شرابا.. شراب لذيذ جعل مفاتنها تتحدث عن نفسها غير آبهة بعالمهم المحافظ، متعدية كافة الخطوط الحمراء.. تتجه إلى الخلاء.. العيون لازالت متلذذة من رقصات مفاتنها.. جسدها يعكس كل الألوان والأنوار الملونة بوضوح.. تتلألأ أكثر.. القمر يمعن النظر إلى نفسه من خلال مفاتنها، تنتفض بحياء السحب مسدلة ستارها عليه لتحجبه مخفية تلهفه الغير المعهود بعشقه الممنوع لليالي الحمراء، نسيم بارد يلفح مفاتنها ملتهما قطراتها المالحة المتطايرة من جسدها، يتوقف جوارها متلذذا بالمزيد، فاركا كفيه فرحا بقدومها، ومتابعا بدقة سقوطها الناعم بين يديه.. تبدأبالدوران مرهقة من رقصاتها الطويلة القصيرة، تفرد ذراعيها لإعادة الإتزان إلى جسدها المتثاقل هروبا من السقوط المذل.. تتهاوى بخطوات متثاقلة على القرب من حافة الرصيف.. تبتعد عن الألوان الملونة.. الجميع مبتهجٌ برقصاتها وحزينُ خروجها.. تتملكهم الدهشة ويكسوهم الترقب الجميل المخيف.. تتهاوى.. تتصارع أجزاؤها التماسك.. نسمة باردة تفكك اعضاءها.. تسعل.. تتقيأ.. تنحني.. تتكور.. تنزلق.. تسقط مغشيا عليها معلنة نهاية الضحك.. تاركة خلفها لوناً مقدساً لا يمحوه الزمن.