من هم ذوو الاحتياجات الخاصة؟ إنهم أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة كي ينموا ويتعلموا ويتمكنوا من المشاركة في عملية التنمية كمواطنين عاديين قادرين على النجاح في تأدية بعض النشاطات الأساسية والاجتماعية والتربوية أو الشخصية.إن هؤلاء المصابين بهذه الإعاقات لا يعتبرون غير طبيعيين أو أنهم لا يدركون أو يشعرون أو يتأثرون .. إنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع ولا فرق بينهم وبين غيرهم من العاديين إلا بما تقتضيه بعض المراعاة الخاصة التي تتضمن اندماجهم وتوافقهم مع المحيط الاجتماعي.وقد أكد الإسلام عدم التفريق بينهم وبين الأفراد الآخرين ومن ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث الشريف: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» صحيح مسلم .. وإذا تتبعنا التاريخ الإسلامي فسنجده حافلاً بالنماذج التي تبرهن على مدى اهتمام ديننا الحنيف بذوي الاحتياجات الخاصة والرفع من شأنهم، فها هو عبدالله بن أم كتوم مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يعاني من فقدان البصر، قد قدم الكثير للإسلام حتى سقط شهيداً في يوم القادسية وكذلك الصحابي عمرو بن الجموح الذي كان أعرج خرج للجهاد مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في يوم أحد وأخذ موقعه في مقدمة الصفوف مجاهداً حتى سقط شهيداً .. ويمكن القول إن الإسلام والمجتمع المسلم أول من أهتم بذوي الاحتياجات الخاصة وقدم لهم خدمات إيجابية ورفع عن كاهلهم الحرج والمشقة فيما لا طاقة لهم به وسعى إلى تغيير الصورة الذهنية القاتمة للمجتمع تجاههم وساوى بينهم وبين العاديين في الحقوق والواجبات إلا ما دعت الحاجة.ومن هنا في وقتنا الحاضر ينبغي أن نفعل دور التوعية للمجتمع بالنسبة لهذه الفئة فنحن نضع جل الاهتمام على النواحي التأهيلية لهذه الفئة ونغفل عن أهمية إدراك المجتمع لمعنى «ذي احتياج خاص» والمجتمع أهم عوامل رفع الروح المعنوية لدى هذه الفئة ليكون لهم دور في التنمية سعادة في الحياة العامة.
المجتمع وذوو الاحتياجات الخاصة
أخبار متعلقة