رمضان كريم..وكل رمضان وأنتم سالمون. شهر رمضان شهر الصيام، شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار. ولكن هناك من يأبى هذا العفو الروحاني والأجر الرباني، هذا مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم عندما بشر المؤمنين بالجنة وبدخولها ولكنه استثنى فقال”إلا من أبى” فقال له صحابته رضوان الله عليهم “ومن يأبى يا رسول الله” قال عليه الصلاة والسلام “ من أطاعني دخل الجنة” ومن عصاني فقد أبى” أي أن الذي يخالف ما شرعه الرسول فإنه قد أختار طريقاً وسلك مسلكاً يأبى ويرفض به أن يدخل الجنة ويقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز “ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، ألا يظن يظنوا أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين” سورة المطففين. الآيات الأولى.قدمت لهذه العجاله ما قدمت عسى أن يتعظ من أراد أن يتعظ ويجعل له من نفسه لنفسه لبُاً يهتدي به.ولقد سمعت أحدهم يقول واعظاً لشاب يافع إن وقف يا بني أنوقف الناس كلهم ليضروك فعل الأقل أن لا تضر نفسك بنفسك”.عبارة طيبة من شيخ طيب، علمته الحياة واختبرها وهو يخرج منه متبصراً، فهل هناك من ينتصر لنفسه.قلت هذا هو شهر رمضان الكريم سيقبل علينا وستهل أنواره، وهاهم هؤلاء التجار، بل قل بعضهم، يستعدون لاستقبال هذا الشهر بمزيد من المغالاة ورفع أسعار المواد الغذائية ويشمرون سواعدهم للغش، وأفواههم للحلف الكاذب،وليس الأمر بغريب فقد عهدنا منذ سنوات من هؤلاء التجار وفي كل سنة نتشرف بشهر فيه ليلة خير من ألف شهر أن يكون هذا هو مذهبهم.مع أن المفروض من التجارة (البيع والشراء) أن تقوم على الأمانة،وليس كما نسمع دائماً بأن التجارة شطارة، إذا كان الأمر يتعلق بالشطارة فالشاطر هو الذي يبتعد عن حمل الأثقال على ظهره، وليس التلاعب والغش والمغالاة في الأسعار مما يضيق على الناس حياتهم المعيشية.ومن ضمن ما يجب أن يقوم به التجار في أي مجتمع وخاصة المجتمعات الإسلامية أن يرفعوا عن كاهل المسلمين عبء ضنك العيش اليومي.ويجب عليهم أن يساهموا مساهمة فاعلة في تخفيف الأعباء بما لا يتعارض مع مصالحهم في الربح ولكن دون استزادة غير مبررة.“من غشنا فليس منا” قول الصادق الصدوق وفي المقابل هناك منالإخوة التجار الذين لا يعملون بمبدأ “ التجارة شطارة” فهم يعلمون أنها بهذا تكون خسارة، بل هؤلاء التجار الأفاضل يدلون بدلوهم بكل صدق وأمانة وفي يقين من حصاد نافع لهذه المعاملة.ورمضان كريم
|
آراء
لماذا رمضان يكون موسماً لغلاء الأسعار؟
أخبار متعلقة