عالم الصحافة
بخلاف الموقف الذي عبرت عنه الجاليات اليهودية في أوروبا، ساد ارتياح إسرائيلي لفوز قوى اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي، وهي القوى التي تنادي بالتخلص من الاتحاد الأوروبي وتدعو إلى استعادة كل دولة أوروبية لخصوصياتها السيادية.واعتبر «مركز أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي ذلك تطورا قد يفضي إلى زوال الاتحاد الأوروبي، الذي تتهمه إسرائيل بتبني سياسات تتعارض مع مواقفها. وقال السفير الإسرائيلي الأسبق بكل من الأردن والاتحاد الأوروبي عوديد عيران -في ورقة نشرها موقع المركز أمس الأول السبت- إن في إسرائيل من يرى أن صعود اليمين المتطرف قد يفضي إلى إضعاف الإطار المركزي الأوروبي الذي يتبنى مواقف نقدية للسياسات الإسرائيلية، لاسيما في كل ما يتعلق بالمستوطنات والسلوك الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.وحذر عيران من أن الرهانات الإسرائيلية على إضعاف الاتحاد الأوروبي ليست في مكانها، على اعتبار أن أوروبا مازالت الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل، علاوة على أن صعود اليمين المتطرف لن يهدد في المستقبل المنظور بقاء الاتحاد الأوروبي كجسم يبلور السياسات الخارجية للدول الأوروبية.وشدد على أن هناك هوة بين الرغبة الإسرائيلية الواضحة في إضعاف الاتحاد الأوروبي كنتاج لانتخابات البرلمان الأوروبي وبين تصميم قادة الدول الأوروبية المركزية - لاسيما ألمانيا- على الحفاظ على دور المؤسسات الرائدة للاتحاد.من ناحيته قال تسفي بارئيل المعلق بصحيفة «هآرتس» إن هناك علاقات وثيقة بين قادة اليمين المتطرف بأوروبا واليمين الإسرائيلي، وعلى وجه الخصوص قادة المستوطنين في الضفة الغربية علاوة على أن بعض نخب اليمين الأوروبي المتطرف تتخذ موقفا رافضا لحملات المقاطعة الدولية لإسرائيل.وذكر -في مقال نشرته الصحيفة أن إسرائيل واجهت في البداية تحدياً في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات الأوروبية، حيث إنه كان يفترض بها أن تندد بصعود اليمين المتطرف في أوروبا بسبب طابع برامجه «اللاسامية». لكنها في نفس الوقت كانت تشعر براحة بسبب مواقف اليمين المتطرف العدائية من المسلمين في أوروبا، لكنها سرعان ما تغلبت على ترددها عبر التنديد بـ «لاسامية» اليمين المتطرف بأوروبا، وفي الوقت ذاته احتفت بمواقفه العنصرية تجاه المسلمين.وأشار بارئيل إلى أن إسرائيل تستفيد من «اللاسامية» الأوروبية لأنها قد تدفع يهود أوروبا للهجرة لإسرائيل مما يسهم في تحسين الميزان الديموغرافي لصالح اليهود، وتوقع أن تسهم هجرة اليهود الأوروبيين في تعزيز اليمين الإسرائيلي لأن هؤلاء اليهود سيكونون أكثر تأثراً بمواقف اليمين الأوروبي من المسلمين.