عالم الصحافة
أولت الصحف الأميركية اهتماما بخطط إدارة الرئيس باراك أوباما لخفض قواته وسحبها من أفغانستان.فقد أثنت افتتاحية صحيفة لوس أنجلوس تايمز على خطة أوباما لخفض القوات الأميركية في أفغانستان بأنها خطة مسؤولة، وأن الجدول الزمني للانسحاب سيسمح للقوات الأفغانية بتحسين جاهزيتها.وقالت الصحيفة إن الشعب الأميركي سئم من مشاركة الجيش الأميركي في أفغانستان التي استمرت أكثر من عشر سنوات وأزهقت أرواح أكثر من 2300 أميركي دون استئصال حركة طالبان أو تطهير سياسة الفساد والمحسوبية الأفغانية. لكنها ألمحت إلى بعض الإنجازات التي تمت، ومنها دعم القوات الأفغانية لتكون قوات احترافية، والتقدم نحو مجتمع مدني أقوى، وتحسن في مجال التعليم وتمكين المرأة.وبموجب خطة أوباما ستنخفض القوات الأميركية من عددها الحالي 32800 إلى 9800 مع بداية عام 2015، كما ستنخفض إلى نصف ذاك العدد بنهاية العام المقبل، ومع نهاية عام 2016 سيتضاءل الوجود العسكري الأميركي إلى حجم مشابه للقوة الأمنية الموجودة في العراق.أما افتتاحية نيويورك تايمز فقد انتقدت خطة الانسحاب قائلة إنها كانت بطيئة جدا منذ البداية، وإن هذه ليست نهاية التورط العسكري الأميركي في المستنقع الأفغاني. وترى الصحيفة أن وعد أوباما بإنهاء الحرب التي اندلعت قبل سنوات لن يُوفي به حتى يخرج عمليا من منصبه.من جانبها كتبت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها أنه لا يمكن لوم الرئيس أوباما على تناقضه. وأوضحت أنه بعد فوزه في انتخابات 2008 خفض الوجود العسكري الأميركي في العراق إلى الصفر، وبعد المساعدة في الإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا عام 2011 أكد على عدم بقاء أي قوات أميركية هناك، وظل بمعزل عن الصراع في سوريا، وأمس وعد بسحب كل القوات الأميركية من أفغانستان مع نهاية عام 2016.وقالت الصحيفة إن القرار الأفغاني قد يكون مفهوما لو أن خيارات أوباما السابقة أثبتت نجاحها، لكن الملاحظ هو أن النتائج كانت سيئة أيضا. فقد انزلق العراق إلى وضع قريب من الحرب الأهلية مع إعادة تنظيم القاعدة لاحتلال الأراضي التي ضحت من أجل تحريرها قوات المارينز. وفي سوريا رسخ تنظيم القاعدة وجوده بمناطق آمنة حذر كبار المسؤولين الأميركيين من إمكانية استخدامها نقطة انطلاقلهجمات ضد أوروبا وأميركا. وليبيا تتفكك مع صراع الإسلاميين والعلمانيين والفصائل العسكرية وغيرها التي تتناحر لفرض سيطرتها.وتأمل الصحيفة أن تستطيع أفغانستان تجنب هذا المصير، لكنها أردفت بأن آخر مرة انسحبت فيها أميركا من هناك -بعد انسحاب الاتحاد السوفياتي- كانت النتيجة سيطرة طالبان وملاذات آمنة للقاعدة وفي نهاية المطاف هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.