تمتلك اليمن حضارة وتاريخاً عريقاً منذ القدم.. كمملكة سبأ ومعين وحمير .. وأيضاً هناك أسماء شهد لها التاريخ قبل وبعد الإسلام.. وآثار مازال الواقع شاهداً على ذلك .. وبهذه الأسطر القليلة أريد أن أربط بين الماضي والحاضر.. يحكى في المراجع التاريخية أن عرافة يمانية أبلغت عمرو بن ميزيقا (آخر تبابعة سبأ الثانية) أن سيلاً عرمرماً سوف يأتي وأن السد ( سد مأرب ) كان قد تعرض للنخر من الفئران وحذرته بأن ذلك السيل سوف يأتي على السد ويجرفه .. وأن كارثة توشك أن تحدث جراء ذلك الانهيار. غير أن عمرو بن ميزيقا .. أخفى هذه النبوءة المشئومة عن الشعب السبئي . وأخذ الحيطة لنفسه وأهله وهاجر شمالاً قبل حدوث الكارثة .. جاء السيل وجرف السد وأحدث الإنهيار وكان إنهياراً لمملكة سبأ وشعبها .. فتفرقوا مزقاً في كل الجهات والنواحي . إن هذا الصرح الأثري .. مازال اليوم شامخاً. باختصار.يعني أن الفئران كانت في تلك الحقبة الزمنية القديمة . لها دور كبير ومؤثر بحياة الناس وكانت سبباً رئيسياً بهجرتهم وبتعاستهم وترك موطنهم الأصلي والهجرة كانت الأنسب لهم. والبحث عن أرض آمنة توفر لهم العيش والاستقرار .. وبعد عقود من الزمن .. وفي ظل العلم والتكنولوجيا الحديثة ظهر لنا فئران من نوع جديد.. ومن نفس المحافظة محافظة مأرب الباسلة .. هذه المحافظة التي قهرت الطبيعة ووقفت ضد الزمن الغابر.. واليوم تظهر بها الحياة المدنية وتتوسع شيئاً فشيئاً نحو التقدم والرقي.. إلا أنه كما يبدو لنا بأن فأر الأمس قد ظهر اليوم من جديد ومن نوع آخر ومن زاوية أخرى.. إن هذه الفئران التي هدمت حضارة الماضي.. أرادت اليوم هدم مقومات الحضارة العصرية هذه الحضارة التي تقف على أساسها ( النفط والكهرباء ) وبهذه المجموعة من الفئران الجدد مهما كانت مطالبهم فالواقع يقول بأن هناك العديد من الطرق في المطالبة بهذه الحقوق أو التعبير عنها. ومع الجهات المتسببة الرئيسية لها .. أن تفجير أنابيب النفط وتخريب خطوط الكهرباء.. ماهو إلا نوع من أنواع المساس بحياة الناس البسطاء .. إذا كان فئران الأمس مسوا حياة الناس من خلال سد مأرب .. فأن فئران اليوم مسوا حياة الناس بهذه الأعمال التخريبية (للنفط والكهرباء ) .. نقول لهم لا تزيدونا تعاسة وتعكر وحياتنا المعيشية صعبة فنحن مواطنون ضعفاء. أما أصحاب الشأن .. لا يهمهم شيء من هذه الأعمال فهم محظوظون في كل شيء بهذه الحياة .. ماعدا من قدرة الخالق.. ارحموا من في الأرض يرحمكم رب السماء. هل تريدون منا ترك الأرض وهذا الوطن الذي ترعرعنا فيه. ونهاجر كما هاجر أجدادنا لكن هذا لن يكون أبداً .. اليوم ليس كالأمس .. والأرض والوطن .. اليوم هوية.. ومن ليس له وطن.. ليست له هوية .. أفهموا معنى الوطن.. الأرض .. الهوية .. الأمن .. الاستقرار .. يامن تغذون وتأوون الفئران الضالة.. يامن تعيشون بهذا المستنقع .. أفيقوا من نومكم هذا .. وأنكم تدركون بأن الدولة وأن كان نفسها طويلاً اليوم .. ربما يضيق غداً .. وستطول يدها كل من عبث بحياة وممتلكات الوطن والمواطن.. فالوطن له اذرع طويلة وقوية قادرة على قص كل ذيولكم الخبيثة التي تريد تخريب ما أنجز وتحقق لهذا الوطن الغالي علينا جميعاً .. نقول للحاقدين والفاسدين والمخربين .. ستلاحقكم لعنات المواطن والوطن أينما كنتم .. وفي أي زمن.
|
آراء
فأر الماضي .. وفئران الحاضر..!
أخبار متعلقة