على طاولة الوزير الإرياني والمحافظ شوقي هائل
فرق كبير وشاسع بين رئيس النادي أيام زمان ..ورئيس النادي في مابعد التسعينات والى اليوم..فالمنصب هذه الأيام تحول إلى مغنم ..ورئيس النادي اختلفت مواصفاته ولم يعد من المهم أن يكون فاهماً ومحباً ومخلصاً وقريباً وعلاقاته واسعة ولديه القدرة على أن يدعم أو أن يأتي بالداعمين ..ومن هنا ظهر كثير ممن لا ناقة لهم ولا جمل في الواجهة الرياضية وتولوا بطريقة أو بأخرى إدارة أندية رياضية كل ما يفهمون فيها أنها ظهور وأضواء إعلامية وشهرة ووصول إلى المال بدلاً من تقديمه !! لاتستغربوا..ولاتندهشوا ..هو حالنا الأعوج وهو الحال المكتوب على كثير من الأندية ..ومنها ذلك النادي الذي مازال يحكمه رئيس النادي الذي ماعمره دفع ريالاً واحداً وعلى العكس تجده في عزومة غداء أو عشاء للفريق يوعز لأحدهم بأن يلحق بعده إلى المنزل بما لذ وطاب من الطلبات (السفري) على ذمة فاتورة النادي كما انه يحرص على أن لا يخلو كشف المكافآت من أسمه..وغيره نائب رئيس ناد كبير له سنوات طويلة ولم يقدم أي دعم مالي أو عيني أبداً ..ورغم أنه ميسور الحال ولديه عمارات عدة واستثمارات وفلوس مثل (الرز) كما يقولون إلا أنه لا يتورع عن (ملاحقة التجار) بطرق ملتوية باسم النادي ..ولا يخجل حتى وهو (يرحل) بعض أدوات رياضية تحصل عليها النادي ..ويوردها إلى (بدروم) فلته من أجل أن يستمتع مع أولاده بممارسة الرياضة على أدوات (عرطه)!! .كثيرة هي الشواهد التي نعرفها..والبلاوي التي تسقط كثيراً من قياديي الأندية من العيون والقلوب ..ولو نعددها لما اكتفينا ولأفردنا المساحات الواسعة..ويكفي لو نريد أن نعرف بأن رئيس النادي أو النائب أو الوكيل أو الأمين العام في عدد من الأندية يتكلمون عن الوضع الصعب وأن المشكلة الدائمة والمصيبة الكبرى قلة الدعم المالي وعدم وجود داعمين وهم في ما خفي وكان أعظم يحولون النادي وفقره إلى أداة ووسيلة للتربح وللتكسب الذي يذهب الفتات منه للنادي..وما ثقل إلى جيوبهم وبطونهم..إلى جانب ما يحظون به من شهرة إعلامية !! * وعليكم أن تسألوا لماذا قرر أحد الداعمين الكبار لناد كبير التوقف عن دعم النادي وقطع صلته بالرياضة تماماً ..وما الذي أغضبه .. وما حكاية بعض قيادات أندية تحول شهر رمضان موسماً للشحت باسم النادي وليس للنادي ..ومن هو القيادي الذي قدم دعماً مالياً وأراد بعد سنوات أن (ينهب) أرضية النادي تحت عذر أنها ملك له بما قدمه من مال ..ومن هو المسئول الكبير الذي أجر محلات النادي الاستثمارية بمبالغ زهيدة جداً لسنوات طويلة مقابل أضعاف المبالغ التي (بلعها) في السر مع من تعاون معه!!..ومن هو الذي مازال يستخدم كل الضغوطات والتربيطات ليستمر في قيادة النادي بالتأثيرات وهو يقول للناس إن العمل الرياضي محرقة للوجه فيما هو يحرق وجهه فعلاً لتطوير وتوسيع ثرواته!! مع ذلك هناك في الاتجاه الآخر رؤساء أندية يتميزون بالحب والفهم والدعم والسخاء وهناك قيادات إدارية تعشق العمل الطوعي وخدمة أنديتها ..ومنهم من يملك القدرة على الدعم والبذل ولا يقصر أبداً دون الحاجة للظهور أو لكسب شهرة إعلامية ..ومنهم من لا يستطيع أن يدعم بالمال لكنه يدعم بدم قلبه وبروحه ويحمل هم وغم النادي في حله وترحاله من أجل أن يوفر ماهم في حاجة له ..! ولا أخفيكم ..تذكرت وأنا أستعرض مسيرة الأندية ومن مر عليها من رؤساء وقياديين ..ذلك الرجل الذي ملأ ماحوله ..وتمكن من انتزاع النجاح والتميز ..وقاد ناديه إلى منصات التتويج ..ومحطات الإبداع ..وفي غمرة كل الأفراح نسي نفسه فعلاً ..وظل حريصاً على أن يتعب ويجتهد ليؤمن المزيد ..فعرف في الأوساط الرياضية بأفضل من قاد الأندية ..وبأفضل رئيس ناد وإن وجد من هو أقدر منه في تقديم المال والدعم إلا أنه يظل رئيس النادي الأبرز ..!! هو الحاج محمد القصوص ..ذلك القيادي الرياضي الذي قاد قلعة نجوم اليمن (أهلي تعز) في أزهى مراحله ..ونجاحاته..وأستطاع بتواجده وقربه من الجميع ..وتفهمه ..وحنكته ..وسخاء قلبه ويده أن يسير بالأهلي إلى أوج ألقه ..وأن يقدم لليمن واحداً من أهم وأبرز وامتع الأندية اليمنية ..دون أن ينظر لمكسب أو لشهرة أو لغير ذلك ! الحاج القصوص ..رحمة الله تغشاه ذهبت إليه قبل عدة سنوات وهو في فراش المرض ..وحاورته..وسعدت بأنه سرد كثيراً من مراحل حياته كرئيس ناد ..وصانع إنجاز ..وكانت دمعته حينها تعبر عن عدم رضاه عن الحال الذي وصل إليه النادي..!! وبعد أن غادر الحياة قبل ما يقارب الخمس السنوات مازال يفرض تواجده بذكراه ..وبالترحم على روحه الطاهرة ..وباستعراض ما قدمه..وما حققه ..وبالمقارنة في حالة التقييم لحال الأندية ..والرياضة ..وأين وصل ..فلابد أن يطل وأن نتذكره كرئيس ناد لم يتكرر ..ولم يحقق أحد من الرؤساء في الأهلي تعز إنجازات مثل ما تحقق في وجوده بإستثناء فترتي رئاسة الأستاذ علي ناجي الرعوي والزميل العزيز فكري قاسم.. وبتذكره ..لا بد أن نتذكر ..أنه قدم للرياضة الكثير..ولم تقدم له الرياضة سوى حب الناس ..ولأنه كان القيادي البارز والمميز ..ماذا لو تبنى معالي وزير الشباب والرياضة معمر الارياني والمحافظ الرياضي شوقي هائل فكرة تسمية المدينة الرياضية بتعز باسمه ..فأقل الواجب ..وأول الوفاء يأتي من بوابة مدينة القصوص الرياضية بتعز ..أو حتى ملعب القصوص بالمدينة الرياضية..وما أظن الأمر صعباً ..ورحمة الله عليك أيها القائد الرياضي الذي أتى بالنجاح من قرونه وبهدوء ..ورحل بصمت !!