سطور
إن الكم لا يعني دائماً مؤشراً صحيحاً على حيوية مسار الحركة الثقافية وغناها وتنوع اتجاهاتها في بلد ما، إلا أن اللافت للانتباه أن نسبة الأعمال الجيدة وسط هذا الكم الأدبي والثقافي وغياب الكتاب العلمي الذي صدر هذا العام، ورأيناه في معرض الكتاب المحلي، كما رأينا عرض بعض الروايات ودواوين الشعر الحديث تعود لكتاب يقدمون أعمالهم لأول مرة، وهو أمر يحيلنا مباشرة إلى التساؤل:هل بدأت ملامح الجيل الروائي الجديد في بلادنا؟ وهل برز شعراء جدد بالتبلور أو التشكيل؟ويستتبع ذلك التساؤل عن تفاصيل هذه الملامح.إن بروز هذا الجيل من الأدباء والكتاب يستدعي ضرورة ظهور ملحق جريدة المحرر الثقافي ومجلات ثقافية تساعد على تشجيع هؤلاء الكتاب والأدباء الجدد، فهي أسماء في غالبها ليس لها حضور ثقافي يساعد على نشر أعمالها الجديدة والتي تصدر لأول مرة ، هل هو جيل ثقافي لا تستوعبه المنابر الثقافية في بلادنا الموجودة حالياً، والمعبرة في العمق عن اختيارات سياسية أم هو جيل لا ترضيه المنابر واختياراتها الثقافية والسياسية؟.ومن السابق لأوانه ونحن إزاء ظاهرة كهذه لا تزال في طور التشكيل أن نقدم إجابة قاطعة عن هذه الأسئلة، فقد ظهرت مجموعة من الكتاب والأدباء الجدد تحتاج إلى المزيد من الدعاية الإعلامية حتى تبرز إلى الساحة بقوة وجدارة.إن هذه الملاحظة قد توحي بأن هناك نوعاً من القطيعة بين جيلين اختارا طريقتين مختلفتين في الظهور ولكن هذا الإيحاء هو مجرد وهم، فالقراءة المتأملة لأعمال هذه الأسماء الجديدة في الرواية والشعر تكشف استمرارية، مثلما تكشف أسماء لا تزال حاضرة من الجيل السابق، مثل عمر الجاوي، حسين باصديق، عبدالقادر باوزير، عبد المجيد القاضي، شوقي شفيق، عبدالرحمن اسقاف، نجيبة حداد، ميمونة أبوبكر وغيرهم وبالطبع هذه الاستمرارية وهذا التأثير ليس بالاكتشاف ولا بالأمر المدهش، نظراً لحداثة الإبداع في بلادنا.وأخيراً يمكننا القول إن الجيل الجديد في عالم القصة والشعر، إن الأدب يختار الكاتب لكي يشتغل بها،وبرز إلى الواقع الأدبي ويحقق المعجزات في هذا الزمن الصعب، لأن الكتابة للأدب والفن والجمال، تحتاج إلى الصبر والتحدي خاصة الكتابة للحق والخير.أما الكتابة للحياة وللقضايا الحسان في الحياة، فذات شأن آخر، ويخيل إلي أن الكاتب الأصيل ليس مطلق الحرية في أن يكتب أولا يكتب، إنه لا يملك وحده كل أمره، وإنما الموهبة والحالة هي كل التي تملك عليه الأمر كله، وتتصرف فيه، وربما قضت عليه وهو يؤدي دوره المحترم.