غني يا عدن الثورة زُفي لنا أجمل صورة غني يا عدن الثورة وهني وحدتنا الكبرى غني يا صنعاء يا بلادي غني لأجمل وأحلى أعيادي غني غني غني وهني يا عدن الثورةإعداد/ إدارة الثقافةبهذا المقطع من قصيدة الفنان القدير محمد علي الميسري عن الوحدة اليمنية والذي يعتبر أول فنان تغنى بالوحدة فإننا اليوم نتغنى ونحتفل بها أجمل احتفال ونحن نعرف أن دور الثقافة والمثقفين في تحقيق الوحدة اليمنية كان له الأثر الأكبر وكثير من الشعراء قدموا قصائد عن الوحدة ولا ننسى أيضاً الدور الكبير الذي لعبه فنانو اليمن لهذا كان دورهم ملموساً وواضحاً في مساهمتهم ووقوفهم في تحقيق الوحدة اليمنية .[c1]دور الثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية[/c]الأديب احمد ناجي سطر أروع كلماته عن دور الثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية حيث قال: إن دور الثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية مهم وجوهري وذلك يبدأ من معرفتنا لحقيقة أن الثقافة تصنع في الوعي الجمعي للأمة شخصيتها الثقافية التي تكونت عبر التاريخ، ومن هنا فإن المثقف المنتمي لهذه الشخصية الثقافية للأمة ينطلق في وعيه الفكري وحركته على صعيد الواقع من منطلق الدفاع عن الشخصية الثقافية للأمة في وجه مختلف التحديات التي تواجهها ومن هذا المنطلق اتجه الأدباء والمثقفون في هذا الجزء من الوطن العربي وفي أزمنة التشطير إلى الدفاع عن الهوية الوحدوية لليمن أرضا وإنسانا واتجهوا من خلال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين إلى رفض التشطير والتأكيد على دور الثقافة والمثقفين في النضال من أجل الوحدة منذ عام 1970 وضع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على رأس جدول اهتمامه ونضاله الربط بين تحقيق الديمقراطية والوحدة في سياق ثقافة وطنية تستند إلى نضال بالكلمة في اتجاه بلوغ الغايات والأهداف العظيمة للوطن.لقد ساهمت قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في تقديم التصورات والرؤى التي تساعد على تسريع التحول الديمقراطي الوحدوي، ونعتقد أن المدخل الثقافي هو وسيلتنا في النضال من أجل تطوير مكتسباتنا الوطنية والديمقراطية وأن أبرز المهمات في مرحلتنا الراهنة تكمن في تأكيد الوحدة الوطنية وذلك لأنها صمام الأمان لرسوخ القيم الوحدوية والديمقراطية.[c1]تساؤل ومقارنة[/c]وأما الشاعر بشير المصقري الذي تساءل ووضع إيضاحاً لتلك المفاهيم التي اختلطت عند بعض المثقفين فقال: لتوضيح بعض المفاهيم التي اختلطت على الأدباء والمثقفين اليوم ولم يعد لهم الدور المعول عليه تجاه تاريخ توجزه مآثر وطنية كبيرة وخالدة كالوحدة وسأعمل جاهداً في هذا الرصد على استجلاب مقارنة بين المثقف والأديب اليمني الذي ناضل وتحمل الصعاب والمشقات النفسية والفكرية والبدنية لإحلال واقع جديد بدءاً من يوم 22 مايو 1990 وبين مثقف وأديب اليوم والخواء الذي تموضع فيه متقاعساً في تأصيل وترسيخ ثقافة الوحدة .وأجزم أن الفارق قد اتضح بجلاء بين الرعيلين والجيلين باعتبار أن مثقفي الأمس من زمن ما قبل الوحدة قد غادر معظمهم الحياة إن لم نقل كلهم تاركين دور الحفاظ عليها للأسف الشديد لمثقفي اليوم وأدباء الحاضر بعد ذلك الدور التاريخي والأسطوري الذي لعبوه والمُثل التي قدموها لتحقيق الوحدة سواءً للدور الشخصي فكراً وأدباً وسلوكاً أو في إطار جماعي كتأسيس كيان أدبي مثل إتحاد الأدباء وللأسف أستطيع القول إن المقارنة ظالمة لأدباء الرعيل الأول المقارنة بين أديب خاض غمار المعاناة بقلبه ودمه وعقله آنذاك كالبردوني والجاوي وجار الله عمر ولطفي جعفر أمان ويوسف الشحاري والآخرين حتى شهدوا الحدث التاريخي والعظيم وبالتالي ابتسموا ابتسامة الانتصار الأخير تبدو المقارنة بينهم وبين أديب ومثقف اليوم الذي يقف على عتبة التشظي والتشرذم بصمت مطبق وبلا دور ويكفي أن نتأمل خطين الأول خط البردوني ورفاقه وخط من أتى اليوم ليعلن الفرقة والانقسام تحت إطار رجعي يُسمى “ اتحاد أدباء الجنوب العربي » ولكي تكتمل الفكرة ويستوي مضمون الطرح أقول إن مسببات تأسيس كيان ليس له مستقبل هو تراجع دورهم الثقافي وأدائهم التنويري أمام العوام قبل نشوء هذه المشاكل وعدم إخلاصهم للمناط بهم كمثقفين والتنبيه إلى هذه المخاطر السياسية والاجتماعية والثقافية فوجدوا أنفسهم خارج اللحظة الوطنية الشماء والحالة الثقافية العصماء وتفاقمت الحالة لاعتسافهم وعزوفهم عن توظيف نتاجاتهم ورؤاهم التوعوية في مجتمعاتهم التي تخللتها الاحتقانات والغليان والتذمر على مرأى ومسمع منهم فكان ردهم العاجز المتمثل بالدعوات إلى التشظي والانفصال مستمرئاً من عجزهم عن القيام بالمهام الثقافية المناطة بهم ودورهم في تصحيح وتنقيح دواعي تلك التوجهات التي تراكمت عند البعض على عكس توجهات البردوني والجاوي وتحملهم لتلك الأعباء الوطنية التي تلاشت لهمم الإخلاص وقد أبدوها لقضايا الوطن والذي ينبع من إيمانهم بفكرة ثقافية مفادها أن دور المثقفين والأدباء يأتي في تاريخ الأمم والشعوب قبل دور السياسي والعسكري وغيرهم آخذين على عاتقهم عدم الارتهان للأيدلويوجية ومقايضة الكهنوتية بمصالح شخصية آنية، سرعان ما تزول .يجب التنبيه إلى أن دور المثقفين والأدباء في السابق كان محاطاً بواقع مرير وموانع تشبه المستحيل ما يجعل المرء يضحك بأسى وحرقة لموقف مثقف اليوم وأديب اللحظة ودوره المتملص عن عواهن الضمير والاستحثاث المفقود الذي لا يصل إلى واحد بالمائة من جهود أدباء الرعيل الأول تجاه الوحدة.. فماذا لو كان على عاتق هؤلاء مهمة تحقيق الوحدة ولم تكن المسألة تتعلق بإكمال دور أولئك العظماء عبر إفشاء ثقافة الوحدة، وإذا بنا نجد العكس على خلفية دور مثقف اليوم . وفي إحدى الندوات التي أقيمت في عام 2009 التي ركزت على (دور المثقف في تعزيز الوحدة اليمنية) على خصوصية وأهمية الدور الملقى على كاهل الثقافة والمثقفين في الحفاظ على المنجز الوحدوي وحمايته في مواجهة الأفكار المشبوهة التي ارتبطت بمصالح مروجيها بالماضي التشطيري . وشدد المشاركون فيها على دور المثقف الهام والمحوري في تصدره الدفاع عن القضايا الإنسانية والوطنية وفي مقدمتها قضية الوحدة باعتبارها خيار شعبنا المصيري الذي لا رجعة عنه .وهذا الدور الذي يخدم مستقبل اليمن ونمائه في مواجهة الأفكار الهدامة والنزعات المريضة التي تنطلق من مصالح ضيقة وتستهدف امن اليمن و استقراره ورخاءه وإزدهاره، وان يرتفع صوت المثقف والحديث عما يجري في الساحة والمخاطر التي تقع وراء الأحداث التي تجري هنا وهناك، ودوره في كشف الألاعيب والخطابات المؤججة للكراهية والبغضاء، وذلك لما من شأنه الحفاظ علي الوحدة وثوابتها الوطنية.تحدٍّ ربما نقف أمام تحد في مواجهة مع الرافض في كيان وحدوي وكيان يستشعر مدى الخطر المحاط بخطر الوحدة اليمنية وهذا الذي تناولته مجلة دبي الثقافية في أحد أعدادها تتحدث عن دور الأصوات المطالبة بالانفصال والأخرى في بقاء الوحدة شامخة. وكانت قد استهلت بعدة تساؤلات هل ثمة ما يبرر تحول الأديب والمثقف من الدعوة للوحدة إلى الدعوة للانفصال؟ وهل يمكن القول إن مفهومي الوحدة والتسامح قد تغيرا حتى تصبح الوحدة هي المشكلة ويكون تمزق البلدان ضرورة لحل مشاكلها؟ وهل بالضرورة أن يبقى الأديب والمثقف في صف الوحدة والتسامح حتى لو كانت مظلة لأهداف أكثر وحشية من الانفصال؟ بمعنى آخر: ما هي الوحدة المنشودة ومتى يصبح السعي للانفصال عملاً ثوريا؟.. هكذا يستشعر البعض ما يدور حوله في التصدي لهذا المشهد الثقافي الذي تشعر انه قد اهتز من خلال الصوت المنادي في انفصال اتحاد الأدباء لتأسيس كيان اتحادي آخر .. وأما الأديب عبد الكريم المدي كانت له رؤيته الخاصة في هذا الموضوع قائلاً: لا بد لنا من التأكيد هنا أن الحديث عن مناسبة كبيرة ومنجز خارق كالوحدة اليمنية يظل قاصراً عن الإنصاف والإحاطة بمجمل الأحداث المرافقة لمسيرة التوحد والإلتئام من جديد.. ما لم يذكر وينصف فيه الأدباء والكتاب والمثقفون والفنانون والنقابيون وكل المتنورين الذين كان لهم دور ريادي ونضالي لافت وجبار في إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني حيث تمكنوا من تجاوز البراميل الشطرية التي كانت تشرخ الوطن والروح الوطنية ومعها قيم المحبة والثقافة والتاريخ الواحد للأرض والإنسان.لقد تمكن أولئك المبدعون والمفكرون والرجالات العظام من تجاوز البراميل الشطرية في منطقة (الشريجة) و(قعطبة) وغيرها من المناطق التي كانت تعتبر مناطق حدودية مصطنعة وضعها الاستعمار.. بين أبناء الوطن الواحد.. من أجل تحقيق مصالحه الاستعمارية مجسداً بها مقولة وفلسفة (فرق تسد).لكن ورغم كثرة البراميل الشطرية والجهود الاستعمارية التي بذلت لإبقاء الوطن مشطراً وأبنائه متباعدين.. فقد كان للأدباء والمثقفين والكتاب والمتنورين موقف واضح وهدف محدد حيث استطاعوا أن يتخطوا الحواجز الحدودية والبراميل الشطرية من خلال عشرات بل مئات الزيارات التي قاموا بها بين المحافظات اليمنية في شمال الوطن وجنوبه وبدون جوازات سفر أو ما شابه .. بل كانت جوازاتهم هي يمنيتهم ووطنيتهم وقناعتهم أن اليمن واحدة منذ الأزل ولن تفرقها تلك البراميل التشطيرية وتحديات الراهن..حتى السيارات التي كانت تقلهم بين المحافظات في الشمال والجنوب فقد كانت تحمل لوحات مكتوب عليها فقط اليمن.بكل مصداقية وثقة وإنصاف نقول: لقد كان أولئك الأدباء والكتاب والمثقفون النواة الأولى والبذرة الرائعة في مسيرة الوحدة.. حيث كسروا حاجز التشطير والخوف وكل العوائق التي كانت قائمة.. وتوحدوا في كيان واحد ضم المثقفين والأدباء من الشطرين قبل إعادة تحقيق الوحدة بأكثر من 20 سنة وكانوا من أوائل الكيانات والنقابات التي توحدت في كيان واحد.. لينال أولئك الرواد الأوائل أمثال عمر الجاوي والربادي والشحاري والبردوني وغيرهم شرف السبق إلى الوحدة والمحبة والسلام والتعاون والتكامل.مدركين حقيقة واحدة.. هي: أن اليمن التي كانت تحمل نفس الاسم والهوية المتوحدة قبل آلاف السنين وفي عهد امرئ القيس وسيف بن ذي يزن والحميريين والسبئيين والصليحيين وغيرهم ستظل موحدة ولن تكون قابلة لأي وضع يخالف هذه الحقيقة والثابت.. وهذا الإيمان والشعور والإرادة التي كانوا متسلحين بها هو ما جعلهم مخلصين لهويتهم ووطنهم وأجيالهم وضمائرهم متجاوزين كل الرهانات والمطبات والحسابات الصغيرة.كما أدركت هذه الشريحة الطليعية.. قبل غيرها أن اليمنيين شاركوا بشرف تثبيت الدعوة الإسلامية ورفع رايتها في كل الأمصار وهم تحت راية واحدة هي راية الإسلام وراية اليمن ودافعوا عن اليمن في عهد سيف بن ذي يزن ومرحلة الغزو الحبشي والفارسي وغيره لليمن تحت راية واحدة وهوية واحدة هي اليمن.كما أن الأدباء والكتاب والمثقفين والفنانين يدركون- أيضا- أنه ولعشرات القرون لم يكن هناك قصيدة شعرية أو موشح أو أنشودة أو لحن أو أغنية تمجد غير الوحدة والهوية اليمنية الواحدة والتاريخ الحضاري المشترك.. لهذا وجدناهم يقدمون نماذج من الوطنية والنضال والإبداع والإرادة في الوحدة والمحبة يحملون فوق نواصيهم وفي قلوبهم وصدورهم ونفوسهم وعقولهم ثقافتهم اليمنية الوحدوية وهذا ما جعلهم يتبوأون أعلى الأماكن في قلوب الناس بل وكانوا قدوة ومثالاً أعلى لكل الشباب المبدع والطامح والمؤمن بوطنه وهويته الرافض للمناطقية والطائفية والعصبية والكراهية وكل مايقود لها ويدعو من أجلها .. أيضاً. ولاشك أن المثقفين والفنانين والمبدعين والكتاب سوف لن يخذلوا وطنهم وثوابتهم وأجيالهم وأحفادهم يستمرون في عزف مقطوعات ووصلات وأغاني الوحدة والسلام ولن تعدم اليمن من أبنائها من يقول ويردد:أمَي اليمن .. أمَي .. من يشبهك .. يا أصل قطحان .. يا نسل عدنان .. أنت الحضارة.. أنت المنارة.. أنت الأصل والفصل .. في .. داخل القلب حبك في الفؤاد ارتوى.
|
ثقافة
الثقافة في ظل الوحدة اليمنية ودور المثقف اليمني
أخبار متعلقة