الإرهاب مرآة الموت المفاجئ
لقاءات/ دنيا هانيمنذ أن اتخذت اليمن من الديمقراطية والتعددية نهجاً سياسياً في الـ 22 مايو من عام 1990م وانفتحت على العالم الخارجي وشجعت الاستثمارات الوطنية والعربية والأجنبية في المجالات التنموية والسياحية، عملت على تعزيز قدرات ومهارات الأجهزة الأمنية ومنتسبيها لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد حيث النمو والتطور الاقتصادي وقيام المشاريع التنموية والاقتصادية وجذب الاستثمارات يقتضي وجود مناخ آمن مستقر كي تؤتي نتائجها وثمارها. فقد كان للعمليات الإرهابية التي تعرضت لها اليمن أكبر الضرر على الاستقرار والسكينة العامة الذي انعكس بدوره سلبياً على الاقتصاد الوطني ومسيرة التنمية والاستثمار وسمعة البلاد الدولية. وجميعنا يعلم جيداً بأن الإرهاب إزهاق أرواح بريئة ليس لها أي ذنب وزعزعة لأمن واستقرار بلد بأكمله ونشر الخراب والدمار وبث الرعب والذعر في قلوب الناس ولا يكتفي بذلك فهو يعمل على هدم البنية التحتية والتنمية والاقتصاد للبلاد، باختصار يؤثر الإرهاب على الأمن القومي والاجتماعي والاقتصادي بكافة أشكاله وبما أنه يعتبر عدواً لنا فمن واجبنا الدفاع عن وطننا وأرضنا واقتلاع جذوره وذلك يتم بمساعدة الجيش والأمن والقوات المسلحة الذين يفنون عمرهم وحياتهم من أجل الوطن. فهـو العـدو الأول للتنميـة وعلى الجميع التصدي له ودعم المؤسسـة العسكرية والأمنية في مواجهته ودعم الجيـش والأمن هـو حماية لمنجزات ومكتسبات الشعب.وبما أننا نحتفل هذه الأيام بالعيد الوطني الرابع والعشرين لـ22 مايو أردناه بدورنا أن يكون عيداً في القضاء على الإرهاب واحتفالاً بنصر الشعب والوطن عليه وعلى كل من والاه.صحيفة 14 أكتوبر التقت بعدد من الأكاديميين والإعلاميين وتعرفت على آرائهم حول الإرهاب في اليمن فإلى التفاصيل التي حصلنا عليها:من التاريخ اليمني ضد الإرهابعززت اليمن من تعاونها مع المجتمع الدولي في مواجهة هذه الآفة الدولية الخطرة المهددة للأمن والاستقرار الدوليين منذ وقت مبكر وقبل أحداث 11 سبتمبر لهجمات إرهابية التي منها كان حادث الاعتداء على المدمرة الأمريكية (يو اس اس كول) في ميناء عدن في أكتوبر عام 2000م وخطف سياح أجانب في منطقة أبين عام 1998م واتخذت كل الإجراءات والخطوات لمكافحة ظاهرة الإرهاب الخطيرة والقضاء على آثارها السلبية على مسيرة النمو والتطور على المستوى المحلي، حيث شاركت عناصرها الأمنية في كافة الأنشطة التدريبية والمؤتمرات الإقليمية والدولية في محاولة لتوضيح الواقع الأمني في الجمهورية اليمنية، وبيان الاستعداد اليمني الكامل للتعاون الإقليمي والدولي في الأنشطة والإجراءات المعتمدة في مكافحة الإرهاب لاسيما في مجال تبادل المعلومات حول العناصر الإرهابية وتحركاتهم واتصالاتهم ومصادر تمويلهم، والتنسيق الثنائي والدولي بموجب الاتفاقيات الثنائية والبروتوكولات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.كما قامت اليمن بتفعيل تعاونها مع الأمم المتحدة وأسهمت وما تزال وبشكل جاد في مناقشات المنظمة الدولية وتتعامل بشفافية مع قراراتها وفي هذا الإطار تضمنت التقاريـر السنوية الصـادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية Œ))عن ما تسميه أنماط الإرهاب کالجهود الكبيرة والجادة التي تبذلها الحكومة اليمنية في تعاملها مع الإرهاب سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي أو الدولي وأظهرت هذه التقارير مدى تعاون الجمهورية اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب والأساليب التي اتبعتها بهذا الخصوص ما يعطي مؤشراً مرضياً عن هذه الإجراءات وذلك باستعداد اليمن الدائم لملاحقة الإرهابيين الدوليين ومنعهم من استخدام أراضيها ومياهها وموانئها، منطلقاً لأعمال عدوانية وإرهابية.أرقام وخسائر بسبب الإرهابتكبد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة خلال العقدين الماضيين بسبب تصاعد العمليات الإرهابية التي لم تؤثر على حركتي الاستثمار والسياحة وحسب بل امتدت للتأثير على قطاع النقل والتحويلات المالية للمغتربين. * فقد صرح الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله المخلافي أن الإرهاب كبد الاقتصاد اليمني خســائر تتجــاوز 250 مليــار ريال خلال الفترة الماضية نتيجة هروب رأس المال الأجنبي.* وبالنسبة للقطاع السياحي فقال الدكتور عبدالله المخلافي: حرمــان الخزينة العامة للدولة من إيرادات القطاع الســياحي والتــي كانــت قــد تجــاوزت 200 مليــون دولار في العــام وتسريــح عــشرات آلاف العاملــين في هذا القطاع كالفنــادق والنقــل الســياحي بالإضافــة إلى توقف شــبه تام للاستثمارات.وشهدت الفــترة القليلــة الماضية خروجاً لرؤوس الأمــوال الأجنبيــة المحليــة ومـؤشرات تتجاوز مـا حققته الدولـة مـن عائـدات النفـط خلال عامين.تحية لكل جنديلقد كان خطاب رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي واضحاً وضوح الشمس بأنه يريد القضاء بتاتاً على كل منابع الارهاب ومحاربته ومطاردته حتى القضاء عليه هذا ما قاله الأخ عبد الوهاب نعمان الوصابي طالب جامعي في بداية حديثه معنا حول الإرهاب في اليمن.وأضاف: نحن نشد على يديه ونتكاتف معه ويجب العمل يداً واحدة للقضاء على الإرهاب بكل صوره وأشكاله وأيضاً كل من يقوم بتموين الإرهاب ويتعاطفون معه بشكل أو بآخر.وقال نعمان: إن الإرهاب لا يضر بالمواطنين فحسب بل أنه يؤثر على كل فرد صغيراً وكبيراً إن الإرهاب يرهب ويرعب ويخوف الجميع يجعلهم يعيشون في حيرة من أمرهم كيف ولا وهم يرتكبون أبشع وأشنع الجرائم من تفجير وقتل وتشريد ووصل إلى حد ذبح الناس ولا ندري بأي ذنب قتل هؤلاء أفلا يتذكرون حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يقول: «لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من قتل رجل مسلم» فبالله عليكم ما بالكم بالمئات التي تقتل بسيارة مفخخة ناس لا ناقة لهم بذلك ولا جمل.وتابع: دمر الإرهاب كل شيء جميل في هذا البلد وأصبح الاقتصاد متهالك إضافة إلى تدني مستوى دخل الفرد وليس هذا فحسب بل هناك الكثير والكثير من المؤسسات والشركات توقفت عن العمل بسبب الارهاب وتوقف معه الآلاف من العاطلين وأصبحوا لا يجدون قوت يومهم كل هذا بسبب الإرهاب.ومن الجانب السياحي قال: انخفضت السياحة بل نستطيع أن نقول أن السياحة أصبحت معدومة نهائياً بسبب الإرهاب فإذا كان المواطن يعيش خائفاً فما بالكم بالسائح.وختم حديثه قائلاً: إن انتصارات القوات المسلحة والأمن في معارك الشرف للقضاء على من تبقى من الارهابين ليس انتصاراً للجيش فحسب بل هو انتصار لكل يمني يحب هذا الوطن العظيم فكل الشكر والتقدير والثناء والحب لكل جندي وصف وضابط في ميادين القتال نكن لهم كل الحب والتقدير والثناء فنقول لهم انطلقوا ولا تتوقفوا فنحن معكم وقلوبنا معكم وألسنتنا تلهج بالدعاء بالنصر لكم فأنتم شرف لنا ودمتم ذخراً لنا وللوطن.تدهور البنية التحتية للاقتصاد الوطنيوعن هذا الجانب قالت الأخت انوار عبد الحميد محسن العبدلي إعلامية حرة: إن ما تقوم به قواتنا المسلحة خلال هذه الأيام من محاربة الارهاب الذي بدأ يضرب كل شبر من أرضنا نتيجة لاستغلالهم الأوضاع المتدهورة وما تمر به اليمن من مخاض تشكيل النظام الجديد يتطلب من جميع افراد المجتمع اليمني الوقوف صفاً واحداً وتقديم المعلومات الكافية للمساعدة في القضاء على هذه الآفة التي بدأت تنشر الفكر المتطرف الاجرامي بالإضافة الى التسلح بالوعي الكامل.وأضافت: الإرهاب لا دين له فهو لا يكتفي بقتل النفس وتدهور مستوى الامن بالبلاد، وانما يتبعه تدهور بالبنية التحتية للاقتصاد الوطني التي تعاقبت عدة حكومات يمنية على بناءه، وما حدث في محافظتي أبين وشبوه خير شاهد على أثر هذه الفئة الضالة التي مرت فيها وعاثت بها فساداً، والأخطر بالإرهاب أنه يقوم بتدهور الجانب الاجتماعي والأخلاقي والإنساني لبعض أفراد المجتمع وهنا تكمن الخطورة القصوى بأن يظهر جيل تتملكه هذه الأفكار الهادمة لذلك نطالب بالمزيد من الضجة الإعلامية على مختلف الأصعدة لتنبيه وكشف أخطار هذه العناصر التي تتربص بالشر لوطننا ومستقبل أولادنا.وواصلت حديثها: خطاب رئيسنا عبد ربه منصور ينم عن وطنية ومسئولية وعمق استراتيجي بخطورة هذه العناصر ومدى ارتباطها بتنفيذ أجندات خارجية وداخلية خسرت مصالحها الخاصة على حساب الوطن ومؤتمر المانحين الذي انعقد بخصوص دعم اليمن اقتصادياً لا ينبع من حرصهم على اليمن فمن يريد تقديم الدعم لا يضع الشروط وخصوصاً في دول بمؤتمر المانحين لها يد في عدم استقرار اليمن بهذه المرحلة فهؤلاء كمن يمسكون العصا بيد والجزرة بيد أخرى.زعزعة الأمن والاستقراروقال الأخ أحمد عبدالله مخرب طالب جامعي: إن خطاب الرئيس هادي الأخير حول الإرهاب كما عهدناه سابقاً كان ولازال عند وعوده بالقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره مهما كانت المعوقات والعراقيل التي تقف أمامه.ولا نستثني قرار مؤتمر المانحين (أصدقاء اليمن) حول دعمهم لليمن مقابل الأمن والاستقرار الذي يعد شيئاً إيجابياً يساعد في تحسين الأوضاع في اليمن في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.فما تقوم به عناصر التخريب والإرهاب يمس الوطن والمواطنين حيث أنه يضر بمصالح الفرد على مستوى معيشته اليومية ولا توجد فئة من الشعب تسلم مما تقوم به عناصر الإرهاب.ففي الأيام الماضية حققت قواتنا المسلحة انتصارات كبيرة حيث شاهدناها في الآونة الأخيرة تدك اوكار الإرهابيين ومعاقلهم الرئيسية في ابين وشبوة وهي تسعى الى القضاء على تلك الخلايا الغاشمة.وأكمل حديثه يقول: الإرهاب له تأثير مباشر على الأمن القومي بشكل عام وأيضاً له تأثير بشكل خاص على الأمن الاقتصادي والاجتماعي، وانطلاقاً من هذه النقطة فإن الإرهاب يوثر على الاقتصاد الوطني من مختلف نواحيه وذلك بسبب الاضرار الكبيرة التي تتعرض لها ركائز الاقتصاد المتمثلة في المنشآت النفطية ومما ادى إلى مغادرة الشركات الأجنبية العاملة في هذا المجال والتي كانت تساعد على رفع الاقتصاد القومي.وأما من ناحية الأمن الاجتماعي فقال: إن الإرهاب قد عمل على زعزعة الأمن والاستقرار في داخل الريف والمدينة بحدٍ سواء حيث بات المواطن لا يأمن على نفسه حتى في منزله وكذلك أدت الأعمال الإرهابية الى صعوبة الحياة المعيشية للمواطنين.الوقوف بحزم ضد فلول الإرهاببينما تحدث الأخ شكيب راجح إعلامي وكاتب صحفي ومراسل صحيفة الأولى في عدن قائلاً: إن ما يحققه الجيش من انتصارات في خضم حربه مع الإرهاب في محافظات أبين وشبوة ومأرب وحضرموت يأتي مجسداً روح الإصرار والعزيمة التي تظهرها القيادة السياسية ممثلة بالأخ عبد ربه منصور هادي لاقتلاع دابر الإرهاب من جذوره.وأضاف: لكن تلك الانتصارات العظيمة من وجهة نظري تظل ناقصة إذا لم تكن هناك خطة عسكرية لاستكمال ما تم البدء فيه بالحرب على الارهاب لاسيما وأن هناك أنباء تناقلتها وسائل إعلامية بتصريحات نارية لقيادات أمنية وضحت وبينت أن العديد من العناصر الإرهابية التي تفر من أماكن المواجهات ذهبت للاستقرار في محافظات أخرى كتعز وإب ولحج وأمانة العاصمة وهذا ما يزيد الطين بلة.وتابع: نتمنى من القيادة السياسية الحكيمة أن لا تمر مثل هذه التصريحات والتقارير مرور الكرام بل يجب وضع خطة محكمة وسرية للتعقب والقبض على العناصر الإرهابية الفارة من ميدان المعركة لأن وجودها واستقرارها في هذه المحافظات لاسيما في الوقت الحالي يعني تصدير الإرهاب إلى هذه المحافظات ولا نستبعد أيضاً أن يتم التغرير بمن حولهم وإلحاقهم ضمن هذا التنظيم الإرهابي ولعل خطاب الرئيس عبد ربه منصور هادي عن الإرهاب شكل تشخيصاً للحالة الإرهابية المستعصية باليمن ولعله كشف أيضاً من خلال حديثه أن هناك دولاً تعمل على تصدير الإرهاب إلى اليمن كذلك كشف أمراً في غاية الخطورة إلى أن هناك وساطات الإيقاف الحرب على الإرهاب وهذا ما نرفضه رفضاً قاطعاً خاصة وأن الوسطاء قادة ووجهاء ومسؤولين ومشايخ دين وضعوا هذه الأمور ضرورة الوقوف بحزم وجدية لمقارعة من تبقى من فلول الإرهاب كما كشف أيضاً الرئيس المنصور بأذن الله تعالى إلى أن 70 من الإرهابين أجانب وهذا ما يجعلنا أمام أمر مذهل للغاية وكذلك ما يعطي سهولة للجيش في القضاء على من تبقى من هذه العناصر وإن القضاء على الإرهاب يتطلب الجدية والحزم في ذلك والقضاء عليه بتاتاً سيؤدي بالطبع إلى ارتفاع نسبه النمو الاقتصادي وارتفاع مستوى دخل الفرد كذلك تنشيط السياحة الداخلية.واستطرد بقوله: لا ننسى أيضاً الشيء المهم والأهم وهو استتباب الأمن والاستقرار ودخول الشركات والمؤسسات للعمل داخل البلد ما سيؤدي حتماً إلى الرخاء والعيش بأمن وأمان لأن هنالك علاقة طردية بين الأمن والأمان والاستقرار وزيادة معدل الاستثمارات فكلما استتب الأمن تدفقت رؤوس الأموال الخارجية للاستثمار وإنعاش البلد ولعل الركود الاقتصادي في البلد ينتعش وينمو ويزدهر في ظله كل شيء داخل البلد.معاً صفاً واحداً ضد الإرهابمسك الختام سيكون بما قاله رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لنقف جمعياً صفاً واحداً ضد الإرهاب وإخراج تنظيم القاعدة الإرهابي من اليمن. كون الإرهاب يجد بيئته في ظروف الفقر وتنامي البطالة وتردي مستوى المعيشة للأفراد فينمو نسيجه القذر من خلال المعضلات الاقتصادية.وشعارنا دائماً سيكون لا للعنف والاقتتال نعم للحوار والتسامح والوفاق خاصة وأننا نمر باحتفالات بمناسبة العيد الوطني لـ22 مايو فلتكن أيامنا القادمة عامرة بالاحتفالات والأفراح ودمتم بخير في رحاب هذا الوطن الغالي.