القدس المحتلة / متابعات :في ظل التقرير السري الذي أعدته الأمم المتحدة وتحدث عن مواصلة إيران تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، بدأ الجيشان الإسرائيلي والأميركي مناورات للتعاون في مجال الدفاعات الجوية واعتراض الصواريخ، وذلك بمشاركة أربعة آلاف جندي إسرائيلي وألف جندي أميركي.وتحاكي المناورات التي تحمل اسم “جينيفر كوبرا” سيناريو تعرض إسرائيل لقصف بآلاف الصواريخ متنوعة المدى تطلق عليها بالتوازي وبالتزامن من غزة ولبنان وسوريا وإيران على مدى أسابيع.وتعالج المناورات سيناريوهات مركبة ومتغيرة ترسل في أحدها وحدات الجيش الأميركي المتواجدة في أوروبا لإسرائيل عشرات بطاريات “الباتريوت” المختصة في اعتراض الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى وسفن “هاجيز” المزودة بمنظومات دفاع واعتراض متطورة.وتتدرب القوات الأميركية المشاركة في المناورات على إطلاق صواريخ Thaad وصواريخ sm-3 الأميركية الصنع، ومنظومة “الباتريوت” الأكثر تطورا والمعروفة باسم “ p-a-c3” ومنظومات الرصد والتعقب الرادارية Aegis.من جهته، يتدرب الجيش الإسرائيلي على تفعيل منظومات الدفاع الاعتراضية “كالسهم 3” والقبة الحديدية وأجزاء من منظومة “الصولجان السحري” المكلفة باعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والتي ستصبح جاهزة خلال عامين، ويعكف على تطويرها حالياً الجانبان الأميركي والإسرائيلي.وكانت سفن حربية أميركية قد رست في موانئ إسرائيلية منذ شهر تقريبا، وتم نشر بطاريات “الباتريوت” والقبة الحديدية وسط إسرائيل، فيما تتدرب قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي على سقوط مفترض لمئات الصواريخ يوميا على المدن الإسرائيلية، بما فيها صواريخ تحمل رؤوسا غير تقليدية.وفي موازاة المناورات في إسرائيل، تجري مناورات مشابهة بمشاركة مئات الجنود الأميركيين في الأردن.وما قد يميز المناورات الجارية أنها الأكبر من نوعها، وإن أعلنت قيادة الجيش الأميركي أنها مخططة مسبقا ويجري التحضير لها منذ 18 شهرا، ولا ترتبط بأي توتر أمني وعسكري في المنطقة.وتحاكي هذه المناورات سيناريو اندلاع حرب مع إيران وسوريا وحزب الله، في ظل “الاشتباك التفاوضي” بين طهران والدول العظمى من خلال الجولة الرابعة من المفاوضات الهادفة إلى التوصل لحل نهائي للملف النووي الإيراني قبل 20 يوليو المقبل.ومع أن مناورات “جينيفر كوبرا” تجري مرة كل عامين، سبق أن ألغيت عام 2012 لخفض منسوب التوتر بين إسرائيل وإيران في حينه، وأجريت مناورات محدودة عوضا عنها.ومن هنا فإن إجراء المناورات الحالية قد يحمل رسالة أميركية مزدوجة، تهدف إلى طمأنة إسرائيل إلى أن التعاون العسكري الاستراتيجي لم يتضرر بسبب سوء العلاقات بين تل أبيب وواشنطن. كما تقول واشنطن، من خلال هذه المناورات، لإيران إن الخيار العسكري لم يمت بعد.لكن ذلك أبعد من أن يقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يخفي خيبة أمله مما يصفه بـ”الهرولة الغربية للتوصل إلى حل سيئ لأزمة البرنامج النووي الإيراني”.الخلافات الإسرائيلية-الأميركية بدت واضحة خلال زيارتي مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، ووزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، لإسرائيل والذي غادر قبيل بدء المناورات.وخلال الزيارة قال نتنياهو لهيغل: “لم أتفاجأ، وأعتقد بأنك لم تتفاجأ أيضاً بما ورد في تقرير الأمم المتحدة حول مضي إيران في تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، في خرق لقرارات مجلس الأمن”.وأضاف نتنياهو أن طهران تسعى لإنهاء العقوبات والإبقاء على قدرة نووية عسكرية، معتبراً أن سياسة الدول الكبرى في المفاوضات يجب أن تكون واضحة وتهدف لمنع انتصار إيران وحيازتها سلاحا نوويا.وتتعاظم الخشية في إسرائيل من أن واشنطن لا تؤمن بحل عسكري مع إيران، ما قد يضطرها يوما ما إلى عمل عسكري منفرد، كما يقول قادتها. ومن الملاحظ بعد انهيار المفاوضات مع الفلسطينيين وانطلاق المحادثات الغربية-الإيرانية، أن الملف النووي الإيراني عاد ليتصدر واجهة الحدث والاهتمام في إسرائيل.
بدء مناورات “جينيفر كوبرا” بين جيشي إسرائيل وأميركا
أخبار متعلقة