طرابلس / بنغازي / متابعات :تعيش مدينة بنغازي الليبية حالة من التأهب والاستعداد لمواجهة بين قوات من الجيش مدعومة بمسلحين من المدينة، وبين القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، فيما استنكرت الحكومة الليبية اللجوء للسلاح لحل المشاكل السياسية.وأفادت الأنباء أن قوات الطرفين متأهبة في قواعدها بعدما كانت قوة خاصة من الجيش قد أعلنت في وقت سابق النفير والاستعداد، وطالبت سكان بنغازي بعدم الاقتراب من المطار مع ترقب عملية عسكرية ضد قوات حفتر. وكانت قاعدة بنينا الجوية تعرضت لهجوم صاروخي الليلة قبل الماضية لم يُسفر عن خسائر.وكانت الحكومة الليبية أدانت اللجوء للسلاح لحل المشاكل السياسية ودعت الجميع للعمل على بناء دولة القانون والمؤسسات، وذلك بالتزامن مع اندلاع اشتباكات صباح أمس في بنغازي بين قوات الجيش والعناصر الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن الحكومة المؤقتة طالبت -في بيان صدر مساء أمس- الجميع بالتوقف فورا عن استخدام الترسانة العسكرية التي يمتلكها الشعب الليبي للاقتتال.ودعت كل الأطراف للعمل تحت غطاء الشرعية، واتباع نهج “التعقل والحوار والمصالحة الوطنية والتمسك بأهداف ثورة 17 فبراير” وإقامة دولة المؤسسات.ونبهت الحكومة إلى أن تواصل الاقتتال يعرقل المرافق الحيوية للدولة، داعية للتعبير عن الرأي السياسي بالطرق الديمقراطية.وذكرت رويترز أن رئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق شكل حكومة، وينتظر الحصول على موافقة المؤتمر الوطني العام (البرلمان) هذا الأسبوع كي تبدأ عملها.تزامن ذلك مع إعلان مصادر أمنية أن اشتباكات اندلعت صباح أمس الاثنين بشرق ليبيا إثر قيام مجهولين بإطلاق صاروخي غراد على مطار بنينا ببنغازي.وقالت الأنباء من بنغازي إن أحد الصاروخين سقط داخل المطار والآخر خارجه، مبرزا أن الجيش أعلن النفير العام وطالب المواطنين بعدم الاقتراب من منطقة المطار ومنطقة سيدي فرج القريبة منه.وتحدث عن مواجهات بين قوات حفتر وقوات حكومية بالمنطقة، اضطر بعدها لسحب قواته.كما اكدت الأنباء من طرابلس أن الاشتباكات توقفت طوال الليل باستثناء بعض المناوشات، موضحا أنه تم تكليف درع المنطقتين الوسطى والغربية رسميا بحماية العاصمة وضواحيها.وأوضح أن رئاسة المؤتمر الوطني أصدرت بدورها بيانا شدد على ضرورة اتباع نهج الحوار وتفعيل مبادئ المصالحة الوطنية، وحذر البيان كافة الليبيين من الدخول في نفق مظلم داعيا لتكريس سلمية التفاوض والانتقال الديمقراطي الصحيح.جاء ذلك على إثر سقوط قتيلين وجرح أكثر من ستين آخرين مساء الأحد جراء اشتباكات جرت بالعاصمة طرابلس بين قوات تابعة لحفتر -التي انسحبت من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بعد اقتحامه- وكتائب ثوار العاصمة.وقد تبنت قوات حفتر الهجوم على مقر البرلمان، ونقلت رويترز عن محمد الحجازي الناطق باسم ما يسمى “الجيش الوطني” -الذي يقوده حفتر- قوله إن من قاموا بالهجوم تابعون “للجيش الوطني” الذي يشن حملة على من يصفها بـ”مجموعات إرهابية” في مدينة بنغازي.وكان حفتر الذي يقود قوة شبه عسكرية أكد أنه يعيد تنظيم قواته لاستئناف حملته على مجموعات إسلامية في بنغازي يصفها بأنها “إرهابية”.في حين أعلن عقيد موالٍ لحفتر تجميد عمل المؤتمر الوطني العام “وكف يده عن ممارسة أي أعمال أو تصرفات تتعلق بسيادة الدولة وتشريعاتها وإداراتها”.وأضاف في بيان تلاه أمس أنه تقرر تكليف لجنة الستين لصياغة الدستور والتي انتخبت في فبراير الماضي “بالقيام بالمهام والاختصاصات التشريعية في أضيق نطاق ممكن” وذلك إلى جانب الاختصاصات الرقابية.ونفى حفتر سابقا أن يكون ما يحدث في بنغازي انقلاباً أو سعياً للسلطة. وقال إن طلائع الجيش اضطرت إلى خوض ما سماها “معركة دفاع عن الوطن والشعب وأرواح جنود القوات المسلحة الذين يُغتالون بالمئات”.وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت يومي الجمعة والسبت في بنغازي عن مقتل 75 شخصا على الأقل وجرح 141.يُذكر أن رئاسة الأركان أعلنت فرض حظر للطيران فوق بنغازي، وحذر المتحدث باسمها من أنه سيتم استهداف أية طائرة تحلّق بأجواء المدينة من دون أن تكون قد حصلت على إذن مسبق من رئاسة الأركان المشكلة من قبل الجيش والوحدات التابعة للغرفة الأمنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها.
استعداد في بنغازي لمواجهة بين الجيش الليبي ومؤيدي حفتر
أخبار متعلقة